صدر عن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة كتاب بعنوان " قصة التحلية في المملكة .. النشأة والتطور والازدهار "، يسرد رحلة التطور في مجال توفير المياه لسكان المملكة عبر أكثر من 300 صفحة، وعبقرية وإخلاص ومثابرة الإنسان السعودي في تحقيق حلم توفير المياه الصالحة للشرب والاستعمال، الذي كان يراود الأسلاف والأجداد في الجزيرة العربية ليصبح حقيقة واقعة. وكشف الكتاب عن جانب كبير من الجهود التي بذلت منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود– طيّب الله ثراه– إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ حيث تسارعت خطى تطوير وتنمية التحلية، وزادت موازناتها وتعددت اختراعاتها وإنجازاتها وتمددت مشاريعها وبرامجها، كما أخذت أبعادًا أكثر تقنية وحداثة، حتى أصبحت هذه الصناعة في المملكة أنموذجًا عالميًا للريادة والتميز. وجاء طرح الكتاب ليلبي حاجة الكثيرين للحصول على معلومات أساسية سليمة عن المياه من مصادر موثوق بها. واستغرق إعداده وجمع مصادره ومواده المتنوعة والتثبت منها أكثر من أربع سنوات، في محاولة جادة لبلورة ثقافة التدوين والتوثيق في عمل متكامل يجمع شتات المعلومات ويرصد المسيرة بشكل متدرج ومتسلسل يلاحق كل الحقب التي مرت بها التجربة الرائدة لصناعة تحلية المياه المالحة في البلاد. وفي كلمته التي تصدرت الصفحات الأولى للكتاب أوضح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهيد بن فهد الشريف أن قطاع تحلية المياه المالحة حظي باهتمام كبير من لدن الحكومة الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس ومن بعده من أبنائه البررة إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، فاعتمدت خطط ومشاريع وبرامج حتى أصبحت التجربة السعودية في تحلية مياه البحر المالحة خيارا استراتيجيا، وتجربة عالمية يحتذى بها. وقال الشريف: إن التجربة السعودية مرت رغم أهميتها البالغة دونما توثيق ورصد لمراحلها مثل كثير من النجاحات التي تتحقق في الميادين والقطاعات التنموية المختلفة بالمملكة، لذا كان الكتاب ضروريا ومهما في التوثيق لتلك المرحلة وتلك التجربة المليئة بالتحديات والانجازات، لذا استغرق إعداده وقتا طويلا للتحقق من دقة المعلومات قبل نشرها، وتكملة النواقص ثم المراجعة الدقيقة للتفاصيل الواردة فيه. من جهته، دعا مدير إدارة العلاقات العامة والصناعية بالمؤسسة خالد بن محمد المنيفي إلى المساهمة مع المؤسسة في ترقية وتطوير أية معلومات أو تواريخ أو بيانات ومواد واردة في هذا الكتاب، وتصحيح وتصويب ما جاء فيه من أحداث أو في أي من محتوياته. وقال المنيفي: المملكة التي تعتبر من أكثر دول العالم شُحًّا في المياه بسبب ندرتها ومحدودية مصادرها والنمو السكاني المتزايد، أصبحت اليوم تنتج أكثر من 20 % من إنتاج العالم من مياه البحر المحلاة و42 % من إجمالي إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي على الرغم من ارتفاع تكلفة مياه البحر المحلاة، لافتا إلى أن مسيرة تحلية المياه المالحة في المملكة تعد قصة إعجاز وإنجاز تستحق الرصد والتوثيق الدقيق الذي يغيب عن الثقافة العربية، ما قد يمكّن الأجيال القادمة من فرصة الاطلاع على سيرة من سير البطولات التي قامت على إمعان النظر وإعمال العقل والتكاتف والتعاون في قهر المستحيل وتذليل الصعوبات والعراقيل، أمام مواجهة الصحراء والبحر والخليج وتسخيرها لما فيه مصلحة ورفاهية المواطنين وخدمة وتنمية وتطور البلاد. وضم الكتاب 13 فصلا، للحديث عن تاريخ مدينة جدة مع المياه، والمعاناة التي كان أهل مكةالمكرمة والحجاج يتكبدونها في الحصول على مياه الشرب، ورصد كثيرا من القصص التي تضم نوادر وطرائف عن عمل الكنداسة "آلة قديمة لتقطير المياه"، وما أحدثه إنشاء محطات المياه بطريقة حديثة وعصرية، وما تلاه من إنشاء مراكز وجهات للعمل في البحث والتنقيب عن التقنيات الأحدث في المجال، وتدريب وتطوير الكفاءات السعودية العاملة في هذا النطاق، وغيرها من محطات في تاريخ التجربة السعودية الثرية. وحملت خاتمة الكتاب فصلا خاصا بمصادر المعلومات التي استندت عليها المؤسسة في إعداد الكتاب وإخراجه للنور.