اثبت الاتحاد السعودي لألعاب القوى قدرته على البقاء كخط دفاع أول على سمعة الرياضة السعودية في المحافل الدولية، وهو ما أكده خلال الاستحقاقات التي دخلها في الموسم المنصرم، والتي أضاف له وللرياضة السعودية من خلالها مزيداً من الانجازات والحضور اللافت على المستوى القاري والعالمي. وعلى الرغم من أن التراجع الواضح في كمية المنجز الذي دأب اتحاد ألعاب القوى على تحقيقه في العقد الأخير، وهو ما بدا واضحاً على الأقل خلال مشاركته في دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها مدينة غوانزو الصينية، وفي البطولة الآسيوية التي استضافتها مدينة كوبي اليابانية إلا أنه ظل بمثابة رأس الحربة القادر على جلب الفرح للمدرج السعودي في زمن شح الفرح فيه. النجاح في غوانزو: أقوى حضور لقوى السعودية في الموسم المنصرم كان في دورة الألعاب الآسيوية ال16 التي استضافتها مدينة غوانزو الصينية في نوفمبر 2010، إذ ساهم هذا الحضور الجيد نسبياً في إنقاذ سمعة الرياضة السعودية في الاستحقاق القاري الكبير، إذ لم تظهر الاتحادات ال19 التي شاركت في الدورة ب 21 لعبة بالمستوى المأمول، ولم تحصد النتائج المرجوة باستثناء ثلاثة اتحادات هي الفروسية والكاراتيه وألعاب القوى، وكان للأخير حصة الأسد من الميداليات التي تحققت؛ إذ حقق 8 ميداليات متنوعة من أصل 13 ميدالية كانت هي الغلة السعودية من حصاد الدورة. وجاءت الميداليات التي حققها متسابقو ألعاب القوى قد تنوعت ما بين الذهب والفضة والبرونز، حيث تحققت ثلاث ميداليات ذهبية بفضل محمد شاوين في سباق 1500، وسلطان الحبشي في دفع الكرة الحديدية، ورباعي سباق 4 × 400م، وفضيتان على يد ياسر الناشري في سباق 100م، وبندر شراحيلي في سباق 400م حواجز، وثلاث برونزيات على يد يوسف مسرحي في سباق 400م، وعلي العمري في سباق 3000م موانع، وحسين السبع في الوثب الطويل. وبالرغم من نجاح اتحاد القوى في غوانزو إلا أن هذا النجاح لا يقاس أبداً بالنجاح الباهر الذي حققه في الدورة التي سبقتها في العام 2006 والتي استضافتها الدوحة حينما حصد 7 ميداليات بينهم 5 ميداليات ذهبية وبرونزيتان، وهي مقارنة تعطي دلالة واضحة على التراجع الحاصل. غياب في كوبي: وإذا كان (أخضر) القوى قد حضر بنجاح في غوانزو فإن حضوره كان مخيباً للغاية في بطولة آسيا ال19 التي استضافتها مدينة كوبي اليابانية في يوليو الماضي؛ إذ خرج من البطولة بميداليتين واحدة ذهبية تحققت على يد يوسف مسرحي في سباق 400م، وأخرى برونزية تحققت في 4×400م، وقد لعب غياب عدد من اللاعبين البارزين دوراً في ذلك، أبرزهم العداء محمد شاوين في خسارة ميدالية ذهبية كانت مضمونة في سباق 1500م وأخرى شبه مضمونة في سباق 800م، وكذلك الرامي سلطان الحبشي إذ أدى غيابه إلى خسارة ذهبية دفع الكرة الحديدية. ولعب ارتباط اللاعبين بالتحضير لبطولة العالم التي ستستضيفها دايجو، ومشاركة آخرين في البطولات العسكرية دوراً في ابتعاد المنتخب عن حضوره المعروف في مثل هذا الاستحقاق. وتتضح الخسارة جلية بالمقارنة بحضور المنتخب السعودي في بطولتي آسيا عامي 2009 و2007، ففي الأولى التي استضافتها غوانزو الصينية حقق المنتخب (3 ميداليات) تنوعت ما بين ذهبية وفضية وبرونزية، وفي الثانية التي استضافتها العاصمة عمان بالأردن خرج منها المنتخب ب(5 ميداليات) جميعها كانت من المعدن الأصفر. لندن ودايجو: ولم يقف استهداف الاتحاد السعودي لألعاب القوى للميداليات في مشاركاته، بل وضع نصب عينيه هدفين آخرين وهما تأهل لاعبيه إلى أولمبياد لندن 2012، والتاهل لبطولة العالم في دايجو بكوريا