عقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل اجتماعاً امس في نيويورك مع معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، وذلك على هامش اجتماعات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي يرأس سموه وفد المملكة خلالها . وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن سمو الأمير سعود الفيصل والسيد بان كي مون تبادلا الآراء حول قضايا مهمة في المنطقة من بينها اليمن . وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا في بيان صدر امس جميع الأطراف اليمنية إلى ضبط النفس والتوقف عن الأعمال الاستفزازية وأدان الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن الحكومية . ودعا البيان أطراف النزاع باليمن إلى التواصل مع ممثل الأممالمتحدة جمال بن عمر الموجود في صنعاء حالياً والذي يعمل مع مجلس التعاون الخليجي والشركاء الدوليين الآخرين من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السياسية. ميدانياً استمرت أعمال العنف لليوم الثاني على التوالي في اليمن ارتفع عدد القتلى الى أكثر 56 شخصا وأكثر من 600 مصاب بالرصاص الحي منهم أكثر من 47 بحالة حرجة فيما تعرض المئات للاختناق بالغازات المسلية للدموع. وقال الدكتور طارق نعمان في مؤتمر صحفي عقد بالمستشفى الميداني لساحة التغيير مساء امس إن القتلى والمصابين تعرضوا لاعتداءات بالرصاص الحي والاربي جي ومضاد الطيران وسلاح المدفعية إضافة إلى قنص بعضهم من البيوت المرتفعة في ساحة التغيير، وأشار نعمان إلى أن 20 غرفة عمليات امتلات بالمصابين، وأن المستشفيات عجزت عن تقديم الدعم الصحي للمصابين. وكانت قوات الأمن والمسلحين أطلقوا النار من أسلحة خفيفة وثقيلة الأحد مما أسفر عن مقتل 26 متظاهرا وإصابة أكثر من 300 بالرصاص الحي، وشهد شارع الزبيري وشارع الزراعة اشتباكات عنيفة بين قوات الحرس الجمهوري وقوات الفرقة الاولى مدرع بقيادة اللواء على محسن الاحمر الذي اعلن في مارس الانضمام لثورة الشباب وحماية المعتصمين. وقال شهود عيان ان قوات صالح أطلقت النيران بكثافة على المعتصمين مما ادى الى مقتل واصابة العشرات ليتطور الموقف الى اشتباكات عنيفة بين قوات الحرس الجمهوري والفرقة. وتعرضت ساحة التغيير لاطلاق نار وقصف كما قصفت منازل في شارع هائل والشوارع المحيطة بالساحة فيما شوهد انتشار مكثف لقناصة يطلقون النار من أسطح المنازل. وقالت مصادر رسمية ان قواتها دمرت آليتين عسكريتين للفرقة في شارع الزبيري فيما قال شهود عيان ان قوات الفرقة دمرت مصفحة لقوات صالح، ولاحتواء الموقف المنفجر، وصل امس إلى صنعاء مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر والأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني. وقالت وكالة الأنباء الحكومية سبأ إن زيارة الزياني وبن عمر جاءت للاطلاع على آخر التطورات في الساحة اليمنية. وكان صالح رفض التوقيع أكثر من مرة في اللحظات الأخيرة على المبادرة الخليجية التي تقضي بتنحيه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مقابل منحه ورموز نظامه حصانة من الملاحقة القضائية. وعلمت "الرياض" ان بن عمر والزياني عقدا مباحثات مع مسؤليين في الحكومة في مقر السفارة الاماراتية. وشهدت عدد من المدن اليمنية امس تظاهرات غاضبة نددت بالعنف في صنعاء، كما نددت المسيرات الغاضبة بالصمت الدولي والإقليمي وطالبوا بمحاكمة رموز النظام. من جهته دان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ امس قتل المتظاهرين في صنعاء على يد قوات الامن، أما فرنسا فنددت من جانبها ب"القمع الدموي" للمحتجين، وحثت الأطراف السياسية في البلاد على الحوار وضبط النفس من أجل وقف المواجهات الدموية. اما الولاياتالمتحدةالأمريكية فعبرت عن أسفها لمقتل وإصابة العديد من الأشخاص خلال مسيرات احتجاجية في العاصمة صنعاء يوم الأحد، داعية جميع الأطراف للتحلي بضبط النفس.