دمشق، نيقوسيا، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال شهود وناشطون إن قوات الجيش السوري واصلت قصفها أحياء حمص وريفها، مشيرين إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين يعيشون في ظلام كامل منذ أيام بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء في المدينة، إضافة إلى انقطاع المياه وشح الوقود والمواد الغذائية والطبية. وقال الناشطون إن العشرات سقطوا في سورية أمس بين قتيل وجريح، أغلبهم في حمص التي تشهد قصفاً متواصلاً مصدره مدفعية خفيفة وثقيلة. ويسمع دوي القذائف بالذات في حي بابا عمرو، الأمر الذي يمكن مشاهدته في بث حي يتم على موقع على الإنترنت من آلة تصوير تم تثبيتها على احد الأسطح في الحي. وأفاد سكان بأن الأهالي «مكبلون» ولا يستطيعون فعل إي شيء بسبب القناصة المنتشرين والقصف المتواصل، متحدثين عن عشرات الجثث في الشوارع وعن تحول حدائق بابا عمرو إلى مقابر. في غضون ذلك حذر جناح تابعٌ ل «الجيش السوري الحر» في الزبداني بريف دمشق من أنه سيهاجم أهدافاً وصفها بالإستراتيجية للنظام ما لم ينسحب الجيش السوري من بلدة الزبداني. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن قصف عنيف استهدف إدلب والزبداني بريف دمشق امس، بينما أفادت الداخلية السورية في بيان بأنها «ستواصل ملاحقة الإرهابيين». وقال الناشطون وحقوقيون إن العشرات سقطوا امس بين قتيل وجريح. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تسعة مدنيين وأربعة عسكريين قتلوا في حي الخالدية، كما قتل ستة مدنيين على الأقل جراء القصف على حي بابا عمرو في حمص وسط البلاد. وذكر المرصد «استشهد ما لا يقل عن تسعة مواطنين مدنيين بينهم سيدة اثر إطلاق نار وقصف ومحاولة اقتحام تعرض لها حي الخالدية» في حمص. كما نقل المرصد عن ناشط في حي الخالدية أن «مجموعة منشقة قتلت أربعة من جنود الجيش الذي حاول اقتحام الحي». فيما قتل ستة مدنيين على الأقل في قصف وإطلاق نار تعرض له حي بابا عمرو الذي قال المرصد انه يتعرض لمحاولة اقتحام. كما شهد ريف حمص تصعيداً أمنياً. وأفاد المرصد السوري عن «مقتل طفل اثر إطلاق رصاص من قوات الأمن التي اقتحمت مدينة الحولة (ريف حمص) ترافقها آليات عسكرية»، مشيراً إلى إصابة «ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بجروح اثر إطلاق رصاص من القوات المقتحمة». وأكد احد أبو رامي المقيم في حمص «أن الانفجارات لم تتوقف خلال الليل. وكانت تسمع بمعدل أربعة انفجارات كل خمس دقائق». وأضاف «القصف كان مركزاً في أحياء الإنشاءات وبابا عمرو وجوبر». وتابع أن «الحالة الإنسانية سيئة جداً ولا أحد يمكنه التنقل والقناصة منتشرون في كل مكان». فيما قال الناشط محمد الحسن «يتركز القصف مرة أخرى على بابا عمرو. حاول طبيب الوصول إلى هناك هذا الصباح ولكني سمعت انه أصيب.» وتابع «ليست هناك كهرباء وكل الاتصالات مع الحي قطعت». وقال هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، إن الناشطين أفادوا من هدنة قصيرة بعد منتصف الليل لتفقد المنازل. وتابع أن «الأهالي استطاعوا الوصول إلى منازل مهدمة وأخرجوا منها جثثاً كثيرة دفنوها في إحدى حدائق بابا عمرو». وأضاف «أن بعض الجثث مقطعة وهناك أشلاء». وتابع العبد الله أن هناك «مشفى ميدانياً واحداً في بابا عمرو لا يزال يعمل رغم إصابته امس بقذيفة هاون. وقد اطلق نداء استغاثة بسبب انتهاء المواد الطبية. لم يعد لديه شاش ولا قطن، ولا مواد مسكنة ولا أدوية التهاب أو تخدير وأوكسجين ووحدات دم». وفي شمال غربي البلاد، أفادت «لجان التنسيق المحلية» عن قصف تتعرض له بلدة كفرتخاريم في محافظة إدلب، و»اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام بالأسلحة الثقيلة». أما في جنوب سورية، فأشار المرصد السوري ولجان التنسيق إلى إصابة 16 مواطناً بجروح في إطلاق نار من قوات الأمن بهدف تفريق تظاهرة طالبية في مدينة انخل في ريف درعا. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «النظام يقصف بلدة بصر الحرير في محافظة درعا بالرشاشات الثقيلة والدبابات وذلك بعد اشتباكات عنيفة وقعت مع سبعين عسكرياً انشقوا مع عتادهم فيها». وجاء تواصل التصعيد أمس بعد مقتل 98 شخصاً في أعمال عنف أول من امس، معظمهم في حمص. في موازاة ذلك، أكدت الداخلية السورية أن عملية ملاحقة «الإرهابيين» ستتواصل حتى استعادة الأمن في حمص، مشيرة إلى مقتل عشرات «الإرهابيين»، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وذكر بيان للداخلية بثته الوكالة «نؤكد أن عملية ملاحقة المجموعات الإرهابية ستتواصل حتى استعادة الأمن والنظام في أحياء حمص وريفها والقضاء على كل من يحمل السلاح ويروع المواطنين ويهددهم في أمنهم وأمانهم». وأشارت الوكالة إلى أن «الجهات المختصة قامت بملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية في عدد من أحياء حمص واشتبكت معها ما أدى إلى سقوط ستة شهداء و11 جريحاً من الجهات المختصة ومقتل العشرات من الإرهابيين وإلقاء القبض على عدد آخر» صباح أول من امس. وأكد بيان الداخلية أن «المجموعات الإرهابية المسلحة في محافظة حمص قامت خلال الأسابيع الأخيرة بتصعيد اعتداءاتها وممارساتها الإجرامية بحق المواطنين ... ذهب ضحيتها مئات المدنيين الأبرياء إضافة إلى قيامها بتفخيخ أبنية خاصة وتفجير بعضها وبعمليات اختطاف وسلب ونهب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة». إلى ذلك، ذكرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس أن 400 طفل على الأقل قتلوا خلال أعمال العنف في سورية، كما اعتقل عدد مماثل من الأطفال.