شعرت بغصة وألم شديدين لمقتل الشاب السعودي « حسين العنزي» في سوريا على يد بعض القتلة والمجرمين الذين تحدثت الأنباء عن أنهم محسوبون على النظام هناك.. وسبب ألمي هو.. أن هؤلاء الجبناء قد قتلوه لأنه «سعودي» وليس لأنه أحد الذين يواجهون النظام في ساحات وميادين حمص. وكأنهم يعاقبونه على وقفة بلاده المشرفة إلى جانب الشعب السوري المعرض يومياً لأبشع عمليات القتل والإبادة والتعذيب.. والمجرمون الذين قتلوه .. فعلوا ذلك أيضاً ليس لأنه «سعودي» فقط وإنما لأن والدته سورية (أيضاً) وكان ذنبه الأول هو هويته وذنبه الثاني هو أن دماءه عربية.. قومية نقية .. وكأن السعوديين (أولاً) والسوريين (ثانياً) والعرب (ثالثاً) ضد النظام.. وليس ضد العنف وضد الأعمال الإجرامية واللا إنسانية.. ولأن القتلة محسوبون على النظام .. وأن النظام يعيش حالة عداء مع العرب كل العرب.. ونحن في مقدمتهم.. فإنه لم يكلف نفسه الرد على سفارتنا لمعرفة ظروف وملابسات هذه الجريمة الشنعاء بحق مواطن بريء.. لا ذنب له في كل ما يحدث هناك.. ولا جريرة له إلا أنه أساء اختيار الوقت الذي يزور فيه أخواله.. بدوافع عاطفية بحتة.. خالية من أي حسابات. والسبب في ذلك هو.. أن أي سعودي ينظر إلى سوريا على أنها بلده.. وأن الشعب السوري هم أهله .. سواء بحكم التقائنا في هذا الجنس العربي.. أو بحكم المصاهرة الواسعة بين الشعبين.. أو بحكم شعور الإنسان السعودي بالأُلفة التي يتميز بها السوريون.. ويرتاح للتعامل معهم.. والتردد على بلادهم.. لكن النظام السوري أبى إلا أن يسقط كل هذه الاعتبارات بما تقوم به أدواته من ممارسات «شنيعة» في الشارع.. ضد كل سوري.. وضد كل عربي.. وضد كل ما هو إنساني أيضاً.. ونحن وإن ودعنا «حسين العنزي» رحمه الله بكل ألم وحرقة.. كما ودعنا من قبل شاباً سعودياً آخر في «صنعاء» هو «محمد الكثيري « تعرض لعملية إجرامية مماثلة هناك.. وذهب ضحية أحقاد البعض علينا.. إلا أننا نشعر – كمواطنين- بالقلق الشديد على كل مواطن ومواطنة يقيمون في البلدين المأزومين.. ونتمنى لو أن قراراً يصدر بعودة الجميع إلى بلادهم حتى تستقر الأوضاع فيهما.. وتعود الحياة الطبيعية لديهما إلى سابق عهدها.. ونطمئن على أهلنا.. وأبنائنا.. وبناتنا.. ولا نعرضهم لمخاطر أكبر.. هذا التصرف بات مطلوباً.. لاسيما وأن الأوضاع في البلدين لا تبدو أنها تتجه نحو التهدئة.. وبالذات في سوريا الشقيقة. وما أتمناه شخصياً هو أن نوقف السفر إلى البلدان التي تعاني من درجات عالية من التوتر.. والاحتقان.. بالرغم من إدراكي أن هناك مصالح لبعض الناس فيها تستوجب ترددهم عليها.. وإن كنت أرى أن حياتهم أهم من المصالح.. وأن إجراءات المنع هي في صالحهم وحرصاً على حياتهم ومصالحهم أيضاً لاسيما وأن تلك الدول تشهد توقف مختلف أوجه الحياة والأنشطة فيها تماماً.. وبإمكان من يتبقى في سفاراتنا بهذه الدول أن يرعى تلك المصالح ويعمل على حمايتها من التهديد.. وإن كانت أجواء الفوضى وحالة عدم الاستقرار السائدة فيهما تجعل ذلك مستحيلاً.. لأن استشراء الأعمال اللامسؤولة يحول دون تحقيق هذا الغاية.. والله المستعان.،، *** ضمير مستتر [ أنت تعمل لخير غيرك.. وغيرك يعمل على معاقبتك والاقتصاص من مواقفك الكريمة ]