قال مراسل بي بي سي في اليمن إن اشتباكات عنيفة اندلعت الأربعاء بين القوات الموالية للرئيس على عبد الله صالح والقوات المنشقة في محيط القصر الجمهوري في صنعاء ، وذلك عقب مهاجمة المدخل الجنوبي لساحة التغيير والفرقة المدرعة الاولى بعدة قذائف هاون وآر بي جي. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في مواقع الإشتباكات كما سمعت أصوات طلقات المدفعية والأسلحة الرشاشة. وقال شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن قناصة شوهدوا وهم يتخذون مواقعهم أعلى المباني في مناطق الإشتباكات، ولكن لم يتسن لبي بي سي التحقق من صدقية تلك الرواية. وتأتي الإشتباكات في صنعاء بعد ساعات قليلة من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أمكن إبرامه بين مختلف الأطراف اليمنية لإنهاء الصراع الدامي هناك. وفي وقت لاحق، أكد اللواء علي محسن قائد الجيش المنضم للثورة في اليمن التزامه بوقف اطلاق النار في صنعاء تنفيذا لتوجيهات نائب الرئيس وتمسكه بمبدأ ضبط النفس ازاء ما وصفها باستفزازات ومحاولات القوات الموالية للنظام تفجير الموقف عسكريا في العاصمة. وعدد محسن في رسالة بعث بها الى نائب الرئيس هادي خمسة خروقات نفذتها القوات الموالية للنظام بحسب وصفه على مواقع الرفقة المدرعة الأولى والمعتصمين بساحة التغيير أدت الى مقتل وإصابة عدد من الجنود والمعتصمين. يأتي ذلك فيما شوهدت اعمدة الدخات تتصاعد من تقاطع كنتاكي وجسر الزبيري صباح اليوم كما اندلع حريق هائل منتصف ليل أمس في منازل واقعة بالمدخل الجنوبي لساحة التغيير جراء قصف الساحة بقذائف الهاون من قبل القوات الحكومية. ولا تزال تسمع بين الحين والآخر أصوات انفجارات واطلاق أسلحة رشاشة في محيط ساحة التغيير وكان نائب الرئيس اليمني قد وافق مساء الثلاثاء على توقيع الهدنة بعد مفاوضات مكثفة مع معبوثين غربيين وكذلك مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني. وخمدت حدة القتال بعد أن أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي قد "أصدر أوامر مشددة لتنفيذ وقف سريع لإطلاق النار في العاصمة" ، وهو ما التزمت به القوات الحكومية. وقد قتل عشرات اليمنيين في المصادمات الدامية التي شهدها اليمن خلال الأيام القليلة الماضية ، وكان معظم الضحايا من المدنيين العزل. وفي الوقت نفسه وجهت المعارضة اليمنية دعوة للتظاهر في شوارع صنعاء أثناء تشييع جنازات ضحايا الجولة الأخيرة من القتال. وتعد الإشتباكات التي وقعت خلال الأيام الثلاثة الماضية هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للرئيس على عبد الله صالح في شهر يناير كانون الثاني الماضي. ويقيم صالح في المملكة العربية السعودية منذ شهر يونيو حزيران الماضي ، حيث ما زال يتلقى العلاج بعد أن أصيب بجروح جسيمة في هجوم صاروخ على القصر الجمهوري . وتشبث بالسلطة في اليمن بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها في الحكم ، وقد وعد بأنه سيعود إلى صنعاء لإجراء إصلاحات ، ولكن المعارضة اليمنية ترفض ذلك وتصر على خلعه من منصبه. _______ انتهى _____