الجنوبية. وفي حين تأهل حتى الآن محمد شاوين وحسين آل حمضة لأولمبياد لندن في سباقي 1500م و 5000م، فقد تأهل لبطولة العالم كل من يوسف مسرحي، ومحمد شاوين، وعلي العمري، وحسين آل حمضة، وسلطان الحبشي، وعداؤو 4×400م. وكان محمد شاوين قد حقق المركز الأول في سباق 1500م في لقاء هنقلو الدولي الذي أقيم في هولندا بزمن قدره (3.31.82 د) محطماً بذلك الرقم القياسي السعودي في هذا السباق والمسجل باسمه سابقاً ومتأهلاً من خلاله إلى أولمبياد لندن 2012م، أما العداء حسين آل حمضة حقق فقد تأهل إلى لندن بعد تحقيقه المركز الرابع في سباق 5000م بزمن قدره (13.24.33 د) بعد مشاركته في لقاء الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي أقيم في العاصمة المغربية الرباط. الناشئون في ليل: على مستوى الناشئين كان لألعاب القوى السعودية حضور لافت في بطولة العالم التي استضافتها مدينة ليل الفرنسية في يوليو الماضي، سواء على مستوى عدد المشاركين إذ بلغوا 17 عداءً، وقد نجح جميعهم في تحطيم أرقامهم الشخصية، او على مستوى المسابقات إذ شارك المنتخب السعودي في 9 مسابقات، أما الحضور الأهم فقد تمثل في فوز العداء إبراهيم محمد صالح بالميدالية الفضية في سباق 400م حواجز. بطولات متنوعة: وشارك الاتحاد السعودي خلال الموسم المنصرم في جملة من البطولات الأخرى المتنوعة كمشاركته في البطولة الأولى لاتحاد دول غرب آسيا في مدينة حلب في الفترة من 18 وحتى 20 سبتمبر 2010 وخرج منها المنتخب ب (8 ميداليات) متنوعة 3 ذهبيات، وفضيتان، و3 برونزيات محققة المركز الرابع خلف إيران وقطر والبحرين. الزواوي: موسمنا ناجح وتطلعاتنا بعيدة في دايجو ولندن: وصف الامين العام للاتحاد السعودي لألعاب القوى المهندس سهيل الزواوي حضور الاتحاد خلال الموسم بالناجح، مشدداً على أن طموحات الاتحادات المتطلعة دائماً إلى آفاق بعيدة من النجاحات تجعل مسؤولياته كبيرة. وقال :»عطفاً على مشاركات الاتحاد أستطيع القول بأننا نجحنا، خصوصاً من جهة حضورنا المتميز في «أسياد غوانزو» فلاعبونا حصدوا 8 ميداليات أنقذت الحضور السعودي في الدورة، وأثبتت بأن في الاتحاد السعودي لألعاب القوى عملاً جاداً من أجل النجاح». ورفض الزواوي المقارنة بين حضور اتحاد ألعاب القوى في «أسياد غوانزو 2010» و «أسياد الدوحة 2006» باعتبار أن الحضور في الدوحة كان أفضل على مستوى تحقيق الميداليات الذهبية وقال: «بالنسبة لكم فإن ما حققناه في غوانزو أكثر لاشك، لكن بالنسبة للون فصحيح أن حققنا في الدوحة خمس ميداليات ذهبية لكنني لا اعتبر ذلك تراجعاً بقدر ما أعود به إلى اختلاف البرامج وأوضاع اللاعبين، فضلاً عن ازدياد الصراع على المنافسة، فكما أننا نعمل فالآخرون يعملون كذلك، وعموماً نحن نرى أننا وفقنا في رفع اسم المملكة في هذا المحفل». ودافع الأمين العام للاتحاد السعودي لألعاب القوى عن ضعف حصيلة المنتخب السعودي في بطولة آسيا الأخيرة في كوبي، مرجعاً السبب إلى ارتباطات أفضل اللاعبين بالتحضير لبطولة العالم المقبلة «باعتبارها الأهم ولكون أقوى اللاعبين قد تأهلوا لها مسبقاً، كما أن مشاركة بعض اللاعبين مع المنتخب العسكري حالت دون الحضور المفترض». واعترف الزواوي بأن ضعف موازنة الاتحاد تعرقل العديد من برامجه، مؤملاً على الرغبة الواضحة للرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية الامير نواف بن فيصل في إحداث نقلة نوعية في الرياضة السعودية على غير صعيد ومنها معالجة موازنات الاتحادات لاسيما الاتحادات التي تضطلع على برامج عديدة وتشاركه في بطولات ودورات متعددة كاتحاد ألعاب القوى.