الهوس في عالم الرياضة والممزوج بالتعصب الأعمى يشل العُقول ويقود السلوك لممارسة العنف ورسم صور مشوهة وغير حضارية عن الرياضة ويعود بها الى الثقافات البدائية وغير الصحية وأحيانا تطال الى أمور اجتماعية واسرية لا تحمد عقباها. ماذا تعني كلمة الرياضة في العصر الحديث ؟ هي منظومة متكاملة لبناء الجسم والعقل وبناء احترام الذات وتهذيب السلوك ويصاحبها متعة التنافس الأخلاقي مع احترام حقوق المفاخرة والسرور والابتهاج لأنصار الفريق الفائز بالمسابقة سواء كرة قدم او غيرها من الالعاب المختلفة فإن كان الفريق الخصم يقدم لمحة كروية فنية أفضل من النادي الذي نميل له فما يضير ان نصفق له بداعي الإعجاب والاحترام ؟ وإن كان هذا الفريق أياً كان شعاره يمثل وطننا ويتنافس مع فريق بلد اخر في اي محفل رياضي سواء خليجي او اقليمي او اسيوي فِلمَ لا تتوحد كل الميول في مدرج واحد وبصوت واحد لتشجيعه ومؤازرته والترفع عن الشماتة في حال اخفاقه؟ أم سيظل البعض من اصحاب الميول المتعصبة بحمق كالقراصنة الذين يسطون على جهود ونجاح الاخرين بالتجريح او لاصطياد الأخطاء او يشيعون الاتهامات جزافاً لتحقيق اغراض في ذواتهم؟ التشجيع لنادٍ معين جميل وصحي ومطلوب والأجمل ان تكون مشجعا ايجابياً يساهم في دعم ناديه بالتبرع المالي والتشجيع الحضاري ورسم صورة ثقافية عالية عن السلوك الرياضي المتحضر في بلادنا ولسنا في حاجة لتشويه ذلك بمهاترات من بعض المنتمين للرياضة سواء عبر بعض القنوات الرياضية الفضائية او الإعلامية المقرءة او حتى ما يحصل في بعض ميادين الملاعب من شتم وسباب وقذف بالقوارير وغيرها والتلفظ على اللاعبين او الإداريين او الحكام بألفاظ لا تتفق مع قيمنا وديننا الحنيف، ناهيك عن السلوك غير الرياضي من بعض اللاعبين والمفترض انهم قدوة للأجيال الرياضية الشابة. متى يدرك هؤلاء بأن الرياضة الحديثة باتت تمثل جزءا من حضارات الأمم وفنونها واقتصادياتها وأن كل ذلك يمثل انعكاسا للثقافة التي تتمتع بها تلك المجتمعات الرياضية وأن هذه المعطيات لايمكن لها ان تحقق النجاح الكامل في ظل تنامي التعصب الأعمى والتشجيع اللاحضاري.