شاهدتها في حفلة العرس ترقص وتغني وتضحك كمن ملأ كيسا في يديه بالفرح وأخذ يرمي ما به من نشوة وسعادة على الآخرين، بثوبها الأخضر المزركش وبالكثير من الألوان التي لم أكن أعلم أكانت تتزين بها من أجل الفرح أم أنها كانت تتهيأ بها من أجل الحزن، كان حضورها في حفل الزفاف بارزا ومدهشا، فترحب بالجميع وتوزع ابتساماتها الصبورة على الكبار من النساء اللواتي كن يجلسن في مقدمة المقاعد بالقرب من المسرح فيما دموع غائرة بداخل عينيها تستر خلفها كبرياء منكسرة، تفانيها البارز في " العرس " وترحيبها سرب إلي شعوربأنها من النساء الصالحات الطيبات اللواتي قد تحبهن دون أن تعرفهن. لحظات حتى زف العريس يمسك بيديه عروسه التي تبخترت بخيلاء، فسقطت عيني على تلك المرأة التي كانت تجوب العرس فرحا غريبا له طعم الخريف، أو ربما برد الشتاء حتى اقتربت من العريس تمسح على " بشته " وتصفق بيديها بمرارة شديدة. فسقطت من عينيها دموع لم أفهم طعمها ! همست لمن كانت بالقرب مني. من هذه؟ أخت العريس؟ قالت: بل زوجته الأولى؟ والعريس زوجها، وهي من اختارت له العروس. كيف للزوجة أن تختار لشريك عمرها امرأة أخرى تسرق لها عمرها الماضي معه، وتسلب منها العمر القادم؟ هل مثل هؤلاء النساء من نوع الملائكة؟ أم أنهن من المهبولات؟ يجد الكثيرمن النساء بأن الزوجة التي تقوم بتزويج زوجها، إنما هي زوجة فقدت عقلها وبأنها لا تدرك حجم الخطأ الذي تقع فيه، في حين ينظر البعض إلى الموضوع من زاوية أخرى، حيث يبررن ذلك السلوك بأن الزوجة تخشى بأن تخسر زوجها للأبد حينما يختار من لا تعرفها فتفضل المشاركة في سلخها خيرا من الوقوف دون إبداء موقف. خطبت لزوجها عهود حمد " قبلت بزواج زوجها عليها بمرارة شديدة وقد خرجت برفقة زوجها تخطب له امرأة أخرى ، بدأت خيوط الحكاية حينما صارحها زوجها بأنه يرغب في زوجة ثانية على الرغم من أنه يراها بأنها مؤدية كل ما عليها من واجبات، فشعرت " عهود " بجرح كبيربداخلها إلا أن ذلك الجرح لم يمنعها من الابتسامة بوجه زوجها وموافقته على ذلك الزواج شريطة أن لا تسكن معها في بيت أولادها، فوافق الزوج فرحا، وتم زواج زوجها الذي ترى بأنه كان طعنة لها شاركت هي بغرسها أكثر في قلبها ، خاصة حينما طلب زوجها أن ينظر لمخطوبته " النظرة الشرعية " فشعرت بأنها تشهد سرقة زوجها منها دون أن تدافع عن حياتها، مشيرة إلى أن الزوجة تجبر في كثير من الأوقات على مسايرة رغبات الزوج الأناني الذي يقدم على الزواج من امرأة أخرى ولا يكتفي بذلك، وإنما يريد من الزوجة أن ترقص على جراحها وتشاركه في ذلك الوجع، إلا أن " عهود " فضلت أن تختار الزوجة الثانية بنفسها حتى لا يختار زوجها امرأة لا ترحمها فاختارت له زوجة عاقلة ومتعلمة حتى تستطيع التعايش معها بسلام دون حروب نسائية على الرغم من أنها تعلم بأن الزوجة الثانية لن ترغب أن يسرق منها زوجها كما وافقت هي بذلك. وتسرد علينا " صيته فرج " قصة زوجها الذي جاء بجرأة شديدة يطلب منها أن تختار له امرأة ليتزوج منها ، فأبدت موافقتها بعد أن سألته عن أسبابه فبرر ذلك الزوج بأنه لديه المال الكثير والخير الذي يؤهله بأن يكون لديه زوجة وبيت آخر مع البقاء هي في بيتها معززة مكرمة كما عبر بذلك فوافقت " صيته على ذلك الزواج