تسببت عاصفة ترابية وموجة من الغبار اجتاحت المنطقتين الوسطى والشمالية يوم امس توقفت معها حركة السير والملاحة الجوية خاصة بمطار الملك خالد الدولي سواء كانت الرحلات الدولية او الداخلية بعد ان منع مجال الرؤية صعود او هبوط أي طائرة وفقاً لمصدر في رئاسة الطيران المدني الذي قال ل (الرياض): حركة الأحوال الجوية متابعة بشكل مستمر حتى هذه الساعة (عصر امس) واضاف: تم إيقاف حركة الطيران بشكل كامل بناء على بلاغات شركات الطيران التي وردتنا وسنواصل تجميد حركة الطيران حتى إشعار آخر كما تم توجيه بعض الرحلات الدولية والداخلية الى مدن أخرى. وفيما توقفت حركة السير في العاصمة فيما شهدت الطرق الرئيسة كثافة مرورية لدوريات المرور في التقاطعات وكذلك الشوارع الرئيسة ومداخل المدينة منعاً للحوادث في ظل انعدام الرؤية وسط تحذيرات من الادارة العامة للمرور بتجنب السير في هكذا اجواء لحين تحسن حالة الجو. وقد شهدت مستشفيات صحة الرياض إعلان حالة من الاستنفار لمواجهة تأثيرات موجة الغبار حيث ارتفع عدد المرضى والمراجعين لأقسام الطوارئ بمستشفيات منطقة الرياض منذ صباح أمس بسبب موجة الغبار التي سببت الكثير من المشاكل لدى مرضى الربو وحساسية الشعب الهوائية حيث استقبلت اقسام الطوارئ حالات اكثر من 1000 حالة حتى إعداد هذا الخبر اغلبهم من الأطفال المصابين بأمراض الربو والصدر والحساسية وضيق التنفس. وقال المتحدث الرسمي لصحة الرياض الأستاذ سعد بن مسفر القحطاني ان مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور هشام بن محمد ناضرة وجه بإعلان حالة الاستنفار في جميع المستشفيات وزيادة عدد الأطباء والممرضين في اقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى.واوضح القحطاني ان تأثيرات الغبار التي شهدتها الرياض امس على الأطفال كبيرة خاصة ان ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه تستنشق داخل الجهاز التنفسي وتمر عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية وخلال مرورها على حسب حجم هذه الذرات فالأحجام الكبيرة تستقر في مقدمة الجهاز التنفسي العليا خاصة الأنف والحنجرة والأحجام الصغيرة تعبر الى داخل الجهاز التنفسي والقصب الهوائية ثم الى الشعبيات الهوائية الدقيقة. وختم القحطاني حديثه بتحذيره المصابين بالربو اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة باستخدام الأدوية الوقائية والابتعاد قدر المستطاع عن المثيرات للحساسية مشيراً الى ان اقسام الطوارئ بالمستشفيات عملت طيلة اليوم على توفير الرعاية الكاملة للمرضى. من جهته ارجع الخبير الفلكي الدكتور خالد الزعاق هذه الموجة من الغبار الى ما شهدته الأجواء خلال فصل الشتاء الفائت من تحالف بين منخفض السودان والمنخفض الأوروبي عبر البحر الأحمر فسلطا تأثيرهما على أوروبا وبلاد الشام وتناسيا الجزيرة العربية مما جعل الشتاء المنصرم دافئاً لدرجة غير معهودة طوال فترته عندنا وبرد قارص مع كثبان ثلجية على أوروبا والشام لدرجة غير معهودة أيضاً ,وعملت حركت الشمس إلى جهة الشمال على إضعاف هذا الارتباط حتى حصل بينهما انفصال ورجع كل إلى مكانه الطبيعي فأحدث خواء مناخياً في مكان الارتباط على بوابة المملكة الشمالية فأغرى المرتفعات على التدخل السريع لسد هوة الفراغ فكان انحدار المرتفعات قوياً مما سبب غباراً كثيفاً وعلى نطاق واسع. ورجّح الدكتور الزعاق أن تكون التصارعات بين الجبهات الهوائية عنيفة لهذه السنة مولدة الغبار والأتربة العالقة وستظل التخلخلات هي السائدة خلال الأيام القادمة حتى يتمايز فصل الصيف الفعلي من فصل الربيع علماً بأن التوقعات المناخية غير المؤكدة تشير إلى أن هذه السنة من السنوات الغبارية بسبب قلة الأمطار على صحراء العراق وإيران والكويت الأمر الذي جعل التربة مخلخلة في هذه المناطق وهي القنطرة التي تأتي منها الرياح إلينا والغبار له دورة كحال عناصر المناخ الأخرى والغبار من الظواهر الطبيعية المألوفة في كل البلاد العربية تقريبا وتكثر في البلاد الواقعة على أطراف الصحارى وخاصة عندما ينقطع المطر ويزول الغطاء النباتي الذي يكسو التربة ويختلف موسمها في البلاد المتأثرة بمناخ البحر الأبيض المتوسط عنه في البلاد المتأثرة بالمناخ المداري الممطر صيفا ففي البلاد الأولى تكثر الزوابع الترابية عادة في أواخر الربيع وأوائل الصيف مثل سهول وسط السودان وشماله فإنها تكثر بصفة خاصة في الربيع وأوائل الصيف وتتوقف شدة الغبار على عدة عوامل أهمها: 1-كثرة الأتربة أو الرمال الناعمة المفككة على سطح الأرض وانتشارها في مساحات واسعة. 2-جفاف الجو حيث إن هذا الجفاف يساعد على تفكك الرمال والأتربة 3-نشاط التيارات الهوائية الصاعدة مما يؤدي إلى ارتفاع الأتربة والرمال الناعمة. 4-هبوب رياح سطحية تحمل معها الأتربة والرمال الصاعدة وتحدث العمليتان الأخيرتان عادة عندما تمر جبهة هوائية باردة على أرض دافئة ففي هذه الحالة تسخن الأجزاء السفلى من الهواء البارد وترتفع بشكل تيارات صاعدة تحمل معها الأتربة والرمال الناعمة التي تدفعها الرياح أمامها . ومن الزوابع الترابية ذات الصفات المميزة في الوطن العربي موسم السرايات في المملكة وموسم الزوابع الترابية التي تشتهر بها السهول الوسطى والشمالية للسودان والتي تعرف محليا باسم (الهبوب) وهي تظهر بصفة خاصة في أواخر الربيع وأوائل الصيف حيث يكون الجو عندئذ حارا جافا وتكون التربة مفككة وخالية من الحشائش ويتقدم الهبوب عادة بشكل جبهة متصلة يسهل تميزها عن بعد . من جانبه اوضح وكيل شؤون الأرصاد بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور سعد الأحمري ان سبب الأتربة المثارة هو هو موجة الجفاف على المنطقة وانحسار الغطاء النباتي وكذلك الفترة الانتقالية مابين الشتاء والصيف وحدوث انظمة تؤثر على المنطقة مما يسبب تصادماً بين التيارات وإثارة الأتربة وحذر الدكتور الأحمري قائدي المركبات بتوخي الحذر واتباع تعليمات الدفاع المدني خاصة في الطرقات وتجنب القيادة في العواصف الرملية فيما حذر كبار السن والمرضى بالربو والحساسية بتجنب المغادرة في هذه الأجواء والبقاء في اماكن معزولة حفاظاً على صحتهم. غبار كثيف حجب الرؤية أحد المستشفيات وقد اكتظ بمرضى الربو والحساسية مواطن ابتاع واقياً لتجنب الحساسية الرياض وقد تلبدت بالغبار