اكتشف خبير سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي دليلاً قوياً يقود إلى حل لغز المذكرة الخاصة بالفدية والغموض الذي يكتنف جريمة قتل جونبينيت رامسي. ويصف روجر آل ديبوي، القائد السابق لوحدة علم السلوك في مكتب التحقيقات الفيدرالي، في كتابه الجديد الذي يحمل عنواناً «بين الخير والشر»، هذا الدليل «بالخيط الوحيد الاكثر أهمية لحل لغز تلك القضية». ويضيف بأن المذكرة المكتوبة بخط اليد والتي وجدت في منزل رامسي بمدينة بولدر في ولاية كلورادو تدل على الآتي: - ان كاتب المذكرة يتظاهر بأنه إرهابي. - وان كاتب المذكرة امرأة في منتصف العمر من جنوبالولاياتالمتحدة وهي تعرف رامسي والد جونبينيت. - وان المذكرة كتبت بعد مقتل جونبينيت. وطلب المحققون من ديبوي تحليل المذكرة ووضع تصور عن سلوك كاتبها بعد مرور عام على مقتل الطفلة الجميلة ذات الأعوام الستة، والتي وجدت اشلاء جثتها في قبو منزل الاسرة في السادس والعشرين من ديسمبر عام 1996م. ويقول ديبوي: «اول ما لفت نظري طول المذكرة! في العادة كل ما يسعي اليه المختطف توصيل المعلومة، حيث يقول أريد كذا، وينبغي فعل كذا وإلا سوف أقوم بكذا». ويستطرد ديبوي قائلاً: «ومن هنا يأتي السؤال لماذا يترك المختطف مذكرة مع جثة الضحية؟ حيث لا توجد فائدة للمذكرة في هذه الحالة!». ويقول ديبوي أيضاً انه يشك في الطريقة التي قال فيها كاتب المذكرة انه عضو «في مجموعة من عدة أفراد» أو «المجموعة أجنبية صغيرة». ويوضح ديبوي قائلاً: «إن القول بأنك فرد من مجموعة تضم عدة أشخاص يعني بالضبط انك شخص واحد يدعي انه ينتمي إلى مجموعة من عدة أفراد. وما معنى طائفة أجنبية صغيرة؟ أجنبية بالنسبة لمن؟ بالاضافة إلى ذلك فإن المجموعة الاجنبية الحقيقية لاتقر بأنها صغيرة!». ويقول ديبوي ان التوقيع على المذكرة باسم «فيكتوري» والأحرف الاولى غير المشروحة «اس.بي.تي.سي»، «محاولة خرقاء اخرى للتظاهر بمظهر الإرهابيين». ويضيف الخبير ان من القصد الاخطاء الاملائية في بعض الكلمات اعطاء الانطباع بأن كاتب المذكرة أجنبي. ولكن هذه المحاولة تفضحها الصياغة النحوية الصحيحة والمفردات اللغوية الراقية، التي تدل على ان الكاتب يتمتع بمستوى تعليمي جيد. ويعتقد ديبوي ان اللغة وتركيب الكلمات لها طابع نسوي. فالتوجيه بأن تبقى «الطفلة مرتاحة»، والاشارة إلى ان «رجلين كريمين يقومان برعاية ابنتك»، والطريقة التي طرح بها موضوع تسليم أشلاء جونبنيت الطفلة القتيلة، تدل على «أن الكاتبة تتمتع بحس الأمومة»، حسب ما يرى ديبوي. ويستطرد ديبوي قائلا: ان العبارة المتعلقة «برفض تسليم أشلاء الطفلة ليتم دفنها بطريقة لائقة ذات دلالة أوضح. إذ تدل على أن وجونبينيت كانت ميتة بالفعل عند كتابة المذكرة. وإذا كانت الضحية ماتزال على قيد الحياة، فإن الدفن سيكون أقل الأشياء التي تثير الاهتمام. وينفي ذلك أيضاً أي فكرة عن أن المجرم اختطف الطفلة من أجل الفدية، وانه أحضر معه مذكرة كتبت قبل مجيئه». وتحمل اللغة ان المذكرة مكتوبة بواسطة امرأة في منتصف العمر، وتنتمي إلى جنوبالولاياتالمتحدةالامريكية. ويقول ديبوي ان «الاشارة إلى جون رامسي - كقط سمين - ان الكاتب على معرفة بالتعبيرات التي كانت سائدة في أيام حكم ايزنهاور، وغالباً ما يكون في الاربعينات من العمر». ويرى ديبوي عبارة «استخدام فهمك العام كرجل قادم من الجنوب»، تدل على أن الكاتب شخص يعرف بأن رامسي له صلات بجنوبالولاياتالمتحدة. ويقول ديبوي أيضاً أن الكاتب له معرفة دقيقة بالصفقات التي يقوم بها جون رامسي من خلال عمله كمدير تنفيذي لشركة كمبيوتر. ويضيف ديبوي ان المطالبة «بسحب 118 ألف دولار من حسابك» تدل على معرفة بقدر الحافز السنوي الذي يحصل عليه رامسي بالضبط. كما أن الخاطف الحقيقي، الذي يعرف مدى ثراء رامسي، سيطالب بفدية أكبر. ويستخلص ديبوي قائلاً: «لم يقم بهذه الجريمة مختطف حسن النية يريد المال في مقابل تسليم الطفلة لوالدها. وقد أوضحت في تقريري أن المذكرة كتبتها امرأة في أواسط العمر، قادمة من جنوبالولاياتالمتحدة، وتتمتع بمستوى تعليمي جيد، وعلى معرفة جيدة بحياة جون رامسي، على المستوى الشخصي والعملي في نفس الوقت». وبالرغم من ان والدة جونبينيت تنطبق عليها تلك الأوصاف، فإن ديبوي يشدد على انه لا يتهمها بكتابة المذكرة. ويضيف قائلاً: «لا يشمل عملي كمحلل سلوكي تسمية المشتبه فيه. واجبي فقط اعطاء الجهات المسئولة عن فرض القانون تصور عن نوع الشخص الذي يحتمل قيامه بارتكاب الجريمة!».