برّ الوالدين.. هو الإحسان إليهما بالمال، والجاه، والقول، والفعل، وكل ما فيه راحة وسعادة لهما، وبرّ الوالدين من أهم ما يجب على الأبناء من واجبات الرحمة فيجب الإحسان إليهما، واحترامهما، وتكريمهما وتعظيم شأنهما، وطاعتهما في غير معصية الله فإنه - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - وكذلك يجب خفض الجناح لهما، وعدم نهرهما، أو رفع الصوت فوق صوتهما، أو المشي أمامهما، ويجب أيضاً مخاطبتهما بالكلام الطيب، وعدم السفر إلا بأذنهما، والدعاء بأن يغفر الله لهما. ومن برّ الوالدين.. إدخال البهجة والسرور عليهما حيث يجب السؤال الدائم عنهما، والاهتمام بحقوقهما، وكسوتهما، وتقديرهما، والعطف عليهما، وطلاقة الوجه أثناء الحديث معهما، وكذلك من الواجبات دفع الأذى عنهما والمعاملة بالرفق وعدم نهرهما إذا تكلما، ومن البرّ أيضاً علاجهما والدعاء لهما وتقديم النفس فداءً لهما، وعدم عقوقهما فقد حرّم الله ذلك ووصفه بأنه من أكبر الكبائر المهلكة ومن أعظم الذنوب الموصلة إلى النار، والإنسان العاق بوالديه يحرمه الله من الجنة وينال جزاه في الدنيا من الحسرة والألم والفقر والتحقير من الناس والعقوق من أبنائه كما كان هو عاقاً لوالديه وكما هو معروف فإن البرّ بالوالدين يُعتبر سلفاً عند الأولاد. ولهذا فإن الكثير من الشعراء كتبوا أجمل الأشعار في التعبير عن مشاعر الأبناء اتجاه الآباء، وقد تحدث الكثير منهم على أهمية البر بالوالدين ومنها هذه المشاعر الجميلة اتجاه الآباء من الأبناء للشاعر سالم عبدالله الجهبل والتي يوضّح من خلالها الشاعر أهمية وجوب برّ الوالدين وحث النفس على ذلك فقال: أفديك أنا بروحي وعمري ودمي يا الوالدة قدرك على العين والراس وأبويه اللي شايلن كل همي ودايم يوصيني على كل نوماس يا واحدٍ أمرك وحكمك يتمي أغفر لهم يا خالق كل الأنفاس من لا يبر بوالدينه يذمي ومن ما مشى بحقوقهم ما به إحساس والوالدان جعلهم الله سبحانه وتعالى سبباً لخروج الأبناء من العدم إلى الوجود.. فيجب البرّ بهما والعطف والإحسان إليهما، وأجمل شيء عند الوالدين في هذه الدنيا هو مشاهدة أبنائهما يكبرون شيئاً فشيئاً، فيكرس الأب حياته من أجل تربية أولاده وذريته، ويعمل ويشقى من أجلهم ويؤمّن لهم الغذاء والكساء ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويسعد عندما يشاهدهم سائرين على الطريق المستقيم ولهذا فهو دائم النصح والإرشاد لهم وحثهم على الاستقامة كما قال الشاعر راشد الخلاوي ناصحاً ابنه: من عوّد الصبيان أكل ابيته عادوه في عسر الليالي الشدايد ومن عوّد الصبيان ضرب القنا نخوه نهار الكون يابا العوايد ومن تابع المشراق والكن والذرى يموت ما حاشت يديه الفوايد وحق الأم من البرّ كبير فهي التي تتعب في الحمل وعند الوضع والرضاعة وأكثر عاطفة إلخ.. فهي مصدر أساسي للراحة من الألم، وقد أودع الله سبحانه وتعالى في قلب كل أم عاطفة كبيرة لا حدود لها من الحب والحنان والعطف الذي لا ينتهي بل يفيض بالود والتضحية وهذه مشاعر وأحاسيس صادقة ونابعة من الأعماق معبّرة عن محبة ومشاعر الابن اتجاه الأم للشاعر الأمير الراحل سعود بن بندر رحمه الله: كنت أنا لا كان يوم زعليته وش لون أبا ارضي خالقي لا حزنتي كلش ولا تكدير خاطرك ما أبيه كلٍ يهون ارضاه عندي سوى أنتي يا للي وجودك فارغ العمر ما ليه لا تهت في ليل الأحاسيس بنتي لولاك عمري ما تساوي لياليه عيشت خفوق في صميمه سكنتي أنتي فخر منشاي مرحوم بانيه غير انك اللي في الطفولة حضنتي والوالدان قد يبلغان الكبر إما الأم أو الأب أو كلاهما وإذا بلغا الكبر ضعفت نفوسهما.. فيجب عدم التضجّر منهما بل تحمل ذلك لأن الإنسان عندما يكبر يحتاج إلى عناية أكثر وخاصة إذا وصل إلى الهرم، فالبرّ بالوالدين في هذه الحالة يكون بالاهتمام بهما وإزالة الكآبة والحزن عنهما وإدخال السرور والبهجة عليهما، وبرّ الوالدين بعد موتهما يكون بالدعاء والاستغفار لهما وإنفاذ وصيتهما وإكرام صديقيهما. أخيراً تقول الشاعرة نورة الشبيلي: للوالده قدرٍ.. وللوالد حقوق يا حظ من فاز برضاهم ثواني