كشفت نتائج مشروع بحثي لحصر الغابات في المنطقة الجنوبيةالغربية من محافظة الطائف شمالاً حتى جبال بني مالك بمنطقة جازان جنوباً, عن أن مساحة أراضي الغابات في هذه المنطقة تصل إلى قرابة 11 ألف كيلومتر مربع, تشمل الغابات الجبلية وغابات الوديان. وأظهرت نتائج التحليل الرقمي للصور الذي اعتمد على أسلوب مؤشر كثافة النبات أن مساحة الغطاء النباتي الطبيعي والزراعي الفعلي بشكل عام بلغ 3.207 كيلومترات مربع, وذلك للمناطق الثلاث الأولى المدروسة, مبيناً انحصار الغابات الطبيعية على الحافة الصخرية لمرتفعات السروات, كما تراوح الغطاء النباتي بين المتناثر والمتوسط والكثيف على الحافة الصخرية والأودية والمنحدرات من الحافة الغربية لسلسلة الجبال, وبين المتوسط والضعيف في الأودية المتجهة شرقاً. الغابات تتعرض إلى ضغوط بيئية خطيرة.. والاستغلال الجائر من قبل السكان الأكثر تأثيراً وأوضحت الدراسة أن غابات المانجروف في الساحل الجنوبي للبحر الأحمر بالمملكة هي عبارة عن تجمعات متفرقة معظها متدهورة, ذات كثافة شجرية منخفضة, وسيئة من ناحية النمو, نتيجة التعرض لضغوط بيئية مختلفة يعود بعضها لعوامل طبيعية مثل زحف الرمال, وعوامل غير طبيعية مثل الاستغلال الجائر من قبل السكان المحليين كالقطع ورعي الابل وغيره وهي الأكثر تأثيراً, مشيرة إلى خطورة ما يتم في بعض المناطق من تصريف لمياه الصرف الصحي حول أشجار المانجروف مثل كورنيش جدةالجنوبي. وبينت الدراسة الخاصة بالأمراض الفطرية لأشجار الغابات, بأن أهم الفطريات وأكثرها شيوعاً في جميع مناطق الحصر هو فطر fusarium الذي يمثل 65.4% من عزلات المنطقة الأولى, و59.8% من عزلات المنطقة الثانية, و53.5% من عزلات المنطقة الثالثة, ويعد الفطر fusarium من مسببات مرض الذبول الوعائي وبالتالي ظهور الموت الرجعي. كما كشفت دراسة الحالة الاقتصادية والاجتماعية والوعي البيئي للسكان القريبين من غابات جنوب المملكة, أن هناك تزايدا بالاهتمام بالغابات من قبل السكان المحليين نابع من تزايد الوعي البيئي, حيث يرى أكثر من 91% من العينة أن قطع الأشجار يسبب تدهور الغابات, كما اتضح أن 16% منهم يستخدمون الغابات للاحتطاب, و32% يستخدمون الغابات في الرعي. وكان المشروع الذي نفذته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمشاركة عدد من الباحثين من مختلف الجهات, قد قسم منطقة الدارسة البالغة نحو 95 ألف كيلومتر مربع, إلى أربعة أقسام, القسم الأول تابع لمنطقة مكة وتقدر مساحته بحوالي 25 ألف كيلومتر مربع بما يعادل 25.75% من المنطقة المدروسة, والقسم الثاني ضم كلا من الباحة وجزءا من مكةالمكرمة وقدرت مساحته بنحو 12750 كيلومترا مربعا بما يعادل 13.5% من المنطقة المدروسة, فيما كان القسم الثالث الجزء الأكبر حيث قدر بحوالي 53 ألف كيلومتر مربع أي ما نسبته 55.70% وشمل جزءا كبيرا من منطقة عسير والجزء الشرقي والغربي من جازان, اما القسم الرابع فقد مثل غابات المانجروف على ساحل البحر الأحمر وقدرت مساحته بحوالي 5 آلاف كيلومتر مربع ما يعادل 5.10% من مساحة الدراسة الإجمالية. يذكر أن هذا المشروع شاركت فيه عدد من الجهات بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية, مثل وزارة الزراعة, الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة, الإدارة العامة للمساحة العسكرية, الهيئة الوطنية للحياة الفطرية, المديرية العامة للدفاع المدني, جامعة الملك سعود, جامعة الملك عبدالعزيز.