** سوف لن يمر وقت طويل.. قبل أن يدرك المجتمع السعودي وكافة المجتمعات العربية والإسلامية والعالمية الأخرى أن جذور الإرهاب الفكرية قبل ممارساته العدوانية هي التي يجب أن تحظى بالاهتمام والتركيز والمعالجة.. كما أكد على ذلك باستمرار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية. وكما ركز عليه سموه مساء يوم الأحد الماضي بالجامعة الإسلامية.. ** ذلك أن الفكرة الخاطئة لدى الكثيرين عن مفاهيم الجهاد.. والولاء والبراء.. والتكفير .. هي التي أسست لفكر (الغلو) في الدين ومجاوزة الوسطية والجهل بأصول العقيدة.. واتباع المتشابه منها والتأثر بفكر الخوارج.. والتعدي على حقوق ولي الأمر المشروعة في الإسلام.. والمبالغة في سد الذرائع. ** والأكثر خطراً من كل هذا هو الجهل بنصوص الشريعة وثوابت العقيدة وخصائص الاجتهاد في الدين من غير أهله والتشكيك في العلماء الثقاة واستباحة الخروج على الأئمة وولاة الأمر. ** وما نبه إليه سمو الأمير نايف كثيراً.. وما حذر منه هو ما تعاني منه الأمة الآن.. وتتعرض بسببه للكثير من الأخطار سواء تلك التي تستهدف قناعاتها الإيمانية.. أو أنماط التفكير السائد في المجتمعات.. أو الحياة العامة للإنسان ، بحيث أصبح المحرَّم هو السائد.. وبدت الشريعة الإسلامية وكأنها نظام بوليسي يُطبق على مشاعر الناس وعقولها ويمنعها من التنفس.. أو التدبر.. و التفكير .. ويسلمها لحالة من الغرق في الظلام والتشدد ويقطع صلتها بالعالم تماماً.. ** فقد أحسنت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة صنعاً عندما تبنت المؤتمر الدولي عن ( الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف) وهيأت الفرصة لعشرات العلماء والباحثين والمتخصصين للالتقاء بسمو الأمير نايف.. والاستماع إلى رؤية المملكة وتجربتها في التعامل مع الإرهاب بمختلف صوره وألوانه وتجنيدها كافة القدرات والطاقات والإمكانات وفي مقدمتها (الفكر) للتصدي لهذا الوباء ومواجهته بنفس السلاح.. واستخدام كافة أدواته العلمية والبحثية للحفاظ على مكونات الأمة وثوابتها بعيداً عن التشويه.. والخلط.. وسوء الفهم.. ومعالجة الانحرافات ومواجهة الضلالات وتصحيح الأخطاء والمفاهيم المتجنية على الإسلام.. وقيادتها إلى الخير والمحبة والصلاح بعيداً عن لغة التكفير .. والتحريم .. والتجريم لعباد الله.. وتوجيه الشباب المسلم إلى جادة الصواب ومنع حالة التشوش.. والتشكك.. والارتباك التي أوقعها الضالون فيها.. ** وبالتأكيد .. فإن تجمع هذه النخبة من العلماء والمفكرين في مدينة الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام وتحت مظلة الجامعة الإسلامية .. كفيل بأن يضيء المزيد من شموع الهداية والنور في طريق الأمة حتى تنتصر على دعاوى الظلام وتأخذ بيد شباب الأمة إلى طريق الحق والهداية والتسامح الذي أبانه الله لنا.. ** فبالبحث والدراسة العلميين نستطيع الوصول إلى جذور هذه المشكلة العالمية واستئصالها.. ** وبالعقول النابهة والإرادة القوية نتمكن من تطهير مجتمعاتنا منها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عنها، وقيادة العالم إلى النور. ضمير مستتر: ** [ يستطيع الفكر مقاومة الضلال وقطع الصلة بينه وبين المخدوعين به لأنه سلاح يقاوم الحجة بالحجة ]