تداول السعوديون في موقع تويتر صورةً يقال إنها لصالة "سينما" مصغرة موجودة في المقهى الذي افتتحه النجم ياسر القحطاني قبل أيام. ورغم أن الصالة مخصصة لعرض مباريات كرة القدم بحسب ما هو مُعلن؛ إلا أنها داعبت أحلام السعوديين وأعادت لهم تساؤلاتهم المستغربة من عدم وجود صالات سينما في المملكة إلى الآن.. فما دامت المقاهي توفر مثل هذه الصالات التي تعرض في بعض الأحيان أفلاماً جديدة لزبائنها فما الذي يمنع فعلاً من توسيع هذه الصالات وفتحها أمام عشاق السينما بشكل تجاري مثلما هو حاصل في بقية العالم؟ لم يعد مقبولاً تأخرنا في فتح باب الاستثمار في هذا المجال, فالجمهور متلهف ويبحث عن أي وسيلة للترفيه, ورجال الأعمال جاهزون تماماً لتوفير هذه الصالات, لكن يبقى هناك تحفّظ لا نعرف مصدره ولا أسبابه يحول دون دخول المملكة لواحد من أكبر مجالات الاستثمار في العصر الحديث. ولو كان المنع تاماً مطلقاً لقبلنا ذلك صاغرين! ولكن حين نرى مثل هذه الصالات الصغيرة الموزعة بين المقاهي والتي تعرض الأفلام خلسة فلا بد أن نتساءل من جديد عن سبب غياب صالات السينما الصريحة في بلادنا. لقد قال لنا المعترضون إن وجود صالة السينما سيؤدي لدمار الدنيا وهلاك البشر, وها نحن نراها في المقاهي منذ سنوات, وإن بشكل مصغر, دون أن يحصل الدمار الذي خوفونا منه, ثم إنها تعرض ذات الأفلام التي نراها في بيوتنا منذ عشرات السنين, فما الاختلاف الذي ستأتي به الصالة السينمائية عن ما يعرضه التلفزيون؟ ويزداد إلحاح السؤال حين نذكر العرض السينمائي المفتوح الذي أقامه المذيع المتألق عبدالله المديفر في القصيم قبل نحو عشر سنوات لفيلمه "الحقد الأبيض" والذي حضره جمع من كبار الدعاة والعلماء وسط ترحيب اجتماعي كبير؛ حيث احتشد هؤلاء خلف شاشة كبيرة تعرض فيلماً في الهواء الطلق! لا بد أن نجيب على هذه الأسئلة بوضوح, وأن نزيل التناقض بين تلك المواقف, وبخاصة بين من يبيح عرض فيلم "مُحافظ" بشروط العرض السينمائي المتعارف عليها عالمياً, ثم يرفض وجود صالة السينما. لا بد أن ندرك أن استمرارنا في حالة "البين بين" هذه يحرم بلادنا من صناعة ضخمة ستدر الملايين على أبناء الوطن. لنفكّر في عدد الوظائف التي ستوفرها هذه الصالات, ولنفكّر في السوق الإنتاجية الضخمة التي ستنمو على هامشها؛ من صناعة لأفلامٍ سعودية يقوم عليها منتجون ومخرجون وفنانون سعوديون.