لم تصمد الهدنة في صنعاء بين القوات الحكومية والفرقة الأولى مدرع المنشقة أكثر من 12 ساعة، بعد خروقات متبادلة لقرار وقف النار الذي أصدره نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أول من أمس. وسقط امس اكثر من سبعة قتلى جراء تجدد المواجهات. ويأتي انهيار وقف النار في وقت كان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني غادر صنعاء حيث أمضى ثلاثة أيام من دون التوصل إلى تهدئة وتهيئة الأجواء السياسية والأمنية تمهيداً لاتفاق على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، ونقل السلطة سلماً. والتقى الزياني، قبل مغادرته صنعاء، نائب الرئيس، في حين رفضت قيادات أحزاب المعارضة استقباله. فيما بقي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في العاصمة اليمنية لبذل مساع لإقناع أطراف الصراع بالتوافق على حلول سلمية للأزمة الراهنة. وهو التقى نائب الرئيس في هذا الإطار. وكان الزياني بحث مع هادي في تداعيات الأزمة وتطوراتها، معبراً عن «أمنيات دول مجلس التعاون الخليجي المخلصة لليمن الشقيق في أن يخرج من هذه المحنة التي تعصف به انطلاقاً من المشاعر الأخوية تجاه الشعب اليمني». وقال إن «اليمن جزء لا يتجزأ من منطقة الجزيرة والخليج ويقع في الجنوب. له مالنا وعليه ما علينا». وأفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بأن هادي وضع الوسيط الخليجي في صورة التطورات السياسية والميدانية للأزمة، مؤكداً أنه «أصدر توجيهاً صارماً بوقف النار ومتابعة تنفيذه»، ومشدداً على «أهمية التجاوب من جميع الأطراف كون اليمن اليوم أصبح على مفترق الطرق وليس هناك من مجال للخروج من الأزمة إلا بالحوار الوطني الصادق». وأضافت الوكالة أن نائب الرئيس اليمني أكد أن جميع اليمنيين «يحترمون ويجلون جهود مجلس التعاون لدول الخليج العربي ويقدرون ما يقوم به» الزياني، مشيراً إلى تكليف الرئيس علي عبدالله صالح له بالحوار «والتعامل مع المبادرة الخليجية وترجمتها على أرض الواقع». وفي حين اتهمت قيادات في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم القيادي المعارض الشيخ حميد الأحمر وقائد الفرقة الأولى مدرع اللواء المنشق علي محسن الأحمر برفض اتفاق على آلية نقل السلطة وتنفيذ المبادرة الخليجية، قالت مصادر مطلعة إن أحزاب «اللقاء المشترك» تحفظت عن بعض بنود الاتفاق بعدما كان عدد من السفراء الخليجيين والأوروبيين والسفير الأميركي توصلوا إلى صيغة شبه نهائية للاتفاق. غير إن رفض اللواء علي محسن وحميد الأحمر أجهض الاتفاق في اللحظات الأخيرة. وكان آلاف المتظاهرين والمعتصمين في صنعاء شيعوا أمس عدداً من جثامين المتظاهرين اللذين قتلوا برصاص الأمن في المواجهات الأخيرة مع قوات الأمن. وذلك مع تجدد الاشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري وقوات الفرقة الأولى مدرع صباحاً، في شارع هايل وشارع الزبيري وشارع الزراعة جنوب شرقي ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، وحي الجامعة القديمة وجولة كنتاكي. وعلم أن نائب الرئيس يعمل على تثبيت قرار وقف النار من خلال التواصل المستمر مع كل الأطراف. وقالت المصادر إن تدخل هادي في الوقت المناسب أوقف مواجهات كادت تندلع بصورة شاملة بين القوات المنشقة والقوات الموالية للنظام . وكانت السلطات الأمنية اليمنية أغلقت منذ يومين كل الطرق الرئيسية المؤدية إلى صنعاء ومنعت دخول المسلحين من رجال القبائل إليها تحسباً لحدوث أعمال عنف، وانفلات أمني وسط مخاوف اليمنيين من انزلاق البلد إلى حرب أهلية.