ممارسة وسائل منع الحمل قديمة قدم وجود البشرية. ومنذ عدة قرون اعتمد البشر على خيالهم لتجنب الحمل. ولاحظت كتابات قديمة على ورق البردي يعود تاريخها إلى عام 1850قبل الميلاد تشير إلى وسائل منع الحمل باستخدام تقنيات وضع تحاميل مهبلية من روث التمساح والعجين المخمر ، والتي على الأرجح كان يعتقد انها تخلق بيئة معادية للحيوانات المنوية. و كذلك تم وضع سدادت مهبلية من الصمغ ، والعسل. خلال اوائل القرن الثاني في روما استخدم سورانوس أفسس طهي الفواكه ذات الحموضة العالية والمكسرات ، والصوف ووضعها على عنق الرحم لخلق حاجز لقتل الحيوانات المنوية. وسوف نتحدث عن جميع وسائل منع الحمل المتوفرة بالتفصيل: قطع الجماع: ويقصد به ايقاف الجماع قبل حدوث القدف داخل المهبل حيث يتعذر وصول النطاف للرحم وهذه الطريقة لمنع الحمل لا تزال وسيلة هامة للتحكم في الخصوبة في العالم النامي. وفعاليته تعتمد إلى حد كبير على قدرة الرجل على الانسحاب قبل القذف. وتقدر نسبة الفشل إلى ما يقرب من 4 ٪. وتشمل المزايا بانها وسيلة طبيعية دون تكلفة مادية ولا تحتوي على مواد كيميائية وربما تقلل من حدوث انتقال الامراض الجنسية. وعيوبه تتمثل في احتمال الحمل عالية مع الاستخدام غير الصحيح أو غير المتناسق. الرضاعة الطبيعية: تعتبر الرضاعة الطبيعية احدى وسائل منع الحمل حيث يحدث انقطاع للطمث وتوقف نشاط المبيض خلال فترة الرضاعة والسبب يعود لارتفاع هرمون الحليب والذي بدوره يحبط تدفق هرمونات الغدة النخامية المحفزة للتبويض. مدة القمع هذه تختلف وتتأثر بمدة الرضاعة و الفترة التي تعقب الولادة. ولكن عند نزول الدورة بعد الولادة واثناء الرضاعة يجب استخدام وسيلة اضافية اخرى لمنع الحمل. والاستخدام المثالي للرضاعة الطبيعية لمنع الحمل خلال الستة اشهر من الرضاعة تؤدي لنتائج ايجابية و تكون نسبة حدوث الحمل تقريباً 0,5%. ومع الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل هناك فوائد عديدة منها عودة الرحم والاجهزة التناسلية لحجمها الطبيعي بوتيرة اسرع وكذلك يساعد المرأة على التخلص وبشكل اسرع من الوزن الزائد المكتسب اثناء الحمل. ولا يمكن استخدام الرضاعة كوسيلة لمنع الحمل اذا كانت المرأة تعاني من وجود التهاب فيروس الكبد الوبائي ج او مرض نقص المناعة المكتسب او في الحالات التي يستوجب منع الحمل بشكل مؤكد بسبب خطورة الحمل المفرطة على الأم مثل تدهور صحة الأم مثل امراض الكبد الحادة وارتفاع الضغط الرئوي وامراض القلب الشديدة. وسائل تنظيم الأسرة الطبيعية: هي واحدة من أكثر الوسائل المستخدمة على نطاق واسع لتنظيم الخصوبة ، لا سيما لأولئك الذين لديهن معتقدات دينية أو ثقافية لا تسمح باستخدام أجهزة أو عقاقير لمنع الحمل. يتضمن هذا الأسلوب الامتناع الدوري للجماع محاولة لتجنب الجماع خلال فترة خصوبة المرأة ، التي هي في وقت قريب من الإباضة. وتقنيات لتحديد فترة الخصوبة وتشمل أسلوب التقويم وطريقة مخاط عنق الرحم ، او قياس حرارة الجسم التي ترتفع مقدار نصف درجة قبل حدوث الاباضة. ويستند أسلوب التقويم الدوري على 3 افتراضات على النحو التالي : (1) البويضة البشرية قادرة على الاخصاب فقط لمدة 24 ساعة تقريبا بعد الإباضة ، (2) الحيوانات المنوية يمكن أن تحتفظ بقدرتها على التخصيب فقط 48 ساعة بعد الجماع .(3) الاباضة عادة تحدث من 12-16 يوما قبل بدء حدوث الحيض التالي. وفي هذه الطريقة يتم تسجيل لحيض لمدة 6 دورات متتالية لمعرفة فترة الاخصاب المتوقعة . مخاط عنق الرحم ، تستطيع المرأة التنبؤ بفترة الاخصاب عن طريق التحديد الكمي لمخاط عنق الرحم والذي يزداد تدريجياً تحت تأثير هرمون الاستروجين وتصبح تدريجيا أكثر مرونة وغزارة الى ان يصل الى دروته و بعد ذلك يتناقص تدريجيا ويصبح جافاً وذلك تحت تأثير هرمون البروجسترون الذي الى موعد الدورة التالية ولمنع الحمل ينصح بالجماع بعد مرور 4 ايام من وصول مخاط عنق الرحم لقمة غزارته حتى الحيض. وجميع هذه الوسائل غير مضمونة لمنع الحمل وذلك لصعوبة التأكد من موعود الاباضة خصوصاً لدى السيدات اللواتي لا يستطعن حساب موعد الدورة بدقة او اللواتي لديهن دورات حيضية غير منتظمة. الحواجز الميكانيكية الواقي الذكري وهو واحد من الحواجز الميكانيكية الأكثر استخداماً ، والواقي الذكري يوفر حماية أكثر فعالية من الأمراض المنقولة جنسيا. وقد زاد استخدام الواقي الذكري من 13,2 الى 18,9% بسبب الخوف من انتقال الامراض الجنسية. ونسبة فشل الواقي الذكري في منع الحمل تقدر بنسبة 3% عند الازواج الذين يستخدمونه بشكل ثابت وصحيح خلال السنة الاولى من الاستخدام وتشير التقديرات الى ان معدل الفشل الحقيقي حوالي 14% خلال السنة الاولى من الاستخدام النمودجي وهذا الاختلاف الملحوظ في معدلات الفشل يعكس أخطاء في الاستخدام وهذه الاخطاء تشمل عدم الالتزام بالاستخدام الصحيح مع كل اتصال وكذلك سوء الاستخدام وانزلاق الواقي او تشققه اثناء الاستعمال كما ان العديد من الازواج لا يشعرون بالارتياح اثناء استخدامة وبعض الحالات قد تسبب مادة اللاتكس المستخدمة في صناعة الواقي بحدوث حساسية. والواقي الذكري متوفر بسهولة وغير مكلف ماديا و يقي في نقل العديد من الامراض التناسلية الجنسية. الواقي الانثوي : يمنع الحمل كحاجز امام مرور السائل المنوي في المهبل ولا يستخدم الواقي الانثوي بشكل شائع. وتقدر نسبة الفشل في منع الحمل بحوالي 15%. الغشاء الحاجز ( Diaphragm) هو عبارة عن غطاء سطحي من اللاتكس بقاعدة مرنة في حافته لتثبيته في المهبل وبمقاسات مختلفة ويحتوي على مادة كيميائية قاتلة للنطاف ويستخدم لمدة 6 ساعات فقط حيث يتم ازالته بعد 6 ساعات من الجماع. ونسبة الفشل عالية في استخدامه قد تصل الى 20% وقد يسبب التهابات متكررة في المسالك البولية . وأهم مميزاته انه لا يحتوي على هرمونات. غطاء عنق الرحم غطاء عنق الرحم على شكل كأس مصنوع من اللاتكس جهاز يوضع على عنق الرحم حيث ملء ثلث الغطاء بمبيد النطاف قبل الدراج وذلك 8 ساعات قبل الجماع ويمكن داخل المهبل لمدة 48 ساعة. ويعمل كحاجز لمنع مررور السائل المنوي للرحم وكذلك تقوم مبيدات النطاف بقتل الحيامن المنوية ونسبة الفشل في منع الحمل تقدر ب 9% في الفتيات اللواتي لم يسبق لهن الحمل اما اللواتي سبق لهن الحمل تبلغ نسبة الفشل 20%. ومن مشاكله قد يسبب تقرحات في عنق الرحم. مبيدات النطاف: تقوم مبيدات النطاف المهبلية بتحطيم غشاء الخلية المنوية و تشمل هذه المبيدات تحاميل ورغاوي مهبلية وكذلك هلام وكريمات قاتلة للنطاف. ويجب وضعها في المهبل قبل كل جماع ومن فوائدها ايضاً تقلل من مخاطر الاصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيريه المسببة للأمراض التناسلية الجنسية وهي سهلة الاستعمال ومنخفضة التكلفة ونسبة فشلها في منع الحمل خلال السنة الاولى تقدر ب6%. وسنتحدث في العدد القادم عن موانع الحمل الهرمونية وموانع الحمل المستعجلة بالاضافة للولب منع الحمل. قد يتم الحمل رغم استخدام الموانع