شهدت الرياض العاصمة يوم أمس موجة شديدة من الغبار والعوالق الترابية في الأجواء وصف أسبابها الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق بقوله ل "الرياض": ما حدث من غبار وأتربة بسبب ولادة نجم التويبع ثاني نجوم مربعانية القيض التي حلت في يوم أمس بأمر الله تعالى ومدته 13يوماً وله من النجوم نجم الدبران وسمي كذلك لأنه يدبر الثريا ويسمى بالعرف العامي نجم التويبع وتالي النجم وتابع النجم والمجدح وعند دخوله يندر سقوط المطر ويبدأ تخلق السحب العكسية الكاتمة للجو مما يجعل درجة الحرارة ترتفع إلى درجة لا تطاق وفيه يبدأ استواء العنب. وعلامة دخوله تحفز الرياح الشمالية حيث تبدأ تهب برتابة وهدوء نسبي إذ أنها تبدأ تهب مع شروق الشمس وتشتد في حال الظهيرة وتسكن مع غروبها ويشتد عصفها في نهاية موسم التويبع إلاّ ان هبوبها رتيبة وليس فيها عنصر المفاجأة وهي لا تهب من جهة الشمال الأصلية إنما من الشمال الغربي عند درجة 315أو إلى يمينها قليلاً ويثور الغبار مع ارتفاع حرارة الشمس فهو يبدأ من الضحى وكثافته تكون قبيل العصر حيث تتدنى الرؤية ثم بعد ذلك يترسب الغبار تدريجياً أما في هدأة الليل فيصفو الجو ولا أثر للغبار إلاّ يسيراً وهكذا جميع أيام مربعانية القيظ ومما ينبغي الإشادة إليه ان مناخ المنطقة الوسطى مناخ قاري أي شديد الحرارة والجفاف أثناء فصل الصيف الفعلي وشديد البرودة والصقيع أثناء فصل الشتاء الفعلي.. باحث فلكي د. خالد صالح الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك. من جانب آخر، ارتفع عدد المرضى والمراجعين للمرافق الصحية بمدينة الرياض منذ صباح أمس بسبب موجة الغبار وتواجد عوالق ترابية سببت الكثير من المشاكل لدى مرضى الربو وحساسية الشعب الهوائية. وشهدت بعض أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية وأجنحة التنويم ضغطاً كبيراً قدرت طبياً بالنسب العالية عما هو عليه بالأيام الماضية. وأوضح الأستاذ الدكتور أحمد باهمام استشاري الأمراض الصدرية مدير المركز الجامعي للطب وأبحاث النوم ان عدد المصابين في مدينة الرياض بمرض الربو وحساسية الشعب الهوائية يتعدى ال 500ألف مريض ما بين صغير وكبير حيث تعد الرياض الأكثر نسبة إصابة بالربو بسبب الأجواء المناخية التي مرت على الرياض ولاتزال مستمرة وأضاف: مرض الربو يصيب المجاري التنفسية ويؤدي إلى التهابها ومن ثم تضييقها وزيادة حساسيتها. وهو مرض شائع يصيب حوالي 4-32% من البشر ويؤدي إلى عدد كبير من المراجعات إلى أقسام الطوارئ وعيادات الأطباء كما قد يؤدي إلى الوفاة في الحالات الشديدة ويعتقد الكثير من الباحثين ان نسبة الإصابة بالربو قد ازدادات بسبب التدخين وزيادة التلوث والاعتماد على المواد الصناعية والكيميائية، وكما ان الربو له علاقة مباشرة مع الغبار والأتربة ومخلفات الغث والحشرات التي قد تسكن معنا في البيوت. وأضاف تأثيرات الغبار التي شهدتها الرياض أمس على الأطفال وكبار السن والمصابين بالربو كبيرة خاصة ان ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه تحوي مادة السليكا الرملية وتحمل ذرات حبوب اللقاح وبعض الأتربة وهذه تستنشق داخل الجهاز التنفسي وتمر عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية وخلال مرورها على حسب حجم هذه الذرات فالأحجام الكبيرة تستقر في مقدمة أجهزة التنفس العليا خاصة الأنف والحنجرة والأحجام الصغيرة فتتعدى إلى داخل الجهاز التنفسي والقصب الهوائية ثم إلى الشعيبات الهوائية الدقيقة. وقدم الدكتور باهمام نصائحه للجميع بتجنب الموجات والأعاصير الغبارية مثل ما حدث أمس واحكام اغلاق النوافذ والأبواب وعدم الخروج إلى الخارج في مثل هذه الظروف كما تساعد المرطبات داخل المنزل أو المكيفات الصحراوية لتلطيف الجو داخل المنزل وتخفيف نسبة الغبار والأتربة ومن المهم إزالة الآثار العالقة من الغبار والأتربة على الأثاث المنزلي والأدوات المستعملة في الأسرة والأغطية والفرش خاصة داخل المنزل حتى لا تستمر المشكلة وتعرض الأطفال وغيرهم إلى مثل هذه المهجيات والمؤثرات السيئة.