اليوم الوطني وقفة تأمل، التفاتة للماضي، تصحبها اطلالة على المستقبل، وتمعن في قضايا راهنة، فهو اشبه بشرفات التاريخ، المفتوحة على الافق. الا ان وقفة واحدة لا تكفي لليوم الوطني السعودي، حيث تلتقي الابعاد الروحية والمادية، التاريخ والجغرافية، الماضي والحاضر، الاصالة والعصرنة، ليتشكل مشهد الانجاز والعطاء، المتراكم على مدى عقود من الزمن، والمتسع على الدوام. أول ما يستدعي التأمل، في الأيام الوطنية التي تشهدها المملكة، ويحتفي بها محبون كثر على وجه البسيطة، ثبات خطوات العصرنة، التي يحرص عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، فهي مدروسة، بعناية القادة، الذين يدركون جيداً تفاصيل حياة شعوبهم، وحاجتها للبقاء، على تماس مع روح العصر. وفي التجربة السعودية تأتي خطوات العصرنة امتدادا طبيعيا للجوانب المشرقة من التراث العربي والاسلامي، فالعالم في ذهن خادم الحرمين الشريفين كالحياة دائم التحول والحركة ولا يعرف الجمود. ووضع، حفظه الله، في عين الاعتبار أن مراعاة قوانين التحول لا تأتي في أي حال الاحوال على حساب الاحتفاظ بجوهر الهوية، فالهوية العربية الاسلامية في التفكير السياسي السعودي، طوق النجاة، والحصن المنيع، الذي يحفظ الدول والشعوب، من التيه، وسط الانواء والامواج المتلاطمة. وخطوات العصرنة الثابتة تترافق مع خطوات أكثر ثباتاً واتساعاً لخدمة العقيدة والمقدسات، فلم يتوقف لحظة واحدة، السعي الى توفير افضل الظروف، لحجاج بيت الله الحرام، ومد يد العون، للاشقاء العرب والمسلمين. واحتفظت المملكة بسياسة معتدلة، في عالم عاصف، لتبقى عامل استقرار وأمن وأمان، لدول المنطقة وشعوبها. على ضوء هذه المعادلة الدقيقة، وبفعل وعي عميق، لحركة الزمن، شيد صانع السياسة السعودي معماره السياسي الدقيق، ليكون أكثر صلابة ومتانة، وتعبيراً عن قدرة الاصغاء لمتطلبات البقاء والتطور. وفي ظل هذه الانجازات، التي تترك الغبطة في القلوب، لا يسعنا إلاّ أن نتقدم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وإلى الشعب السعودي الابي الكريم، بالتهنئة، متمنين من الله العلي القدير أن يديم الاعياد على مملكة الخير. * سفير دولة الكويت لدى الأردن