بملامح جديدة وتطورات كبيرة، يعيش قاصدو بيت الله الحرام روحانية سيد الشهور بجوار "قبلة الدنيا"، بالتزامن مع الاستفادة الجزئية من أكبر توسعة للحرم أمر بها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث بدأت الشركة المنفذة بإزالة الحواجز الحديدية والأسمنتية ليتاح للمصلين الدخول إليها بعد أن تم تشيدها بأجود التصاميم العمرانية. وكشف افتتاح التوسعة الجديدة جزئياً منجزاً يخلّد اسم خادم الحرمين الشريفين، من خلال البوابة الغربية التي تم تركيب واجهتها الحديدية المطلية بالنحاس المذهّب على أشكال هندسية من الطراز الإسلامي، وقد تم تثبيت قطع رخام ذات لون رمادي متداخل مع اللون الأبيض، لتكون شبيهة برخام أرضية الحرم وذلك على واجهة البوابة الضخمة. ويبلغ ارتفاع البوابة أكثر من (23) متراً، وتتكون من خمسة أقواس نصف دائرية، مثبتة على ستة أعمدة رخامية شاهقة، فيما زُيّنت البوابة بزخارف إسلامية مكسوّة بتداخلات من الرخام والحجر الصناعي، وتميز الطراز المعماري للبوابة الأحدث بالطابع الفني الجميل المستوحى من العمارة الإسلامية الرائعة. ونفذ البوابة متخصصون مهرة في مجال النقش الرخامي والزخرفة، عملوا على تنفيذ مجموعة أعمال فنية جميلة من الزخارف تمثلت في أشكال هندسية بديعة عملت على "الأعمدة" و"القباب"، وفي "الأروقة وعلى "الجدران"، و"الأسقف" و"الأقواس" و"النوافذ" و"الأبواب"، فيما شملت الزخارف القطع النحاسية في "الثريات" و"القطع البلورية" و"تيجان الأعمدة" و"القناديل" و"المشربيات"، وقد استخدم في الزخرفة معادن "الذهب" والنحاس إلى جانب "الزجاج" و"الكريستال" و"خشب الساج" و"خشب الأرز المغربي" و"الألمنيوم الأصفر"، إضافة إلى "الحجر الصناعي" و"الرخام" بأنواعه و"الجرانيت" الملون و"السيراميك" و"الجص"، وتجلت السمة الجمالية في قباب التوسعة بشكلها الهندسي الجميل والزخارف المتنوعة والكتابات البديعة. ومما يزيد من الجمال في عمارة توسعة خادم الحرمين الشريفين الجديدة خلوها من التعقيد، وبُعدها عن التنافر بين العناصر الفنية، حيث يلاحظ توافق بين الألوان والزخارف والأشكال؛ مما يعطي صورة واضحة عن مدى الجهد الكبير الذي بذل من أجل تحقيق مواءمة عالية بين الجوانب الإنشائية والمعمارية والفنية والجمالية، بحيث غدت التوسعة في النهاية لوحةً معماريةً بديعةً اجتمعت فيها دقة وإتقان المواصفات الهندسية والمعمارية التي يتطلبها البناء، إضافةً إلى اللمسة الفنية والجمالية الرائعة. ويحتوي مبنى التوسعة على مئذنتين جديدتين بارتفاع (96) مترا، وأكثر من (1500) عمود مكسو بالرخام، منها ما هو مختتم في أسفله بقاعدة من الرخام بها فتحات تكييف، كما راعت التوسعة الجديدة تنفيذ شبكة إذاعية تتناسب مع مساحة التوسعة، وهي مشابهة للشبكة الحالية حيث يتم استخدام مكبرات للصوت معلقة على الجدران والأعمدة تغذيها أسلاك ممددة داخل مواسير مغطاة، إما في الأعمدة أو في الأسقف والأرضيات. وتضم التوسعة نظاماً جديداً لتلطيف الهواء يعتمد على دفع الهواء البارد وتوزيعه على مستوى مرتفع حول الأعمدة المربعة، كما تم تنفيذ شبكة من المواسير المعزولة الناقلة لمياه زمزم وشبكة لتصريف مياه الأمطار، وشبكة أخرى لإطفاء الحريق -لا سمح الله-، إلى جانب شبكات تنظيف ومخارج للمياه الناتجة عنها.