لم يأتِ لاعبو الرائد بجديد وهم يرسلون فريقهم إلى قاع ترتيب دوري "زين" السعودي للمحترفين على الرغم من خوضهم أربع مباريات من أصل ست من أمام فرق لا تتجاوز إمكاناتهم إن لم تكن قدرات تلك الفرق أقل، فلاعبو الرائد باتوا الآن المتهم الأكبر في مسألة انهيار الفريق وضياع هويته الفنية وفقدان هيبته ومقاطعة جماهيره العريضة للمدرجات الجنوبية في ملعب مدينة الملك عبد الرياضية ببريدة. قد يأتي من يقول: إن الإدارة الرائدية هي من يجب أن تتحمل مسؤوليتها وأن النتائج هي أكبر مقياس للعمل وهذا صحيح، غير أن تحركات الإدارة الرائدية وتحديداً الرئيس فهد المطوع كانت إيجابية للغاية قبل بداية الموسم ووجدت ترحيباً من الذين يصنفون على أنهم الحزب المعارض للإدارة إعلامياً فماذا تغير إذن؟ وقد يأتي آخرون ويؤكدون على أن قرار التجديد مع البرتغالي أوريكو غوميز لم يكن صائباً، في وقت بحثت فيه الإدارة عن الاستقرار على أمل أن تتحسن النتائج مع مدرب يملك سيرة جيدة واستلم الفريق في منتصف الموسم ونصف لاعبيه يتوافدون على غرف العمليات والعلاج، وهو أمر منطقي نظرياً. طالب لاعبو الرائد بإبعاد غوميز وهي مطالبة بمحلها لو كان غوميز هو المسؤول الوحيد عما حدث وتحمل لاعبو الرائد مسؤولياتهم تجاه الفريق، ولكن غوميز غادر وبقي الحال كما كان، فقد جاء فريق هجر الأقل إمكانات وحديث العهد بالدوري وأخذ نقاط مواجهة الرائد وسط حسرة جماهيرية وإدارية، خطف هجر النقاط الثلاث وهو الذي حضر إلى القصيم عن طريق البر ولرحلة امتدت لعشر ساعات، لكن الإرهاق لم يكن بادياً على ملامح الفريق لأن الروح والإصرار على الكسب عاملان كانا الأبرز في (شيخ الأحساء) حسب حديث قائد هجر وهدافه خالد الرجيب الذي أكد أن " وجود الروح والإخلاص للشعار سيقضيان على كل شيء وأن وجود الروح القتالية ستكفل ظهور الفريق بشكل جيد حتى وإن خسر وهو ما وُجد بهجر ولم يوجد في الرائد"، وقبل هجر حضر نجران المثقل بالمشاكل الإدارية والفنية قبل أن يتغلب لاعبوه على الرائد بفعل الشعور بالمسؤولية. لقد أعطى الرجيب درساً للاعبي الرائد الذين ظهروا وكأنهم في مباراة للاعبين معتزلين لا يعنيهم الفوز بقدر المشاركة في المباراة وظهر هذا جليا من خلال خطوات أغلب اللاعبين المتثاقلة، فالتفكير بالعقود وأخذ أكبر قدر من المال هو السائد، وبقيت قمصان الرائد تحمل أجساداً لا يعنيها الشعار. إن ما يحدث في الرائد ما هو إلا عملية تشويه وإهانة لتاريخ وجماهيرية هذا النادي، فاللاعبون المتواجدون في الفريق لم يحدثوا أي فارق فني بل إن المنافسة على البقاء هي أقصى طموحاتهم داخل الملعب، فالرائد ومنذ عودته الأخيرة لدوري المحترفين لم يبرح مربع قاع الترتيب إلا في جولات معدودة، وهذا ما يتطلب وقفة جريئة من الإدارة الرائدية وتحديداً من رئيس النادي فهد المطوع وهو أكثر الذين يعانون من نتائج الفريق لكونه أنفق عشرات الملايين، في وقت يحتاج فيه المطوع لوقفة أكبر من رجالات النادي بقيادة الرئيس الشرفي ناصر الجفن والمكتب التنفيذي. لقد كان مظهر المهاجم البرازيلي داكوستا مقززاً وهو يشير للجماهير المحتقنة بإشارات توحي باستهتاره بمشاعرهم وهم يهم بالخروج من ملعب المباراة أمام صيحات الاستهجان، وكأنه يقول لأنصار (الأحمر) هذا هو حال لاعبيكم وإن لم تقبلوا به فليس مطلوب منكم الحضور للملعب، ولا ملامة على داكوستا فهو من تعلم اللامبالاة بمجرد تواجده بين بعض اللاعبين. لست متشائماً إن قلت إن المدرب التونسي الخبير عمار السويح سيلحق بالبرتغالي غوميز والبرازيليين لوتشيو نيزو وأديسون سوزا والبرتغالي أكاسيو الفريدو على التوالي إن لم يكسر السويح شوكة بعض اللاعبين الذين تمردوا داخل الفريق ويزج بأسماء مميزة لم تُعطَ الفرصة مثل لاعبي الوسط علي عطيف وأحمد الحضرمي ومشعل العنزي وسعيد العيسى والظهير الأيمن ماجد هزازي وإعادة لاعب المحور بندر القرني فهذه الأسماء وغيرها من المُغيّبين عن القائمة لن تكون أسوأ ممن أذاقوا الرائديين ويلات لم يحتملها عشاق (رائد التحدي) الذي بات التحدي آخر الكلمات الموجودة في كتابه بسبب أسماء أخذت أكثر مما أعطت بكثير، وقد يتفوقون على هؤلاء على الأقل بالغيرة على القميص الرائدي.