وصف وكيل وزارة الثقافة والإعلام المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور ناصر الحجيلان، بأن الاختلاف في الرؤية على مناسبة ثقافية أو طرح ثقافي معين، من البديهي حدوثه لكون كل منا ينظر من زاوية باتجاه معين.. الأمر الذي يقابله رؤية أخرى مردها زاوية معينة.. إلا أن تغيير مواقع الرؤية إلى الأشياء كفيل بإعطاء نظرة شمولية أقرب ما تكون إلى الصواب، إن لم تكن هي الصواب.. الأمر الذي ينعكس على رؤيتنا لجماليات الأشياء والحكم على ما حولنا في مختلف مجالات الحياة.. جاء ذلك خلال (اللقاء المفتوح) بالمثقفين وضيوف معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 2012م ختاما لفعاليات المقهى الثقافي الذي يقام على هامش البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض في دورته لهذا العام بفندق مداريم بالرياض. وقال د. الحجيلان: إن الحديث عن جائزة الوزارة للكتاب، من خلال ما سمعت وقرأت وسئلت عنه، حديث يكاد ينصب في نقطة جوهرية، والتي تتمثل في القيمة المعرفية للكتاب الفائز، وهنا أبين بأن هذه الجائزة وضعت تحقيقا لعدة أهداف، تمكن في مجملها الكتاب المفيد إلى التقدم إلى أيدي القراء وما عداه فسوف يتأخر بتقدم غيره، إذ إن الوزارة حريصة على الكتاب الذي يحوي جودة في المنهج، وإضافة علمية، وبناء معرفي جديد.. الأمر الذي يجعل من الكتب الفائزة وغيرها في الدورات القادمة مستحقة للفوز وأصحابها بالتكريم،عبر آلية هذه الجائزة التي شُكل لها لجنة علمية قادرة على تحقيق ما سعت إليه الوزارة من خلال جائزتها للكتاب. وفي رد للمشرف العام على المعرض على ما يتعلق بمشاركات دور النشر المحلية، أوضح بأن هناك تقييما لكافة الدور المشاركة محليا ودوليا، إلا أن الدور المحلية والخارجية ربما ستكون أمام سقف أعلى من معيارية المشاركة إذا ما تم إقامة المعرض في دورته القادمة في مركز المؤتمرات والمعارض، لكون الموقع الحالي لا يلبي سوى نصف الطلب المتزايد في المشاركة في المعرض.. أما عن الوزارة ودورها مع المؤلف السعودي مع وما يحدث من قضايا ضد دور خارجية، أشار د. الحجيلان إلى أن الوزارة تساند المؤلف قدر ما تستطيع إلا أنها لا تملك أدنى سلطة على دور النشر الخارجية.. مؤكدا على أن الوزارة في هذا السياق تسعى إلى دعم صناعة الكتاب المحلي من خلال خطوط إنتاجه المختلفة مؤلفا وناشرا وتوزيعا. أما فيما يتعلق بمعضلة توزيع الكتاب المحلي، فوصف د.الحجيلان هذه الإشكالية بأنها من ضمن الأولويات التي تدرسها وزارة الثقافة والإعلام للبحث عن حل جذري لها.. موضحا بأن الوزارة خلال هذه الفترة تواصل دراسة إيجاد شركة لتوزيع الكتاب السعودي.. مقترحا أن تسند هذه الشركة إلى الأندية الأدبية بطريقة المساهمات من قبل الأندية، وخاصة في ظل ما حظيت به من دعم سخي من قيادتنا الرشيدة.. معللا إسنادها من جانب آخر بأنه فيما لو أسندت للوزارة فسيكون دورها ضعيفا ولن تقدم الهدف المنشود منها ما سيجعل من هذا الإسناد هدرا للوقت والجهد والمال. وفي رد على إحدى المداخلات عن المكتبات العامة أوضح المشرف العام على المعرض بأن