صورتان متضادتان برزتا أمامنا ونحن نشارك الزملاء الخطوات الأخيرة لصدور أول صحيفة سعودية، والجريدة الرسمية للمملكة؛ بعدد مطور وملون. الصورة الأولى قديمة وقاتمة لحد السواد لصالات تغطيها الأتربة، ويلفها الصمت إلاّ من أزيز مكائن الطباعة التقليدية، حيث تتناثر حولها دواليب حولتها كمستودعات، أما الصورة الثانية فهي مضيئة لدرجة الوهج لشباب سعوديين يديرون خطوات العمل التحريري بميكنة عالية، وأسلوب راق خنق العمل اليدوي ونسف أسلوب استخدام الورق. "الرياض" زارت الصحيفة، وشاركت الزملاء فرحة صدور العدد الأسبوعي الجديد الذي يطبع يوم الجمعة المقبل، ويوزع السبت، حيث التقت رئيس التحرير الزميل الأستاذ "حسين محمد بافقيه"، فكان الحوار التالي: ملامح التطوير صرف 40 مليون ريال على أعمال التطوير ونطمح بموقع إلكتروني متميز * بداية، ما هي أبرز ملامح تطوير الصحيفة الرسمية في المملكة؟ - نحن نستطيع أن نقول ان كل خطوات الصحيفة الآن أصبحت مدروسة؛ فنحن نعمل وفق رؤية ورسالة في كل مفاصل العمل داخل الصحيفة بدءا من الموظف، من خلال تكثيف الدورات التدريبية، إضافة إلى تطوير العمل الإداري الشامل. ولعل من ملامح التطوير أننا وفقنا في تحويل استقبال الإعلانات الحكومية والتجارية من الطريقة التقليدية إلى الطريقة الحاسوبية بنظام حاسوبي، رغم اعتمادنا على المطبعة القديمة، ونحن نطمح أن يكون لجريدة أم القرى موقع الكتروني متميز، وكانت إدارة تقنية المعلومات في وزارة الثقافة والإعلام قدمت لنا تصوراً لتطوير الموقع، ورفضناه؛ إيماناً من أن تطوير الموقع أهم من تطوير جسد ومضمون الصحيفة؛ كوننا نعيش نفحات الإعلام الجديد وأن يكون الموقع يليق بأول صحيفة سعودية؛ لأن الموقع الحالي لا يلبي الرؤية التطويرية التي نطمح إليها، ولا نريد أن يكون تطوير الصحيفة أشبه بديكور، ولكن نخطط أن يكون الموقع وسيلة قوية للتواصل واستقبال الإعلانات الحكومية والتجارية. أيضاً نخطط على استثمار أروقة الصحيفة المتعددة لاحتضان روائع الفنانين السعوديين التشكيليين بالتنسيق مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، بحيث تكون الصحيفة من الداخل تحفة فنية لأول مؤسسة حكومية في المملكة، أيضاً نعمل على تحسين بيئة العمل في الصحيفة، كما ننفذ الآن مشروعاً للترميم تجاوز خمسة ملايين ريال سيغير جلد الصحيفة القديم ويحولها إلى معلم إعلامي في مكةالمكرمة ومن الخطوات التطويرية المتوقعة افتتاح أربعة مكاتب داخلية للصحيفة في بعض المناطق منها عسير وتبوك وحائل، وسيتم الاتصال بمجالس الغرف التجارية في تلك المناطق لمعرفة حركة الإعلان في المنطقة واتجاهات السوق لأننا جهة خدمية هدفنا تقديم خدمة لقطاع المال والأعمال. حسين بافقيه الاتجاهات المستقبلية صحيفة الدولة الرسمية خلعت رداء السواد القديم بعد 90 عاماً * اتجاهات الصحيفة مستقبلاً هل ستتحول إلى صحيفة خبر ورأي عام أم ستظل في قالبها المعروف؟ - عادة ما تكون الصحف الرسمية عبارة عن ذاكرة للدولة، وسجل قراراتها وأنظمتها؛ فشهادة ميلاد كثير من الأنظمة والقرارات عادة ما تبدأ من الصحف الرسمية، فكل ما ينشر في الصحيفة الرسمية بالتأكيد أنه يعبر عن رأي الدولة، ونحن مصدرنا الوحيد وكالة الأنباء السعودية الوكالة الرسمية؛ لذا فإن إطار اهتمام الصحيفة أتوقع أنه لن يخرج عن الاهتمام بنشر المراسيم والأوامر الملكية وقرارات مجلس الوزراء وأنظمة الدولة واتفاقيات المملكة الخارجية المتنوعة، ولكننا نطمح أن تكون هناك إضاءات عن القرارات الحكومية التي تهم المواطن من خلال الرجوع إلى كبار الوزراء والمسؤولين في الدولة لتبسيط تلك القرارات ومعرفة أطرها النظامية وتفسير بعض بنودها، أيضاً نخطط أن تكون صحيفة أم القرى بيئة للتوثيق؛ بمعنى أن نخرج سنوياً كتيبات تضم القرارات والأنظمة الحكومية؛ كوننا المحضن الأول لنشر قرارات وأنظمة الدولة خاصة وأنه أصبح لدينا الآن مطابع متطورة؛ لذا فإننا لن نتحول إلى صحيفة خبر أو صحيفة رأي. أيضاً أخطط أن نصدر نشرة تعنى بتكريس العلاقات الاجتماعية بين موظفي الجريدة البالغ عددهم 150 موظفاً؛ تعمل على تعميق الترابط واكتشاف المواهب والأفكار كثيرة ونحن لا نؤمن بالارتجال. إرث الوثائق * الصحيفة تتوسد إرثا كبيرا من الوثائق والآلات والمعدات والصور والقرارات والتقاويم، والسؤال: ما هي خطة الصحيفة للحفاظ على هذا الإرث؟ - قبل عدة سنوات عقدت دارة الملك عبدالعزيز ندوة عن صحيفة أم القرى تناولت هذا الجانب، وقد تعاقدت وزارة الثقافة والإعلام مؤخراً مع الدارة من أجل معالجة محفوظات الجريدة التي تمتد لأكثر من 90 عاماً، وتحويلها إلى أفلام "ميكروفلم" ونحن على وشك الانتهاء، وسيتم معالجة بعض الوثائق كيمائياً، أيضاً لدينا مشروع لإنشاء مركز علمي لخدمة الباحثين كون عدد كبير من الباحثين يقصدون الصحيفة للبحث داخل أرشيفها غير المهيأ الآن، وسننتهي خلال الأشهر الثلاثة القريبة من كل أعمال التوثيق والحفظ. أعداد المشتركين * يواجه كثير من المهتمين بأنظمة الدولة وقراراتها صعوبات بالغة في الحصول على الصحيفة؛ كونها ما زالت ترسل للمشتركين بواسطة البريد العادي هل من تعليق؟ - الحقيقة من اهتماماتنا التي نوليها جل الرعاية تحويل مهمة التسويق والتوزيع لشركات متخصصة فنحن نؤمن أن لكل سوق متخصصا ونعمل على أن تكون الصحيفة في نقاط التوزيع الكبيرة في المناطق خاصة بعد العدد المطور ولدنا الآن ما بين 3500 إلى 4000 مشترك وسنعمل على رفع عدد المشتركين في صحيفة الدولة الرسمية؛ كون أن المهتمين بجريدة أم القرى عدد كبير من المحامين وشركات الاستشارات القانونية. الزميل بافقيه يتابع مع الزملاء البروفات الأخيرة أسعار الصحيفة نخطط لإنشاء مركز علمي لخدمة الباحثين واستثمار روائع الفنانين التشكيليين * أسعار الصحيفة هل ستتغير أم لا؟ - نحن جهة تنفيذية والذي يقرر أسعار البيع أو الاشتراكات أو الإعلانات هي الوزارة ونحن جهة غير ربحية، وليس لدنيا هاجس الربح التجاري ولن نزاحم الصحف على المعلنين. تجاري دولية * هل اطلعتم على تجاري دولية للصحف الرسمية، وأين تضع صحيفة المملكة الرسمية بين الصحف الرسمية في الوطن العربي؟ - بكل تواضع أضع صحيفة المملكة الرسمية ضمن الصحف المتطورة على خارطة الصحافة الرسمية، وقد أطلعت على بعض الصحف الرسمية فوجدت أن هناك صحفا أشبه بأوراق ال(A4) لا تعرف الإخراج والمهنية، وصحيفة أم القرة حافظت على ذاكرتها وتاريخها، بحيث لم تحد عن إطارها ومهمتها، حيث كانت في سنوات العقود الأولى من تأسيسها صحيفة ثقافية وأدبية واجتماعية، وأنا أضع صحيفة المملكة الرسمية كأقدم صحيفة رسمية بين دول مجلس التعاون الخليجي. الصفحة الأولى * يلاحظ تجاهل الصحيفة لعناوين الصفحة الأولى، بحيث تظهر باردة هل من تعليق؟ - نحن لا نميل إلى أسلوب الصحف اليومية في استخدام "المانشت" كنوع من الإثارة؛ لأننا صحيفة وثائقية يهمنا أن يكون العنوان تلخيصا للخبر. سعودة 100% * كم تبلغ نسبة السعودة في الصحيفة؟ - ولله الحمد نسبة السعودة بلغت 100%، ولدينا كوكبة من الموظفين السعوديين الذين يمكن تقديمهم كنماذج مضيئة في خدمة الإعلام السعودي؛ لدرجة أننا أصبحنا نعمل بالصحفي الشامل الذي يحرر ويعالج صياغتها وينفذها على جهاز التنفيذ. مصروفات التطوير السعودة 100% وافتتاح فروع في عسير وتبوك وحائل * ماذا عن مجمل ما صرف على تطوير الصحيفة مؤخراً؟ - اعتقد أن ما صرف يصل إلى 40 مليون ريال منها شراء مطابع جديدة بقيمة 18 مليون ريال، ومشروع للترميم بخمسة ملايين ريال، والصحيفة اليوم أصبحت ضمن اهتمام معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي أصدر قراراً مؤخراً يقضي بربط الصحيفة بمكتبه مباشرة؛ فهي اليوم في اهتمام الوزير بشكل خاص. تكلفة المطابع الجديدة بلغت 18 مليون ريال