بدأ مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا غير عادي امس على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة العراق وبحضور الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ، وذلك لبحث عدد من المواضيع في مقدمتها تطورات الأوضاع في السودان من كافة جوانبها خاصة مع قرب استحقاقي تقرير المصير للجنوب ومنطقة آبيي . ويبحث المجلس في متابعة ملف دارفور والمساعي القطرية لدفع جهود السلام في الإقليم إلى جانب متابعة التحضيرات الخاصة بعقد المؤتمر الدولي لدعم وتنمية إقليم شرق السودان الذي تستضيفه دولة الكويت الأسبوع المقبل. ويطلع رئيس وفد السودان ومندوبها لدى الجامعة العربية السفير عبدالرحمن سر الختم ، المندوبين الدائمين على مجمل تطورات الأوضاع في السودان سواء ما يتعلق بالجنوب أو دارفور ، كما سيقدم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تقريرا يتضمن مرئياته ومقترحاته حول الشأن السوداني في هذه المرحلة. وأكد نائب الأمين للجامعة العربية السفير احمد بن حلي أن الأوضاع الحالية في السودان تشكل الملفات الأساسية والعاجلة على أجندة الجامعة العربية خاصة ونحن أمام استحقاق كبير وهو الاستفتاء على تقرير المصير لأبناء جنوب السودان في التاسع من يناير القادم. وقال ان السودان يمر الان بمنعطف في غاية الحساسية في تاريخه الحديث ومقبل على مرحلة في غاية الدقة، خاصة ما يتعلق في الاستفتاء والتحضير له وتوفير الأمن والاستقرار للسودان ومعالجة قضية آبيي ومعالجة قضية دارفور من كافة النواحي. من جهة أخرى، توقع زعيم الحزب الاتحادي المعارض في السودان محمد عثمان الميرغني اندلاع فوضى عقب اعلان نتيجة انفصال جنوب السودان عبر الاستفتاء المقرر في يناير المقبل، في وقت مددت المفوضية المعنية بالعملية فترة تسجيل الناخبين لمدة أسبوع آخر تنتهي في السابع من ديسمبر المقبل لتمكين الناخبين من تسجيل أسمائهم. وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية جورج ماكير إن قرار التمديد مسؤولية المفوضية ولا يحتاج الرجوع فيه لشريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية باعتباره لن يؤثر على الجدول الزمني للعملية. وأضاف أن المفوضية لم تخالف القانون واستخدمت المدة الممنوحة لها، وزاد: إن القرار لا يمس جوهر العملية، وانّ المفوضية رأت أن فترة التسجيل صادفت عطلة عيد الأضحى مما أثّر في إقبال الناخبين على التسجيل. الى ذلك قال نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس عمر البشير ان الانفصال الذي عزمت عليه الحركة الشعبية الجنوبية لن يضر الشمال كثيراً. وأضاف: سنظل نمد حبال الوصل للجنوب في المجالات كَافّة في حَال الانفصال، وقال «نأمل في سودان مُوحّد». ومن جهته توقّع زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض محمد عثمان الميرغني أن يكون هناك رد فعل داخلي عقب الانفصال نتيجة الإحباط بالشارع السوداني حسب قوله، مما قد يؤدي إلى فوضى عارمة في البلاد وقد تخرج الأمور عن السيطرة. واستبعد الميرغني قيام حرب حقيقية، وقال إن هناك مجرد تهديد وتلويح بقيام الحرب، وأضاف: ليس من مصلحة أي من الطرفين الانزلاق إلى مرحلة الحرب لتأثيرها على بقاء سلطة شريكي الحكم على رأس السلطة.