على الرغم من تعدد أنواع وأشكال الخبز، إلاّ أن خبز التنور ظل يتربع على أهم وأرقى الولائم الاجتماعية والرمضانية في منطقة عسير. وقالت «أم سعيد عسيري» -بائعة خبز-: إن في خبز التنور أو «الميفة» علامة مميزة للخبز في منطقة عسير، وطريقة صنعه وشكله المستطيل، مشيرة إلى أن الاقتراب من التنور والخبز عملية مضنية، حيث يُترك الحطب داخل التنور حتى يجّمر ثم يتم إلصاق الخبز على جوانبه، مؤكدة على أن المرأة العسيرية يجب أن تتقن خبز التنور، ولا تخرج من بيت أسرتها إلاّ وهي تصنعه بجانب اللبن والعسل والمرق. التنور أثناء اشتعاله استعداداً لبدء العمل وأضافت إنها تعجن الدقيق البر الأسمر مع الدقيق الأبيض مع الخميرة الفورية وذرة ملح وذرة سكر وربع كوب زيت وملعقة حليب، ويترك ليخمر لمدة نصف ساعة، ثم يخبز في التنور، مشيرة إلى أن خبز التنور يعد من أهم الوجبات الرمضانية التي تنافس أنواع الخبز الأخرى على المائدة في عسير. وأشارت إلى أن هناك معاناة لدى المرأة عند الخبز؛ لأن المرأة قد تتعرض لحرق يدها أكثر من مرة حتى تستطيع أن تتعود على عملية الخبز، مؤكدة على أن الخبز وبيعه هو مصدر رزقها، خاصة في شهر رمضان، حيث يكثر طالبي الخبز بأنواعه الأبيض والأسمر والمخبوز في الميفا. الخبز قبل النضج وقالت «أم سعيد» عند صلاة الظهر أُجهز العجينة التي تكفي لإنتاج ما يفوق العشرين من أنواع «دوح، والمقصف، والحالي، والخمير، والفطير»، وبعد ساعة أشعل التنور، وأبدأ في الخبز، وحال الانتهاء أكون قد جهزت لي قدراً من الحلبة والمسيلة والمشغوثة لبيعها مع الخبز، وبعد ذلك أذهب للسوق الشعبي بآل يوسف في أبها برفقة أحد أبنائي، حيث جهزت لنا البلدية هناك مكاناً مخصصاً للبيع، مشيرة إلى أن خبزها بات معروفاً لكثير من مرتادي السوق، حيث ينفذ مالديها من خبز وحلبة ومشغوثة بشكل كبير قبل أذان المغرب، موضحة أنها خلال هذا الشهر حولت منزلها إلى ورشة عمل لتقديم الوجبات الشعبية العسيرية والتي يقبل عليها سكان المنطقة. الخبز يباع مع السمن والعسل