مشاعر لا توصف وإحساس غامر بالسعادة تُعبر عنه كلماتهن التي سبقتها عبراتهن، تتحدث عن شوقهن ولهفتهن بتحقيق أعظم أمانيهن وهي أداء فريضة الحج وزيارة المدينةالمنورة والسلام على خير البرية. أمام الساحة الشمالية للمسجد النبوي الشريف في القسم المخصص للنساء التقينا بالحاجة "خلود علي" من نيوزيلندا سألناها عن شعورها؟، فتحدثت بكل شفافية وقالت: وصلنا إلى المدينةالمنورة مساء أمس، لم نكن مصدقين أننا في المدينةالمنورة فنحن نتمنى زيارتها منذ ولدنا، لا أستطيع أن أصف شعوري وإحساسي، فأنا لم أكن مصدقة أنني أقف على أطهر البقاع وأمام المسجد النبوي الشريف. وأضافت منذ اللحظات الأولى لوصولنا حرصنا على الصلاة في المسجد النبوي والسلام على النبي محمد، والحمد لله شربنا من ماء زمزم، مبينةً أن مشاعر الفرح والسرور بدأت من نيوزيلندا، عندما تأكدت من أننا سوف نزور المملكة لأداء فريضة الحج، وفرحتي تعجب منها أصدقاؤنا هناك، والذين سألونا ما هو الحج؟، ولماذا أنتِ سعيدة لدرجة البكاء؟، فأخبرتهم بأنه أمنية كل مسلم أن يؤدي الحج ويسلم على النبي عليه الصلاة والسلام. وقالت "نبيلة إسماعيل" من "كيب تاون" بجنوب أفريقيا -تتحدث بعربية ركيكة-: وصلنا قبل عدة أيام، وسعادتي لا توصف عندما رأيت المدينةالمنورة لأول مرة في حياتي، وقد غمرتني الدموع وأنا أصلي في الحرم. بعد ذلك توجهنا إلى إحدى الحاجات وتحدثت معنا بكل عفوية: أنا الحاجة "فُضة فتافته" من فلسطين، لقد كنت مريضة عندما كنا قادمين إلى هنا، ولكن منذ وصلنا إلى المدينةالمنورة ورأيتها وصليت في الحرم، ذهب ما كنت أعانيه من مرض. أما الحاجة "حزيم حورية" من المغرب فقالت: أولاً أحب أن أشكر المملكة على ما تقدمه لأشقائها الحجاج من خدمات، لتوفر لهم الراحة والطمأنينة في سبيل أدائهم الفريضة بكل يسر وسهولة، مضيفةً أنه حتى مع هذه الأعداد الكبيرة والمتواجدة في وقت واحد إلا أنها لاحظت الترتيب والتنظيم والنظافة الشديدة في المسجد النبوي الشريف وفي ساحاته. من جهته أكدت "فردوس عبد المجيد" من مصر أنها المرة الأولى التي تؤدي فيها فريضة الحج، ولكنها المرة الثالثة التي تزور فيها المملكة، فسبق وأديت العمرة مرتين، آخرها كانت قبل ست سنوات، ذاكرةً أن شعورها لا يوصف فهو أجمل وأحلى وأحسن شعور في الدنيا. ومن اليمن التقينا بالحاجة "زعفرانة محمد أحمد" من اليمن وقالت لنا بلغة بسيطة بعيدة عن التكلف: أنا مشتاقة من زمان لزيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حامدةً الخالق أن تمكنت من الحضور إلى هنا والوقوف على هذه الأرض الحبيبة الطاهرة، شاكرةً المملكة على توفيرها الراحة والطمأنينة والأمن والسلامة لضيوف الرحمن. في السياق ذاته وصفت الحاجة "زينب نور" من ليبيا مشاعرها وقالت: أول مرة أزور المدينةالمنورة، عندما غادرت ليبيا متجهة إلى هنا كنت أفكر في أبنائي، ولكن ما أن وصلنا المدينة نسيت كل شئ، مضيفةً أنها غير مصدقة أنها في المدينةالمنورة، فالحمد لله أن مكنني من القدوم إلى هنا وأداء الفريضة، وأدعو الله أن يزيد المدينةالمنورة نوراً على نور. ومن ليبيا أيضاً التقينا بالحاجتين "حدة عيسى" و"عائشة عمر" اللتين عبرتا عن سعادتهما لتمكنهما من القدوم إلى أرض المدينة، واصفين شعورهما بالغريب الذي لم يشعرا به من قبل، مؤكدين أن كل شيء هنا جميل ورائع، وشكرا المملكة على ما تقدمه خصوصاً على توفير ماء زمزم المبارك. والتقينا الحاجة "مينة كوراني" من المغرب وقالت: أنا من مدينة "القنيطرة" في المغرب، وأعمل معلمة لغة عربية، وهذه هي الزيارة الأولى لي للمملكة، مضيفةً: "لا أستطيع أن صف لكم شعوري، إلا أن أقول أني أخيراً وصلت وحققت الشيء الذي كنت أتمناه، عندما دخلت المسجد النبوي الشريف لم أتمالك نفسي وبكيت بشدة، فأنا كنت أحلم بزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم"، لافتةً إلى أنها زارت "جبل أحد" و"جبل الرماة" و"مسجد قباء" و"مسجد القبلتين".