دفعت الأمطار والأجواء الربيعية التي تشهدها محافظة الطائف هذه الأيام بالأهالي والزوار إلى الخروج للمتنزهات البرية، بعد أن انخفضت درجات الحرارة إلى معدلات متدنية وتشكلت البحيرات المائية التي تحفها الخضرة في منظر أخاذ، للاستمتاع بهذه الطبيعة الخلابة والأجواء الربيعية التي خيمت على أرجاء مدينة الطائف ومركزي الهدا والشفا ومتنزهات سيسد والردف وسمنان وسمينين وغيرها من المراكز التابعة للمحافظة خاصة الجنوبية منها. هذا وتتزامن هذه الأجواء الجميلة والطبيعة الخلابة مع عطلة المدارس، ومرور الزوار على منطقة الهدا وهم في طريقهم إلى مكةالمكرمة ما أسهم في تدفق الكثير منهم عبر طريق الهدا، والذي أسهم بانسيابيته وازدواجيته في تسهيل الحركة المرورية وسهولة الوصول إلى الطائف والعودة منه، خاصة وأنه يخترق جبال الهدا الشاهقة، حيث يتوقف الزوار لمشاهدة تلك التضاريس، ومشاهدة طريق الهدا الحجري الذي كان يعبر منه المارة سيراً على أقدامهم أو بدوابهم في أزمان قديمة، ولا يزال شاهداً على ذلك الزمان، بعد أن حظي باهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار بإعادة ترميمه والمحافظة عليه. كما وصل زوار من الرياض والمنطقة الشرقية ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها، حيث تكتظ مرافق الخدمات المختلفة بأعداد كبيرة من هؤلاء الزوار ما أدى إلى ارتفاع نسبة التشغيل في هذه المرافق المختلفة، ومن أكثر المواقع التي استقطبت الزوار (تلفريك الهدا) الذي ينقل الزوار من أعلى قمة جبال الهدا بالطائف إلى قرية الكر السياحة، حيث تشهد برامج مسرحية وألعاب المائية، وتزلج (التوباجان) مقابل أسعار زهيدة، فيما أشارت إحصاءات شركة الطائف للاستثمار والسياحة إلى أنّ قرابة مليون سائح استخدموا عربات تلفريك الهدا منذ بداية هذا عطلة المدارس هذه. هيئة السياحة رممت طريق الهدا الحجري وتعمل علىالمحافظة عليه وتلفريك الهدا يربط منطقة الهدا (أعلى قمة جبل كرا) بمنطقة الكر (أسفل الجبل) بارتفاع يبلغ أكثر من 2 كيلو متر عن سطح البحر، وتصل سرعته إلى 6 أمتار في الثانية، وقد نفذ على أحدث الوسائل العلمية، ويمتد خط التلفريك بمحاذاة طريق المشاة القديم، كما يشاهد مستخدموه ليلاً شريان حركة السير في طريق الهدا بعد اكتمال ازدواجيته وإنارته، في منظر جميل عبر عرباته المعلقة المغطاة بالزجاج من جميع الاتجاهات، ويتكون التلفريك من 52 عربة يتم تشغيلها بالكامل خلال فصل الصيف والعطل الرسمية، وتبلغ سعة العربة الواحدة ل 8 أشخاص. ويتخلل مسار التلفريك نزولاً إلى المحطة السفلية شلال ضخمُ يبلغ ارتفاعه سبعين متراً، ما أعطى المنظر العام للمحطة بهجة ورونقاً ملائماً لأجواء منطقة الهدا، كما يربط نظام العربات المعلقة (التلفريك) بين منتجع الهدا ومنتجع الكر بمسافة تمتد إلى 4200 م، حيث يعد ذلك الأكبر من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والخامس على مستوى العالم حيث تبلغ طاقته الاستيعابية ألف شخص في الساعة للمسار الواحد.