لا تزال ثقافة التشجيع الرياضي دون المستوى المطلوب، ونحتاج لوقت حتى نفرق بين التشجيع والتعصب، واعتقد ان المؤسسات التعليمية تتحمل جزءاً من المسؤولية بدءاً من المراحل الأولى وحتى الجامعات، حيث تستطيع أن تساهم بشكل كبير في تهيئة هذا النشء وتعليمه على كيفية التشجيع الحضاري الذي يعكس مقدار الرقي والتقدم الذي نعيشه وبالتالي تكون اللبنات الأولى والغرس منذ الصغر، فيستطيع الشخص أيا كان اختيار النادي المفضل واللاعب والتشجيع دون أن نرى أو نشاهد التجاوزات في الألفاظ والعبارات أو السلوك، وأن نعزز هذا الأمر بشكل يجعل الشباب يحسن التصرف عند الفوز أو الهزيمة، فمن يشاهد البعض أثناء بعض المباريات المهمة أو المصيرية وخاصة عندما يستمع للنقاشات الحادة في بعض استوديوهات التحليل الرياضي يعتقد أننا في مشاكل كبيرة لا قدر الله، فتسمع العبارات غير المحببة والتحيز لهذا أو ذاك، والأصوات تتعالى دون إحساس بالمشاهد أو المشاهدة من مختلف الأعمار الذين يجلسون الساعات الطوال لمعرفة ما سيدور من نقاش، وبذلك تزداد الأمور تأزماً لدى من يتابع، وإذا كان هذا ما نشاهده من خلال الشاشة فما بالك بالمدرجات وما يحدث فيها من شد وعبارات تتطاير هنا وهناك فقد لا تستطيع أن تحضر أنت وأطفالك حتى لا تصل لمسامعهم تلك الكلمات فتحرج في تفسيرها لهم عندما يسألونك. الرياضة وكرة القدم بالذات من أجمل وأمتع الرياضات التي يعشقها الإنسان، ولكن عندما تتحول عن هدفها الرئيس سواء أثناء اللعب أو المشاهدة وتتجاوز المتعة والهوية حتماً ستكون نتائجها سلبية على المجتمع، نحن نعيش زمن العلم والجامعات والبعثات وزمن التكنولوجيا فأصبح الكثير يتابع مختلف المباريات العالمية وله ناد محلي وناد دولي يحرص على مشاهدة مبارياته ومتابعة اخباره هو ولاعبيه من خلال تلك الوسائل المتاحة (الآي فون، البلاك بيري، الآي باد وغيرها)، لذا يجدر بنا أن نرتقي بمستوى التشجيع وأن تسهم كافة المؤسسات التعليمية والإعلامية وهي منظومة متكاملة في رفع مستوى الوعي للجماهير والمتابعين وأن تكون لدينا برامج متطورة تعالج هذا الأمر. أطرح هذا الموضوع للتذكير مع انطلاقة الدوري والكثير من الزملاء الكتّاب وخاصة الرياضيين سبق ان تناولوا هذا، لكن الجهود يجب أن تتوحد وتتضافر لتخفيف حدة التعصب ورفع ثقافة الرياضة للجميع، لأننا مع الأسف الشديد أصبحنا نرى صغاراً في السن في المرحلة الابتدائية والمتوسطة يعانون من التعصب الرياضي الذي قد يسبب لهم أمراضاً نفسية أو عضوية لا قدر الله، حماس في غير محله وقد يكون بمباركة بعض الآباء أو الأمهات المتعصبين في تشجيعهم، فحتى نحافظ على أجيالنا لابد أن نوعيهم ونثقفهم أليس كذلك؟