ضربة موجة الغبار والتي تستمر هذا السبت وعدة أيام قادمة تقلبات الأجواء في المنطقة الشرقية مع سرعة في الرياح المثيرة والمحملة بالأتربة والتي تتسبب في تدني مستوى الرؤية الأفقية حيث توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة طقسا مستقرا على معظم أجواء المملكة عدا استمرار النشاط في الرياح السطحية مثيرةً للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شرق ووسط المملكة وأجزاء من جنوب المملكة خاصة المدن الساحلية منها وتظهر تشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة على مناطق جنوب المملكة مع فرصة لتكون السحب الركامية الرعدية في فترة ما بعد الظهيرة على مرتفعات عسير وجازان. هكذا بدت الاجواء الجمعة في ربوع الشرقية ( اليوم ) وفي سياق متصل اصطبغت سماء المنطقة الشرقية باللون الأصفر يوم الخميس بعد أن حجب الغبار ضوء الشمس ما تسبب في انعدام الرؤية إلى مسافات متدنية جدا فيما انعدمت في بعض الأماكن الرؤية تماما حيث واجهت يوم أمس المستشفيات الحكومية وإدارات المرور والدفاع المدني ومطار الملك فهد وميناء الملك عبد العزيز وعدد من الجهات الأخرى في المنطقة الشرقية انعدام الرؤية وتدنيها لمدة يوم كامل إلى استنفار كامل في طاقاتها البشرية والآلية وغرف العمليات حيث عملت على إطلاق التحذيرات الأولية للتقيد بوسائل السلامة. الطيران والمرور من جهة اخرى أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أن الأحوال الجوية التي شهدتها المنطقة الشرقية من رياح مثيرة للأتربة وغبار لم تؤثر على الحركة الجوية في مطار الملك فهد الدولي بالدمام. وأوضح المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري أن عمليات الإقلاع والهبوط في مطار الملك فهد الدولي بالدمام في وضعها الطبيعي وأن جميع أجهزة الهبوط الآلي تعمل بشكل جيد على جميع المدارج منذ اللحظة الأولى لهبوب الرياح النشطة والتي بدأت منذ وقت مبكر و أن معدلات الرؤية طبيعية مما يسمح باستمرار الحركة الجوية .وقال الخيبري: ان الإجراءات التي تتخذ عادة عند سوء الأحوال الجوية لإيقاف أو تعليق الرحلات تعتمد على معايير مرتبطة بسرعة الرياح وبمستوى الرؤية الأفقية وأن الحركة الجوية في الحدود المسموح بها للقيام بعمليات الهبوط والإقلاع ولم يكن هناك انعدام كامل في مستوى الرؤية الأفقية كما أن أجهزة التشغيل في مرافق المطارات وأجهزة الملاحة الجوية مهيأة مسبقا للتعامل مع هذه الأوضاع من خلال استخدام التقنية التي وفرتها الهيئة في أجهزة المراقبة الجوية والرادارات المتقدمة ويتم بشكل يومي تلقي النشرات الجوية من الجهات المختصة ليتم بثها عبر النظام الآلي لتكون متاحة للمراقبين الجويين والطيارين ويتم التعامل بشكل جاد مع أي تنبيهات جوية تصدر. وشددت إدارة المرور بالمنطقة الشرقية على التقيد بتعليمات القيادة الآمنة وعدم التهور في زيادة السرعة خاصة في ظل التقلبات الجوية والعواصف الترابية وانحسار الرؤية الأفقية والتي تسببت في إعاقة حركة السير وساعدت في وقوع العديد من الحوادث المرورية. وأوضح المتحدث الرسمي لإدارة المرور بالمنطقة الشرقية المقدم المهندس علي الزهراني «أنه تم تنفيذ خطة ميدانية تطبق في مثل هذه الحالات من التقلبات الجوية مع شبه انعدام للرؤية حيث تم توزيع دوريات المرور الميدانية في جميع مداخل ومخارج المدن والمحافظات وانتشار دوريات المرور الراجلة على الشوارع الرئيسية والفرعية مع ضمان سير الحركة داخل الأنفاق الثلاثة بالدمام والأنفاق الأخرى وقد باشرت إدارة المرور بالمنطقة الشرقية العديد من الحوادث المرورية والتي وصلت إلى 105 حوادث نتج عنها 17 إصابة وحالتا وفاة وتستمر إدارات المرور في متابعة حركة السير وبتوجيهات مستمرة من مدير إدارة المرور بالمنطقة الشرقية العقيد عبد الرحمن الشنبري ومساعده العقيد عبد العزيز الغامدي مع تطبيق الخطة الموضوعة ميدانيا لمواجهة كثافة المركبات المرورية خاصة في إجازة الصيف وقدوم الزائرين للمنطقة». حالات الربو كما اتخذت المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الأولية حالة استنفار مع كافة الاحتياطات لاستقبال مرضى الربو الذين استسلموا لعمليات استنشاق البخار بأقسام الطوارئ حيث توجه ما يقارب 300 مريض لمستشفيات الشرقية بينهم 45 طفلا لمستشفى الولادة والأطفال بالدمام أصيبوا بأزمة تنفس «الربو «وتنوعت بين حالات حرجة وحالات متوسطة وحالات بسيطة منهم 3 حالات تنويم. وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام الصحي بصحة الشرقية سامي السليمان «ان مراجعي الطوارئ يوم أمس الأول مثلوا الشريحة الأكثر تعرضا للتأثر بالغبار خاصة المصابين بأمراض الربو ما استدعى أن تكون مستشفيات الشرقية على استعداد مكثف لتلك التغيرات الطقسية من خلال توفير الأدوية الخاصة بالحساسية والربو كما أن جميع الكوادر الطبية والتمريضية على أهبة الاستعداد حيث وجه مدير عام صحة الشرقية الدكتور طارق السالم برفع درجة الاستعداد القصوى في المستشفيات والمراكز الصحية لعلاج أي إصابات قد تحدث ويجب استقبال المرضى وإعطاؤهم الأدوية المتوفرة واخضاعهم للملاحظة في حين أن 40 في المائة من المراجعين في مثل هذه الحالات هم كبار السن والأطفال» الجدير بالذكر أن عدد الإصابات بمرض الربو في المنطقة الشرقية تصل إلى 44 ألف حالة وقد وثِق علميا ازدياد حالات الربو في عدد من مدن ومحافظات المنطقة الشرقية بصورة كبيرة فهناك تغيرات جوية وتغيرات في مستوى حبوب اللقاح في الجو وتغيرات في مستوى ملوثات الجو. الميناء والسكة الحديد وقال المدير العام لميناء الملك عبد العزيز بالدمام نعيم النعيم «إن الرياح المحملة بالغبار والعواصف الترابية والتي ضربت المنطقة الشرقية تسببت في توقف حركة الملاحة البحرية فقط في تمام الساعة 9 مساء الخميس وعادت مرة أخرى صباح يوم امس الجمعة وتوقفت مرة أخرى في الساعة الثانية ظهرا تقريبا من نفس اليوم بسبب ارتفاع سرعة الرياح وشدتها ونتوقع عودتها بعد انخفاض سرعة الرياح حيث لم يشهد ميناء الدمام توقفا في باقي أرجائه كتنزيل البضائع وتحميلها وحركة الفسح والمناولة وغيرها» وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية محمد أبو زيد «أن حركة القطارات لم تتأثر في موجة الغبار وأن الحركة طبيعية جدا وأن جميع القطارات بين الدمام والرياض والأحساء وبقيق وصلت في وقتها المحدد ولم يحدث أي تأخير وقد تم توجيه سائقي القطارات بضرورة توخي الحيطة والحذر وخفض السرعة إلى مستواها الأدنى وبخاصة في المناطق التي توجد فيها كثبان رملية عالية حيث يتم حاليا العمل على إزالة الرمال من على القضبان الحديدية لكي لا تعيق الحركة وتصل بكل سهولة ويسر لباقي المحطات في وقتها».
.. والأتربة تلفُّ الأحساء وأزمة لمصابي الربو غطّى غبار شديد محافظة الاحساء خلال اليومين الماضيين مما تسبّب في تدني مدى الرؤية الأفقية مسبباً بعض الحوادث وخلت الشوارع من السيارات نظراً لصعوبة القيادة في هذه الأجواء واستمرت الأتربة والغبار حتى وقت متأخر، ومن المتوقع ان تستمر الموجة حتى الاثنين المقبل، واتخذت الجهات الحكومية كافة التدابير اللازمة خلال الساعات الماضية لمحاولة الخروج بأقل الخسائر المادية والبشرية، حيث حذرت المديرية العامة للدفاع المدني بالأحساء جميع المواطنين والمقيمين من السير أثناء هبوب الرياح الشديدة، وكثفت دوريات أمن الطرق والمرور والدوريات الأمنية تواجدها على الطرق السريعة والطرق التي يتواجد فيها ازدحام من المواطنين محذّرين قائدي المركبات من القيادة أثناء موجات الغبار تجنباً للحوادث المرورية لا سمح الله كما شهدت اقسام الطوارئ في المستشفيات ازدحاماً شديداً من مصابي "الربو" الذين تأزمت حالاتهم مع الغبار وتسبّبت في معاناة لمرضى التنفس أو للمسافرين في أيام هذه الإجازة الصيفية. وقامت بعض المحلات التجارية والمطاعم بإغلاق متاجرها خوفاً من دخول الأتربة وتلويث الأطعمة المتواجدة فيها أو تخريب المواد داخل المحل وقال محمد الحجي إن الغبار اجتاح المحلات في سويق الأحساء، مما اضطر إلى إغلاق بعض المحلات لسلامتها. فيما كثفت دوريات أمن الطرق والمرور والدوريات الأمنية تواجدها على الطرق السريعة والطرق التي يتواجد فيها ازدحام من المواطنين محذّرين قائدي المركبات من القيادة أثناء موجات الغبار تجنباً للحوادث المرورية لا سمح الله . وتوقعت الأرصاد الجوية بالمملكة أن تستمر الرياح السطحية اليوم السبت مثيرةً للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شرق ووسط المملكة شمالية غربية بسرعة 26 كم، وسوف تكون هنالك عاصفة ترابية تستمر حتى يوم الاثنين القادم وتبدأ هذه الموجة من الأتربة بالهدوء حتى يوم الأربعاء. وأوضح الدكتور محمد البوسعد أن الغبار الذي شهدته الأحساء مساء الأمس له تأثيرات على الأطفال كبيرة خاصة ان ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه تستنشق داخل الجهاز التنفسي وتمرّ عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية فالأحجام الكبيرة تستقر في مقدّمة أجهزة التنفس العليا خاصة الأنف والحنجرة، والأحجام الصغيرة تتعدى إلى داخل الجهاز التنفسي والقصبة الهوائية ثم إلى الشعيبات الهوائية الدقيقة، مسببة الحساسية والتهيج، وحث البوسعد المصابين بمرض الربو على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.