اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية امس ان دبلوماسيا صينيا التقى للمرة الاولى احد قادة المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، الهيئة السياسية التي تمثل الثوار في ليبيا. واعلن المتحدث الصيني هونغ ليي في بيان ان سفير الصين في قطر شانغ شيليانغ التقى مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي خلال الايام الاخيرة. واضاف ان "الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في ليبيا". وتابع ان "موقف الصين من القضية الليبية واضح" معربا عن "الامل في تسوية الازمة بالطرق السياسية وان يقرر الشعب الليبي مستقبل ليبيا". وهذا اول لقاء رسمي بين الصين وحركة التمرد في ليبيا البلد الذي يزخر بالنفط وحيث لدى الصين مصالح اقتصادية كبيرة وحيث يتفاقم النزاع. وقد امتنعت الصين العضو الدائم في مجلس الامن الدولي مثل روسيا، في مارس عن التصويت على قرار فتح المجال امام غارات جوية على ليبيا ومن حينها دعت مرارا الى وقف اطلاق النار. وانتقدت الصين بشدة اجراءات تطبيق الغربيين للقرار. وبدورها دعت روسيا التي بدأت التوسط في هذا النزاع، الى التفاوض لتسوية النزاع معلنة انها سترسل "موفدا خاصا" للقيام بوساطة الى بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا والى طربلس. واعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الخميس ان بلاده تريد "بقدر الامكان تسوية المشكلة عبر التفاوض ليس بالوسائل العسكرية" منضما الى الدعوات الى تنحي العقيد معمر القذافي. من جهة ثانية قال مسؤولو أمن أمريكيون وغربيون ان الزعيم الليبي معمر القذافي ومقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة به يجلبون جنودا مرتزقة لتعزيز صفوف قواتهم. وأضافوا أن أعدادا صغيرة من المتعاقدين مع شركات خاصة يعملون مع المعارضين الذين يقاتلون قوات القذافي في ليبيا. وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم في مناقشة قضايا حساسة إنهم يعلمون انه لا يوجد اي أمريكي بين الأجانب الذين يعملون مع المعارضة ولا يحصل أي منهم على أموال من الحكومة الأمريكية. وعلى الرغم من أن استخدام قوات المعارضة للمرتزقة أمر جديد فإن القذافي يستخدم الجنود المرتزقة منذ وقت طويل ومعظمهم من دول افريقيا جنوب الصحراء. وذكر مسؤولون أن عدد المرتزقة في قوات القذافي أكبر من عددهم في صفوف المعارضة الليبية وأنه يعتمد على المرتزقة لتعزيز ما تبقى من قواته النظامية التي ضعفت إلى حد كبير بسبب الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها حلف شمال الأطلسي. ويرجح أن المتعاقدين الذين يعملون مع المعارضين في معقلهم بمدينة بنغازي جاءوا من دول مثل فرنسا وبريطانيا او من خلال شركات عسكرية خاصة جندتهم. وتلعب الدولتان الدور الأكبر في الحملة العسكرية لحلف شمال الأطلسي. وصرح ممثل لمجموعة هاربور وهي شركة علاقات عامة في واشنطن تمثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض أنه ليس لديه معلومات عن عمل متعاقدين من شركات خاصة مع معارضي القذافي. وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد ذكرت في وقت سابق من الأسبوع الحالي أن جنودا سابقين في وحدة كوماندوس بريطانية خاصة ومتعاقدين غربيين يعملون على الأرض في مدينة مصراتة الليبية.