كشفت نتائج مشروع بحثي لحصر الغابات في المنطقة الجنوبيةالغربية من محافظة الطائف شمالاً حتى جبال بني مالك بمنطقة جازان جنوباً أن مساحة أراضي الغابات في هذه المنطقة تصل إلى قرابة 11 ألف كيلو متر مربع تشمل الغابات الجبلية وغابات الوديان ، واعتمد المشروع على التحليل الرقمي للصور الفضائية والتحقق الأرضي لمناطق الغابات على الطبيعة. وقسم المشروع الذي نفذته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمشاركة عدد من الباحثين من مختلف الجهات منطقة الدراسة البالغة نحو 95 ألف كيلو متر مربع إلى أربعة أقسام القسم الأول تابع لمنطقة مكةالمكرمة وتقدر مساحته بحوالي 25 ألف كيلو متر مربع بما يعادل 25.75% من المنطقة المدروسة والقسم الثاني ضم كلاً من الباحة وجزء من مكةالمكرمة وقدرت مساحته بنحو 12750 كيلواً متراً مربعاً بما يعادل 13.5% من المنطقة المدروسة فيما كان القسم الثالث الجزء الأكبر حيث قدر بحوالي 53 ألف كيلو متر مربع أي ما نسبته 55.70% وشمل جزء كبيراً من منطقة عسير والجزء الشرقي والغربي من منطقة جازان أما القسم الرابع فقد مثل غابات المانجروف على ساحل البحر الأحمر وقدرت مساحته بحوالي 5 آلاف كيلو متر مربع ما يعادل 5.10% من مساحة الدراسة الإجمالية. وأظهرت نتائج التحليل الرقمي للصور الذي اعتمد على أسلوب مؤشر كثافة النبات أن مساحة الغطاء النباتي الطبيعي والزراعي الفعلي بشكل عام بلغ 3.207 كيلو مترات مربعة وذلك للمناطق الثلاث الأول المدروسة مبيناً انحصار الغابات الطبيعية على الحافة الصخرية لمرتفعات السروات. وتراوح الغطاء النباتي بين المتناثر والمتوسط والكثيف على الحافة الصخرية والأودية والمنحدرات من الحافة الغربية لسلسلة الجبال وبين المتوسط والضعيف في الأودية المتجهة شرقاً. وأوضحت الدراسة أن غابات المانجروف في الساحل الجنوبي للبحر الأحمر بالمملكة هي عبارة عن تجمعات متفرقة معظمها متدهورة ذات كثافة شجرية منخفضة وسيئة من ناحية النمو نتيجة التعرض لضغوط بيئية مختلفة يعود بعضها لعوامل طبيعية مثل : زحف الرمال وعوامل غير طبيعية مثل : الاستغلال الجائر من قبل السكان المحليين كالقطع ورعي الإبل وغيره وهي الأكثر تأثيراً مشيرة إلى خطورة ما يتم في بعض المناطق من تصريف لمياه الصرف الصحي حول أشجار المانجروف. وبينت الدراسة الخاصة بالأمراض الفطرية لأشجار الغابات أن أهم الفطريات وأكثرها شيوعاً في جميع مناطق الحصر هو فطر fusarium الذي يمثل 65.4% من عزلات المنطقة الأولى و 59.8% من عزلات المنطقة الثانية و 53.5% من عزلات المنطقة الثالثة ويعد الفطر fusarium من مسببات مرض الذبول الوعائي وبالتالي ظهور الموت الرجعي. وكشفت دراسة الحالة الاقتصادية والاجتماعية والوعي البيئي للسكان القريبين من غابات جنوب المملكة أن هناك تزايداً بالاهتمام بالغابات من قبل السكان المحليين نابع من تزايد الوعي البيئي حيث يرى أكثر من 91% من العينة أن قطع الأشجار يسبب تدهور الغابات واتضح أن 16% منهم يستخدمون الغابات للاحتطاب و 32% يستخدمون الغابات في الرعي. ويأتي هذا المشروع انطلاقاً من مهام مدينة "العلوم والتقنية" في دعم وإجراء البحوث العلمية ونقل التقنية وتوطينها وتوظيفها لخدمة مشروع التنمية الوطنية بما ينعكس على قطاع مهم وهو المحافظة على الموارد الطبيعية. وشارك في المشروع وفق ما أوردته نشرة أخبار المدينة الصادرة عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عدد من الجهات بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مثل : وزارة الزراعة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والإدارة العامة للمساحة العسكرية والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها والمديرية العامة للدفاع المدني وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز