في حوار متلفز ضمني قبل أيام مع أحد الزملاء الإعلاميين النصراويين -وتوصيفه بالإعلامي النصراوي ليس من عندياتي، وإنما هكذا عرّف نفسه في البرنامج- الذي كشف فيه بأن مجلس إدارة نادي النصر يضم بين أعضائه اثنين من الهلاليين، ففي حين أفصح عن الأول وهو منصور الشلهوب، تحفظ على الثاني رغم محاولاتي الحثيثة لتسميته، إذ تحجج بأنني من الوسط الرياضي ويفترض بي المعرفة، وعبثاً حاولت إقناعه. لم أخفِ حجم دهشتي بمعرفة وجود هلاليين داخل المجلس النصراوي، وهي ما أحسها الزميل ذو الميول الصفراء خصوصاً بعدما قلت بأنني أعرف بأن النصر يضم كوادر إدارية مميزة، وهو ما دفعه لتبرير وجود العضوين الهلاليين بأنها خطوة احترافية من رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي الذي سعى من خلال إشراك الشلهوب وزميله الآخر في التركيبة النصراوية إلى البحث عن المهنية والإنتاجية بعيداً عن الانتماءات والميول، هكذا قال بالضبط، وبدوري حييت النصراويين على هذا الفكر الاحترافي، وأضفت أيضاً: بأن من الجميل أن يطلب النصراويون ود الهلاليين إذا كان ذلك في سبيل تطوير ناديهم. أعلم الآن بأن ثمة نصراويين سيدهشون لهذا الخبر كما دهشت؛ وسيعتبرون وجود الشلهوب والعضو الآخر اختراقاً هلالياً لناديهم؛ وقد يطالب البعض منهم بإبعادهما، وقد أجد العذر لهم في ظل بلوغ التعصب في الانتماء ليس في النصر بل في غالبية الأندية إلى حد الاحتقان؛ لكنني أطالب النصراويين بالتعقل والتروي في إصدار الأحكام، والنظر للأمر بذات النظرة التي نظرها رئيس ناديهم، وهي النظرة الاحترافية التي تحسب له ولا تحسب عليه، فكما تبحث الإدارة عن المدرب الأفضل، واللاعب الأحسن في أقاصي الدنيا لتقوية صفوف الفريق، ما بالها لا تبحث عن الإداريين الكفوئين وهم على بعد أمتار. إن وجود عضوين في مجلس إدارة النصر ذوي ميول زرقاء له أبعاد كثيرة، فهو من جانب قد يحسب –فعلاً- بأنه خطوة احترافية من رئيس النصر، لكنه من جانب آخر يكشف حجم الفائض في الكوادر الهلالية ما جعل الهلاليين يصدرون كفاءاتهم للأندية الأخرى بما فيها المنافس اللدود، فالشلهوب والعضو الآخر ليس أول كادرين هلاليين يتواجدان في الأندية المنافسة إن على صعيد العمل الرسمي أو الشرفي، ومن جانب ثالث فإن وجود العضوين الهلاليين في النصر تحديداً يلغي دعوة بعض النصراويين بضرورة تطبيق خيار المحاصصة في لجان اتحاد الكرة السعودي ويكشف تهافتها. المنطق يقول بأن نادي النصر إذا لم يكن قادراً على تحقيق النصاب القانوني لأعضاء مجلس الإدارة من الكوادر المؤهلة من ذوي الميول النصراوية ما يضطره للاستعانة بكوادر هلالية، فإنه حتماً لن يكون قادراً على توسيع رقعة تواجده في لجان الاتحاد السعودي، إلا إذا كان النصراويون يريدون تحويل اتحاد الكرة إلى كعكة يتقاسمونها كما نادى أمينهم العام أول مرة، ومتحدثهم الرسمي مؤخراً. إنني إذ أحيي رئيس النصر على خطوته الاحترافية، فإنني في الوقت نفسه أشد على يد العضوين الهلاليين - النصراويين منصور الشلهوب وزميله الآخر الذي أتمنى أن يميط اللثام عن وجهه حتى يعرف فيشكر، كما أحيي الزميل الإعلامي النصراوي الذي كشف عن هذه الحقيقة وإن كانت مرّة على البعض، إذ بدا متصالحاً مع الواقع، وليت كل زملائه يحذون حذوه.