لدى الوزارة 84 مكتبة عامة، وما تزال لديها توجهات لإنشاء مكتبات عامة في عدد من المناطق التي ما تزال بحاجة إلى مكتبة عامة، مما يتوقع معه أن تتجاوز الوزارة في عدد المكتبات ما يزيد عن 100 مكتبة عامة. وأضاف د. الحجيلان خلال اللقاء المفتوح في رد له على مقترح توقيع المؤلفين داخل دور النشر، بأن المساحة الحالية للدور المشاركة تمت في ظل الحرص على أن تستوعب مساحة المعرض ما أمكن من دور النشر بطريقة مدروسة من عدة جوانب، حتى في ما يتصل بمساحة الممرات، الأمر الذي لا يمكن معه استيعاب برامج التوقيعات اليومية في داخل مقرات دور النشر المشاركة.. لعدم وجود ركن أو مساحة على الأقل تستوعب مكان للموقع، وتتيح لزوار الدار مساحة مناسبة للاطلاع على معروضات الدور.. موضحا بأن التوقيعات وإن كانت في المعارض الكبيرة تتم داخل دور النشر إلا أن المساحة الكبيرة لدار النشر تسمح لوضع ركن خاص بالتوقيع داخل جناح الدار، الأمر الذي لا يمكن تنفيذه في معرض الرياض الدولي للكتاب حتى الآن بسبب المساحة التي لا تستوعب سوى نصف عدد دور النشر المتقدمة للمشاركة في كل دورة. جانب من حضور المقهى الثقافي كما وصف وكيل الوزارة للشؤون الثقافية بأن عدم إقامة معرض الطفل الذي يقام في جناح مستقل بالمعرض وإقامته متزامنا مع (اليوم العالمي للطفل) مقترح لا تؤيده رؤية الوزارة لكون المعرض نجح أن يكون لكل الأسرة بمختلف فئاتها العمرية، كما أن تنمية ثقافة الطفل من خلال وجوده مع أسرته، وعبر هذه التظاهرة الثقافية تحديدا لها قيمتها ورونقها الخاص في نفوس الأطفال ولدى أسرهم، مما أعطى نجاحا لفعاليات معرض الطفل، وحقق نجاحات كبيرة من حيث الإقبال عليه من جانب، وجعله في تطور مستمر من خلال الفعاليات والورش والبرامج الترفيهية والمهارية المختلفة من جانب آخر. وعن إمكانية تدوير إقامة المعرض كل عام في منطقة، أكد د. الحجيلان أن المعارض الدولية مرتبطة في إقامتها بالعواصم من جانب، ومرتبطة بمدة إقامتها من جانب آخر.. مشيرا بأن الوزارة لا تمانع في إقامة معارض أخرى للكتاب في أي منطقة من مناطق بلادنا، إلا أنها ستكون محلية ومن ثم لن تحقق النجاح المتوقع لها، لارتباط دور النشر بمشاركاتها في المعارض الدولية المختلفة. وختم المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب، حديثه عن جملة من الأسئلة والمداخلات حول إدارات الأندية الأدبية وواقع رؤساء مجالسها قائلا: يجب أن يعي الجميع أن هؤلاء ليس (رؤساء) وإنما يترأسون مجالس تقوم على الإجماع على القرار الذي يشترك فيه (10) أعضاء منهم رئيس المجلس.. مؤكدا على أن ما يصل الوزارة من أن بعض رؤساء الأندية لكونه قاصا أو شاعرا أو روائيا.. يمارس دور الناقد والمجيز لما يصل النادي من مؤلفات.. بأن وزارة الثقافة والإعلام لم تضع مهمته بمسمى رئيس مجلس القصاص.. ولا الرواة.. ولا رئيس مجلس الشعراء.. وإنما رئيس مجلس إدارة نادي أدبي عليه أن يعي هذا المسمى كما عليه أن يكون قادرا على استيعاب جميع العقليات.. وأن يكون قادرا من خلال مجلسه على استقطاب كافة شرائح المجتمع الذي وضع النادي منهم وإليهم.