سعت مجموعة العشرين لرأب انقسامات مريرة بشأن السياسات الاقتصادية العالمية بعد يوم من الجدل المحتدم في حين يتوافد زعماء دول المجموعة لحضور قمة في سول اليوم الأربعاء. وقال كيم يون كيونج المتحدث باسم القمة إن المندوبين الذين يصيغون مسودة بيان ختامي سيصدر بعد انتهاء القمة يوم الجمعة المقبل مازالوا مختلفين بدرجة كبيرة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية ومنها أسعار صرف العملات. وأضاف "اضطررنا لفتح الباب لأن النقاش احتدم فسخنت القاعة." وقال مسؤول هندي مقرب من المفاوضات إن المناقشات بشأن خفض اختلالات موازين المعاملات الجارية "تتقدم" بعد بداية عاصفة. وكان زعماء مجموعة العشرين يأملون أن يشهد اجتماع هذا الأسبوع وهو الخامس منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008 بداية عهد جديد للتعاون الدولي. وطبعت كوريا الجنوبية التي تستضيف القمة لافتات تحمل شعار "نمو مشترك لتجاوز الأزمة". لكن الوحدة التي تحققت وقت الأزمة أفسحت المجال أمام تباعد السياسات الوطنية الذي يعكس سرعات متفاوتة للانتعاش من الركود ما دفع المنتقدين للتشكيك في فاعلية مجموعة العشرين ذاتها. فأغلب الاقتصادات الكبرى تعاني نموا أقل من المطلوب ما يتركها معتمدة على الصادرات في حين انطلقت الاقتصادات الناشئة الكبيرة مثل الصين والبرازيل إلى مستويات النمو السابقة على الأزمة. وأثار النمو البطيء في الدول المتقدمة مخاوف من أن الحكومات على مستوى العالم ستتنافس على سوق الصادرات الراكدة عن طريق خفض قيم عملاتها. وأثار قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي بانفاق 600 مليار دولار أخرى على شراء سندات حكومية انتقادات من مختلف أطراف العالم وكثف مناقشات مجموعة العشرين بشأن أفضل السبل لتعزيز الانتعاش وتجنب أزمة مالية جديدة. ويقول المنتقدون إن مجلس الاحتياطي تجاهل التداعيات العالمية خاصة إضعاف قيمة الدولار وتدفقات السيولة الرخيصة التي قد تجد طريقها إلى الأسواق الناشئة وتنتهك روح التعاون التي أرستها مجموعة العشرين بشق الأنفس. وصعبت الانتقادات على واشنطن الضغط على الصين للسماح لعملتها اليوان بالارتفاع بمعدل أسرع وهي مسألة رئيسية في جهود تصحيح الاختلالات الاقتصادية العالمية. ومما يؤكد ذلك قول مسؤول صيني يشارك في صياغة البيان الختامي للقمة إن الزعماء يجب ألا يبحثوا اليوان أو أي عملة أخرى على وجه الخصوص. وقال المسؤول الهندي كذلك أن البيان الختامي لن يخص بالذكر عملة بعينها. ومع ذلك ارتفع اليوان إلى 6.6353 يوان للدولار في السوق الفورية اليوم الأربعاء وهو أعلى مستوياته منذ رفع قيمة العملة في يوليو تموز 2005 بعد أن حدد بنك الشعب الصيني نقطة وسط قياسية لنطاق تذبذب العملة. وخففت بكين قبضتها على اليوان في بادرة على حسن النوايا قبيل مناسبات سياسية تعرضت فيها الصين لضغوط لرفع قيمة عملتها بدرجة أكبر. وتلقت الولاياتالمتحدة بعض الدعم من بريطانيا. فقال وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن إن اقتصادا أمريكيا قويا سيخدم مصالح اسيا والعالم مؤكدا مجددا تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقرر أن يصل إلى سول في وقت لاحق اليوم. وقال كيم المتحدث باسم القمة إن ما بين 40 و50 مندوبا تكدسوا في قاعة ضيقة خلال جلسة استمرت 14 ساعة أمس الثلاثاء وارتفعت أصواتهم لدى مناقشه إطار عمل من أجل نمو متوازن يأمل زعماء المجموعة أن يكون هو حجر الزاوية لهذه القمة. وحث بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة على تعاون أكبر بين دول مجموعة العشرين في "لحظة حاسمة" بالنسبة للاقتصاد العالمي. وقال في مؤتمر صحفي في سول "هذا هو وقت توحيد الصفوف".