فرض مدرب الشباب "البلجيكي" ميشيل برودوم نفسه رقماً صعباً بين مدربي أندية الدوري، وتذهب الكثير من الترشيحات نحو اعتباره المدرب الأفضل هذا الموسم، نظير ما قدمه من عمل فني مميز وضع فريقه الشباب متربعاً على صدارة الدوري بدون خسارة، ومع كل الإطراء الذي انهال على المدرب واستحقه فعلا باستثماره كافة عوامل النجاح الإدارية والفنية وتميز اللاعبين المحليين والأجانب، إلا أن المدرب الشبابي لازال يواصل الخروج عن النص، والجنوح نحو التجاذبات والمشاكسات تارة مع التحكيم وأخرى مع المنافسين، وهو الجانب السلبي في مشوار المدرب الذي كان حاضراً من جديد بين شوطي مواجهة فريقه مع الاتفاق الأخيرة، ومناقشته لحكم اللقاء خليل جلال بصورة انفعالية يبدو أنها مفتعلة للضغط على الحكم الخبير، رغم أن الشوط الأول من اللقاء تحديدا لم يشهد مايبرر هذه الانفعالات والمشاكسات المفتعلة، بل أن ضربتي الجزاء التي احتسبها الحكم جاءتا في شوط المباراة الأول مناصفة بين الفريقين، ودلل على أفضلية الحكم خليل جلال وتميزه تصريح رئيس الشباب خالد البلطان بعد نهاية المباراة، الذي أشاد في ثنايا تصريحه بقدرات الحكم، ونجاحه الكبير في قيادة اللقاء. مشهد الاحتجاج على الحكام تكرر كثيراً ومن أكثر من طرف لكن أن يصدر من مدرب مميز بحجم البلجيكي برودوم، فهنا مثار الاستغراب، إذ أن انعكاسات مثل هذه التصرفات تكون سلبية وتأثيرها يمتد نحو اللاعبين، بتشتيت تفكيرهم وصرفهم عن أداء دورهم في الملعب، إلى الانشغال بقرارات التحكيم، فكان الطرد الذي تعرض له برودوم في اللقاء الأخير أمام الاتفاق، نتاجاً لهذه الانعكاسات السلبية، خصوصاً أن الفريق الشبابي يعيش في آخر مراحل الحسم، ويحتاج للكثير من الهدوء والحكمة في أجواء تنافسية شريفة.