ليلة رمضانية ساخنة عاشها المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة على إيقاع أصوات القصف المرعبة التي هزت أرجاء القطاع عقب العملية الفدائية النوعية التي نفذها مسلحون في مدينة إيلات جنوبفلسطينالمحتلة وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الإسرائيليين. فقد جددت قوات الاحتلال قصفها على قطاع غزة فجر أمس، حيث استشهد طفل يبلغ من العمر (13 عاما) وأصيب نحو 17 مواطنا آخرين جراء سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الجمعة على أهداف مختلفة في قطاع غزة. وأوضح الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية بأن الطفل محمود عاطف أبو سمرة استشهد على الفور بعد قصف منزله الواقع بالقرب من مبنى "السفينة" شمال القطاع. واستهدفت طائرات الاحتلال بغاراتها موقعا لكتائب القسام قرب قرية أم النصر شمال القطاع، ومبنى "أنصار" الأمني بمدينة غزة، ومبنى خالياً بالقرب من أرض الكتيبة بالمدينة. وفي جنوب القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال أرضا خالية بالقرب من مسجد عباد الرحمن في بلدة خزاعة مما أدى إلى إصابة مواطنين اثنين بالهلع، كما استهدف الطيران الحربي نفقين برفح أحدهما يقع في حي السلام شرقي المدينة والأخر في منطقة القصاص غرب المدينة. هذا وأعلنت مصادر أمنية بأن مواطن فلسطيني فقدت أثاره داخل النفق المستهدف في حي السلام، حيث لا تزال طواقم الدفاع المدني تبذل جهودها في العثور عليه. وفي ساعات صباح يوم الجمعة واصلت طائرات الاحتلال "الإسرائيلية"، شن سلسلة جديدة من غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث أغارت طائرات الاحتلال، بأربعة صواريخ على محافظة غزة فقصفت موقع بدر التابع لكتائب القسام في مخيم الشاطئ، كما استهدفت مناطق أخرى، من بينها سيارة كان تقل مواطنين لكنهم نجوا من هذا القصف. كما قصفت طائرات الاحتلال منطقة عبسان الكبيرة شرق خانيونس، كما قصفت موقع للقسام في المنطقة الشرقية لمحافظة خانيونس. وفي مخيم النصيرات قصفت موقعاً بالقرب من شركة الكهرباء، أسفر عن إصابة مواطن وسيدة حامل، وقد استهدفت طائرات الاحتلال في ساعات الصباح الأولى، منزلاً لآل صبيح قرب مستوصف في حي الزيتون بمدينة غزة. وكان قطاع غزة قد شهد تصعيد دموي في أعقاب العملية الفدائية في إيلات يوم الخميس الماضي، حيث اغتالت طائرات الاحتلال الأمين العام لألوية الناصر صلاح الدين كمال عوض النيرب و4 آخرين من قيادات الألوية في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة مساء الخميس. وأوضحت مصادر طبية أن الشهداء بالإضافة إلى النيرب هم: عماد عبد الكريم حماد، عماد نصر، خالد المصري، وخالد محمد شعث، وطفله مالك (عامين). وفي هذا السياق أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس أن المسئولين عن سلسة العمليات التي هزت مدينة ايلات جنوبي الأراضي المحتلة عام 1948، قد أصبحوا في عداد الموتى، في إشارة إلى جريمة رفح. وفي نفس السياق أكد وزير الحرب الإسرائيلي أن العمليات في غزة ما زالت مستمرة، مشيرا إلى ان إسرائيل لن تدخر جهدا بالرد على مصدر التهديد وضربه بقبضة فولاذية. فلسطيني يحمل جثمان طفلٍ قتل خلال القصف الإسرائيلي على القطاع. (رويترز) الى ذلك شدد د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، على أن العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة مخطط له مسبقا، مؤكداً على أهداف التصعيد الراهن تتجاوز ما حدث في إيلات إلى تحقيق أهداف داخلية وسياسية إسرائيلية مكشوفة أبعد مدى. ودعا بحر في بيان له تلقت "الرياض" نسخة عنه، مصر وتركيا للتدخل العاجل إقليميا ودوليا والضغط الفاعل على الاحتلال لوقف عدوانه على قطاع غزة. ولفت إلى أن حكومة الاحتلال انتهزت ما جرى في إيلات لتصدّر أزمتها الداخلية المتفاقمة التي تهدد حكومة نتنياهو، وتحاول عرقلة توجه السلطة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة في سبتمبر أيلول المقبل، عبر شن حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة لخلط الأوراق في إطار المشهد الفلسطيني - الاسرائيلي، وتنفيذ أجندة سياسية وعسكرية تم إعدادها والتخطيط لها ضمن دوائر ومستويات صنع القرار السياسي والعسكري في الاحتلال مؤخرا. ودحض بحر مزاعم الاحتلال بوقوف جهة فلسطينية خلف أحداث إيلات، مؤكدا أن حكومة الاحتلال سارعت منذ البداية إلى اتهام غزة بدون إجراء التحقيقات اللازمة، ما يجزم بطبيعة الأهداف والدوافع والأجندات التي تقف خلف عدوان الاحتلال . ونوه بحر إلى قدرة المقاومة الفلسطينية على الرد على جرائم وعدوان الاحتلال مؤكدا أن الاحتلال سيخسر المعركة الراهنة، كما خسر كل المعارك السابقة على صخرة إرادة ووعي وصمود شعبنا. وتساءل بحر عن سر صمت المجتمع الدولي والأممالمتحدة والمنظمات الدولية وعدم قيامه بأي خطوة للجم العدوان على شعبنا، مؤكدا أن الصمت الدولي يشكل غطاء وضوءا أخضر للاحتلال لممارسة العدوان. من جانبه نفى المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية اي صلة للتنظيم بالهجمات التي نفذت في ايلات الخميس لكنه اكد انه "سيثأر" من اسرائيل لمقتل امينه العام وأربعة من مساعديه في غارة اسرائيلية على غزة. وقال ابو مجاهد خلال مشاركته في تشييع قتلى الغارة الاسرائيلية الجمعة في رفح لوكالة فرانس برس ان تنظيمه "يبارك العملية في ايلات ويفتخر بها ولكن لا نتبناها". وتابع "الاحتلال يريد الصاق عملية ايلات بلجان المقاومة في محاولة لاغلاق الملف والهروب من أزمته الداخلية".