يواجه معظم قائدي السيارات في المدن الكبرى مشكلة الازدحام المروري، وأكثر ما يواجههم ما يطلق عليه اسم الازدحام غير المتوقع (Unexpected Congestion) الناتج عن حدث موجود على غير العادة مثل حصول حادث مروري أو تعطل مفاجئ لإحدى المركبات، مما ينتج عن ذلك الحدث هيجان لقطيع من السيارات للتحرر من ذلك الازدحام إما عن طريق التجاوزات غير المشروعة فوق الأرصفة، أو من خلال عكس لمسارات الطرق. تحل مشكلة الازدحام المروري عبر أدوات تقنية متخصصة ومن خلال نظام معلوماتي يتيح لقائدي السيارات الاطلاع على معلومات حركة السير (Traffic) قبل التوجه إلى الوجهة النهائية وذلك لمعرفة ما إذا كان ذلك الطريق متاح يمكن استهدافه أو التوجه لمسار بديل. عادة يتم حساب الكثافة المرورية للطرق إما عبر أنظمة مجسات تثبت على الطرق أو عبر كاميرات ترصد عدد السيارات المارة خلال فترة زمنية معينة لتحديد ما إذا كان ذلك الطريق يعاني من كثافة مرورية، وغالبا ما تكون هذه الأدوات مكلفة حين تطبيقها في أماكن واسعة النطاق. إذا، كيف نقوم بتفعيل نظام الكتروني يساعد على تطبيق مبدأ التكافؤ في استخدام الطرق في أوقات الذروة؟ الحل يكمن في تطبيق تقنية تسمى Floating Car Data بالاختصار (FCD) وبالترجمة الحرفية (بيانات السيارات العائمة) والتي بواسطتها يتم حساب كثافة السيارات عند تنقلها في الطرق. تعتمد هذه التقنية حين جمع البيانات على عدد الهواتف المحمولة المتصلة بالشبكة والمارة عبر ذلك الطريق، حيث يتم جمع البيانات من خلال شبكات الهواتف المحمولة ويتم تحديد بيانات منطقه معينة أو طريق معين من خلال استخدام بيانات الشبكات الثلاثية (Triangulation Networks) ليتم من خلالها تحديد النقطة المستهدفة للاستطلاع، وتعتبر هذه الطريقة من أفضل التقنيات في الوقت الحالي لجمع عينات كافية من المعلومات عن حركة المرور ونسبة الازدحام، وسيكون هناك تحديث للبيانات كل عدة دقائق وبعد أن تجمع تلك البيانات، يتم إدراجها بعد تحليلها في تطبيقات خاصة للهواتف المحمولة ليتمكن رواد تلك الطرق من الاطلاع عليها من خلال الاتصال بالخادمات الخاصة بتلك الخدمة عبر شبكات (3G) أو (4G) لمعرفة حالة الطريق الآنية وما إذا كان هناك حاجة لتبديل المسار أم لا. ما يميز هذا النظام انه بالإضافة إلى إمكانية ربطة عبر شبكات (GSM) إلا انه يمكن أيضا ربطة في أنظمة الملاحة (GPS) حيث يتم الاتصال المباشر عبر أجهزة الملاحة من خلال الأقمار الصناعية لتحديد نسبة الازدحام في الطرق وبالتالي التحول التلقائي بناء على معادلة معينة إلى طرق سالكة غير مزدحمة. النتيجة من تطبيق هذا النظام هي الاستفادة من تلك المعلومات لتفادي المسارات المزدحمة سواء للسيارات الخاصة أو حتى لسيارات المرور والإسعاف والدفاع المدني للوصول إلى الهدف في أسرع وقت ممكن، وبالتالي توزيع الكثافة المرورية على عدد اكبر من الطرق بدلا من تكدسها في طريق واحد. * متخصص في أنظمة المعلومات