قال نشطاء إن القصف المتواصل وإطلاق النار المستمر ربما توقفا في سوريا امس لكن الحياة لم تعد إلى طبيعتها على الإطلاق في أحياء تابعة للمعارضة في مدن قصفتها الدبابات والمدفعية السورية بعنف خلال الأسابيع المنصرمة. ودخل وقف لإطلاق النار توسط فيه المبعوث الدولي كوفي عنان حيز التنفيذ صباح امس. وأظهرت لقطات فيديو التقطها نشطاء ظهر الامس شوارع أحياء شهدت قتالا وقد سادها الصمت وبدت خالية باستثناء الفوضى التي خلفتها الانفجارات. تحطمت أبواب محلات كما تحطم زجاج نوافذ الشقق. وأفادت تقارير نشطاء بأن معاقل للمعارضة في حمص مثل الخالدية والحميدية والبياضة وجورة الشياح وقرابيص هادئة لكنها مهجورة. وقال ناشط في حمص يدعى يزن «الدبابات والقناصة والجنود مازالوا موجودين هناك. لم يذهبوا إلى أي مكان.» وأضاف «الناس حذرون ويعتقدون أن وقف إطلاق النار مؤقت.. لا يغادر أحد منزله.» وظهر جنود سوريون في لقطات فيديو قصيرة صورت خلسة من أدوار عليا في مبان مهدمة أو عبر فتحات أحدثتها الدبابات في الجدران وبدوا في حالة استرخاء وكأنهم يستمتعون بالهدنة. وفي حي الكسوة بدمشق أخذ جندي يسير بين موقعين تحيط بهما أجولة الرمل والاطارات المطاطية والبراميل والقطع المعدنية. وفي درعا وقف جنديان بجوار مدفع رشاش وقد حملا خوذتيهما باسترخاء. واستخدمت مكاتب مدرسية كدفاعات بجانب أجولة الرمل فوق سطح مدرسة. وقال نشط يدعى وليد في حي الخالدية الذي قصف بنيران مورتر كثيفة قبل 24 ساعة فقط إن الهدوء ساد صباح امس لكن الأجواء مازالت متأزمة. وأضاف عن طريق سكايب «وقف القصف لكن الآليات مازالت هناك. هناك بعض الحركة في بعض المناطق لكنها كلها حذرة. هناك بعض المناطق التي مازال من الصعب دخولها بسبب القناصة.» وحل الهدوء محل أصوات البنادق والقصف التي ترددت كثيرا في لقطات فيديو التقطها النشطاء خلال الشهر المنصرم ولا يمكن التأكد منها بشكل مستقل لان السلطات السورية تمنع الصحفيين الاجانب من دخول البلاد. وكان النشطاء الذين لا يظهرون في مقاطع الفيديو يقولون التاريخ والأماكن التي يتم تصويرها. وفي حلب وقفت ثلاث دبابات في حراسة مبنى خرساني كبير. وفي حماة سرت حركة مرورية خفيفة عند نقطة تفتيش رفع فوقها العلم السوري. ووقفت حاملة جنود في مكان قريب وراء جدار. وقال ناشط في الحي القديم بحمص «غالبية الناس غادروا المدينة. لدينا أحياء بأكملها بدون سكان. غادر السكان قبل شهرين.» وأضاف «لازلنا بدون كهرباء. هناك نقص في الغذاء والبنية التحتية مدمرة. أي حياة هذه وأي هدنة يتحدثون عنها؟» وأظهرت صور التقطت خلسة عربات مدرعة تقف في صف وأخرى تقف بجوار مبنى مدمر. وقال ناشط عرف نفسه باسم محمد في بلدة دوما على مشارف دمشق «ليس هناك تغيير. «مازالت الدبابات موجودة ومازال الجنود في الشوارع. يوقفون من يرونهم في الشوارع ويحتجزونهم لدقائق قليلة ويضربونهم ثم يطلقون سراحهم.» (سيس) من جانبها قالت حركة المعارضة السورية الرئيسية إن الالتزام بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأممالمتحدة وبدأ سريانه في سوريا فجر امس يعتبر «التزاما جزئيا» إذ أن الأسلحة الثقيلة والقوات الحكومية مازالت منتشرة بالمدن. وقالت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري في إفادة صحافية في جنيف «ما من دلائل على حدوث انسحاب كبير.» وأضافت «الالتزام بوقف إطلاق النار.. التزام جزئي فقط.. الواضح بالنسبة لنا أن وقف إطلاق النار يتضمن انسحاب كل الأسلحة الثقيلة من المدن والمناطق السكنية. وهذا لم يحدث.» وقالت أيضا إن ثلاثة أشخاص قتلوا في مدينتي إدلب وحماة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار الساعة السادسة من صباح امس.