يستمتع «آكلو القمامة»(freegans )في نيويورك بأرخص المشويات في العالم لأنهم يجمعون طعامهم من صناديق النفايات. وتشتهر حركة الفريغانية ( Freeganism ) التي ظهرت إلى الوجود في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بمناهضتها لأسلوب الحياة الاستهلاكي ويستخدم أنصارها استراتيجيات معيشية بديلة ، جسدها أتباع هذه الحركة في نيويورك من خلال استمتاعهم بولائم فاخرة هذا الصيف بعد جمعها من القمامة. وقد يكون السياسيون الأميركيون قد تمكنوا بعد لأي من التوصل إلى حل لازمة الديون البالغة 14 تريليون دولار. غير أن أتباع الحركة من الجنسين يوفرون للرئيس الأميركي أوباما خياراً رخيصاً للغاية يجمل به التفكير فيه بتمعن. ويقضي أتباع الحركة في نيويورك، ومعظمهم من أصحاب الوظائف النهارية ذات الدخل العالي، أمسياتهم في التنقيب في صناديق النفايات لجمع المنتجات الطازجة التي تتخلص منها المقاهي والأسواق المركزية. ويقوم أفراد المجموعة، الذين ينظمون جولات شهرية تسمى» جولات القمامة» وصولا إلى أفضل الأماكن التي تتوفر فيها الأطعمة المجانية، بفرز البطاطس والفلفل والسلطة المغلفة بالنايلون والزبادي والمكرونة والخبز والحمص ومن ثم يصنعون ما لذ وطاب لهم من البيرغر والأطعمة المشوية من العناصر المجمعة. وتقول جانيت كاليش، مسؤولة التنظيم بالحركة، والتي تمارس جمع الطعام من القمامة منذ أكثر من عشرين عاما،» إننا نجد أن هذه الجولات تكتسب شعبية متزايدة. إنها تضم المزيد من الوافدين الجدد الذين يصابون بالصدمة بسبب حجم الأطعمة التي يتم التخلص منها والذين بدأوا يدركون حجم ما يمكن لهم جمعه من صناديق نفايات الأسواق المركزية.» اعضاء الحركة ينقبون في اكياس القمامة بحثا عن اطعمة طازجة وتمضي كاليش قائلة: «إننا ندعو أشخاصا جددا مرة كل شهر للانضمام إلى جولاتنا بين صناديق القمامة ثم ندعوهم في اليوم التالي إلى الطعام الذي نقوم بإعداده من حصيلة تلك الجولات. لا يوجد سبب لإلقاء مثل هذا الطعام. انه مازال بنفس جودته تماما كما كان في السوبر ماركات منذ 20 دقيقة.» وتستطرد كاليش قائلة: « العديد من أتباع الحركة مهنيون يتمتعون بوعي بيئي وسياسي كبير، ولكن من بينهم الكثيرين من الذين لا يستطيعون تحمل التكلفة العالية للطعام في مدينة نيويرك.» ويقول بيتر ديسانتيس ( 26 عاما) الذي حضر المأدبة التى اقيمت في الشهر الماضي.» لقد بحثت عن الفريغانية في حاسوبي في الليلة الفائتة. إنني أعيش بالقرب من المكان الذي أجريت فيه جولة الشهر الماضي وهذا ما قادني للانضمام إليها هذا المساء» وكان الأعضاء قد قضوا خمس ساعات من المتعة بمنزل العضو سيندي روزين ، وتضمن البرنامج رحلة إلى الشاطئ والسباحة في البحر. فريغانيون يستمتعون بطعام جمعوا عناصره من القمامة وتقول روزين، الموظفة ببرنامج للمحافظة على البيئة،» ليس المهم هو جمع الطعام بل المهم هو تجهيز مواد الطعام معا وطبخه معا وتناوله معا وتنظيف المكان معا.» ويأمل أتباع الحركة في نشر الوعي البيئي واكتساب المزيد من الأتباع، وتقول على لسان كاليش،» ينبغي وقف إتلاف الأطعمة بهذه الطريقة.» وظهرت الفريغانية إلى الوجود في تسعينيات القرن الماضي من رحم منظمات معارضة للعولمة ،وحركات حماية البيئة وكلمة فريغان مشتقة من كلمتي (free ) أي حر، و(vegan) وتعني الشخص النباتي المتشدد. ويعتنق أتباع الحركة مبادئ حماية المجتمع والكرم والرعاية الاجتماعية والحرية والتعاون والمشاركة ويعارضون المجتمع القائم على المادية والتفسخ الأخلاقي والمنافسة والطمع.» مرأة سعيدة بحصيلتها من اطعمة جمعتها من القمامة