يعتقد بعض الناس أنهم غير محظوظين إذا مروا ببركان أثناء انفجاره، ولكن الانفجارات البركانية تعتبر أمرا طيبا بالنسبة للمصور مارتن رايتز، وهو واحد من مجموعة مختارة من المصورين الذين يتابعون هذه الظاهرة الطبيعية ويتحدون العواصف الكهربية والحمم لالتقاط أفضل وأجمل وأندر الصور. ويجوب رايتز (45 عاما) أنحاء العالم متفقدا المناطق البركانية الساخنة من كوستاريكا إلى ايطاليا ليلتقط صورا لأكثر المشاهد النارية إثارة في العالم. ويستمد رايتز شجاعته من تحديات جمة يواجهها في مهنته التي يشبهها بالرياضة البالغة الخطورة. والواقع أن الحوادث التي تعرض لها أثناء تعقبه للبراكين أكثر بكثير من التي وقعت له أثناء ممارسته لرياضة تسلق الجبال، غير انه يستمتع بمهنته رغم ما تحفها من أخطار. ويقول رايتز: "لن انسى قط تلك اللحظات التي أجد فيها نفسي محاطا بالغازات السامة وحرارة الحمم التي تطلق الفقاقيع وهي تلتهم كل ما يصادفها في طريقه، والهدير العالي الذي يفوق هدير الطائرات أثناء إقلاعها. وفي بعض الأحيان يشعر بدنك بالموجات الصادمة وان الأرض تهتز تحت قدميك". غير انه يقول: "هناك فارق هائل بين السائح والمراقب الذي تمرس على مشاهدة هذه الظواهر الكونية طويلا. وينبغي على المرء أن يعرف متى ينبغي عليه أن يقترب من البركان ومتى يبتعد وربما إلى مسافة العديد من الأميال طلبا للنجاة". ووظف رايتز خبرته الطويلة في التقاط صور غاية في الإثارة للبرق البركاني لبركان ساكوراجيما في اليابان في الشهر الماضي. ومازال العلماء غير متأكدين من سبب حدوث البرق خلال بعض الإنفجارات البركانية. وتقول إحدى النظريات أن البرق يحدث بسبب الاصطدام بين سحب الغبار البركاني. ويخطط رايتز طويلا قبل القيام بمهامه. وهو يحاول التقاط صوره عندما يكون البركان في ذروة نشاطه. غير أن حساب موعد حدوث الانفجار وهموده يستغرق أياما عديدة، ويقول: "بالنسبة للمناطق البعيدة فإنني اضطر إلى قضاء نحو أسبوعين لإعطاء نفسي فرصة مواتية تماما للحصول على أفضل النتائج. ومن ناحية مبدئية فان البركان قد ينفجر في أي وقت، ليلا أو نهارا. وهذا يعني أن عليك أن تنتظر لأطول مدة ممكنة بما فيها ليال طوال لالتقاط صور مذهلة". ويقول رايتز، الألماني الجنسية أن كل بركان له خاصيته الانفجارية المتميزة، وهو يمنح البركان الطبقي (مكون من عدة طبقات) اهتماما خاصا لان بإمكان مثل هذا البركان أن يقذف بالحمم إلى مسافة عدة أميال وان يحدث دفقات متعددة من الصخور البركانية الذائبة والغازات التي يمكن أن تصل حرارتها إلى 1000 درجة مئوية وسرعتها إلى 500 ميل في الساعة. وهذا ما حدث تماما عندما دمر البركان مدينة بومبي في عام 79م. ولكن اذا كنت ترتدي قناعا مناسبا ضد الغازات وخوذة وملابس واقية فان بإمكانك أن تقف على بعد عشرات من الأقدام من بحيرات الحمم الذائبة، وهذه تجربة يصفها رايتز بأنها لا تنسى. بركان كاوه ايجين في اندونيسيا يضم اكبر بحيرة كبريتية في العالم ألعاب نارية بديعة يطلقها بركان سترومبولي في صقلية حمم متوهجة في فوهة بركان فيلاريكا في جنوبي تشيلي