تعد نجد حيث مأوى كوكبة من شعراء الجاهلية وأصحاب المعلقات.. وقد حمل الشعر في تلك الحقبة مواطن كثيرة وأماكن متعددة من تلال ورياض ووهاد ونجود وما حملته هذه المواقع من غضا وعرار.. تزين هذه الهضبة العربية نجد.. واليوم يعيد الباحث الدكتور خالد بن عايض الحافي هذه الرؤية ويدرس هذه البقعة الشعرية من خارجة الشعر العربي ولكن من خلال ثلاثة عقود قريبة عبر كتابه (الشعر في منطقة الرياض موضوعاته واتجاهاته الفنية.. من عام 1395 إلى عام 1425ه الصادر عن نادي الرياض الأدبي وهو في حقيقته دراسة علمية نال بها المؤلف درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ومرد اختياره لهذا الموضوع كما أوضح في مقدمته أن الحقبة التي خصصها للدراسة (1395 حتى 1425ه) لم تطرق من قبل الباحثين والدارسين، ذلك أن جملة الدراسات المتناولة عن الشعر في نجد توقفت حتى عام (1395ه) وبذلك تكون هذه الدراسة امتداداً للدراسات السابقة إلى جانب كثرة النتاج الشعري في المنطقة الأمر الذي جعله يقف على أكثر من (100) ديوان فضلاً عن الشعر المخطوط. وإذا سألت عن منهج الباحث الحافي في هذا الكتاب بين ذلك في مقدمته قائلاً: أما المنهج الذي اعتمدته فهو وصفي تحليلي يفيد في دراسة الموضوعات من المنهجين التاريخي والاجتماعي، وفي الدراسة الفنية من المنهجين البنيوي والأسلوبي، ويقوم على انتقاء النماذج الشعرية المعتبرة مضموناً وشكلاً، كالشكلين العمودي والتفعيلة أما ما يدعى (قصيدة النثر) فلا تدخل ضمن هذه الدراسة لأنها ما تزال محل خلاف عند بعض النقاد ولأنني لم أجد – فيما قرأته من نماذجها – حدوداً فاصلة يمكن أن تميزها عن النثر الفني. الكتاب الذي استهل بمقدمة وتمهيد عن البيئات الطبيعية والاجتماعية والثقافية حوى بابين جاء الباب الأول عن موضوعات الشعر كالشعر الإسلامي وقضاياه والشعر الوطني ومكانة الوطن عند الشعراء، أيضاً الشعر الاجتماعي الذي يضم القضايا الاجتماعية والأسرية وعرج إلى الشعر الوجداني كالمناجاة والشكوى والألم والغزل وأخيراً الشعر التأملي مثل تأمل النفس والكون والحياة والموت.. وإذا تأملنا الباب الآخر نجد قد رصد الاتجاهات الفنية فتتبع الاتجاه التقليدي والتجديد وكذلك بنية القصيدة من عنوان ومطلع وخاتمة، إلى جانب المستوى الصوتي ومؤثراته الإيقاعية والمستوى التركيبي وكذلك المستوى الدلالي من حيث دلالة المفردة والنعت والتكرار وخاتمة هذا الباب خصصه الدكتور خالد الحافي عن المستوى التخييلي ومصادر الصور التخييلية ووسائلها وأنماطها في حين جاءت خاتمة الكتاب لتبرز جمهرة من النتائج وصل إلأى (24) نتيجة تبرز الدور الشعري الذي تعيشه العاصمة الرياض.