الذي ترى بأنه أمر طبيعي خاصة بأنها خرجت من بيئة يتزوج فيها الرجل بأكثر من امرأة وتعيش الزوجات جميعا في بيت واحد كما فعل والدها وشقيقها فقد تزوجا بأكثر من زوجة وكن يعشن في بيت واحد ، وقد اختارت لزوجها فتاة يتيمة ومن أسرة فقيرة حتى تضمن عدم تمردها إلا أنها وجدت بأن ذلك لم يكن كافيا فبعد زواج زوجها تمردت تلك الفتاة وأصبحت تطلب أن لايذهب زوجها إلى بيته الأول وقد بدأ زوجها بالتغير حتى أصبح لايهتم لأمور أبنائه ، فالتجربة كانت مريرة ولكن تقبل الزوجة بذلك لأنها لاتملك خيارا آخر خاصة حينما تكون تربت في بيئة مشابهة " الأب فيها يتزوج بغير الأم وتقبل الأم بذلك فتكبر الفتاة وهي تتخذ من أمها صورة ثابتة في الحياة. غير راضية وترى " مزنه حمود " بأن الزوجة مهما أبدت موافقتها على زواج زوجها من امرأة أخرى وشاركت في تلك الخطبة فأنها تبقى غير راضية حيث تفاجئت يوما بأن امرأة تتقدم إليها لتخطبها لزوجها الذي كانت قد أنجبت منه خمسة أطفال، وقد أبدت الزوجة استعدادا كبيرا لأن تكون أختا لها بعد الزواج وبأن زوجها يتزوج ليس لخلل فيها، وإنما لأنه يحب " التعدد " فوافقت على ذلك واحترمت طبيعة زوجها ، إلا أنه حينما تمت الخطبة والتي شاركت تلك الزوجة بالرقص والفرح بها، تغيرت الأمور بعد الزواج فمن أول يوم وجدت تعاملا سيئا من قبل الزوجة على الرغم من أنها كانت قد عقدت النية أن تكون أختا لها، حتى تفاجأت بعد أسبوع من زواجها بأن زوجها يخبرها بأن زوجته لم ترتاح لها فقرر أن يطلقها. أقنعته بالزواج وتقبل " أنوار فهد " بتزويج زوجها حيث تعيش مع زوجها حياة صعبة خاصة بأنه الزوج المهمل الذي لا يعرف من حقوقها الزوجية شيئاً، كما أن هناك الكثير من المشاكل التي تنشب بينهما حتى قررت أن تقنع زوجها بالزواج من زوجة أخرى حتى تتخلص من " شره " على الرغم من أنها تعرف بأن ذلك سيكون صعبا عليها جدا إلا أنها ترغب في أن يدرك زوجها مدى تحملها وصبرها على مساوئه بعد أن يقترن بامرأة أخرى موضحة بأن الزوجة التي تقبل وتختار لزوجها زوجة أخرى ينتقدها المجتمع إلا أنه لا يفهم بأن لديها من الأسباب الكبيرة التي تدفعها لتخلي عن التفرد بزوجها حتى تظفر بشيء من الاستقرار والأمان خاصة إذا انتفى الحب بين الزوجين. الزوجة لا تدافع عن مملكتها أما عادل سعد فيرى بأن الزوجة التي لا تقاتل من أجل الدفاع عن مملكتها لا تستحق أن تعيش بها، فلابد أن تحافظ الزوجة على بيتها وزوجها ولا تقبل بأن يدفعها لاختيار شريكة أخرى لها ومن تفعل ذلك تستحق ما يحدث لها فزوجته كانت تبدي دائما أنها غير مكترثة حينما يفكر بالزواج من غيرها وعلى الرغم من أن تلك الفكرة لم تكن في ذهنه يوما، حيث كان يحب زوجته إلا أن شعوره بأن زوجته لا تبالي وتبدي غرورا كبيرا في عدم الإكتراث به دفعه للزواج عليها بعد أن طلب من زوجته أن تختار الزوجة الثانية بنفسها وحينما وافقت الزوجة شعر بالاشمئزاز منها والتحامل عليها، حتى أصبح لا يحبها لأنه شعر بأنه " رخيص " في عينيها. منافٍ لطبيعة الانسانية وتؤكد الأخصائية الاجتماعية "عواطف محمود " بأن قبول الزوجة بتزويج زوجها واختيارها للزوجة الثانية يعتبر منافيا لطبيعة الإنسانية وللفطرة التي جبلت عليها المرأة، حيث تتصف المرأة بالغيرة وحب امتلاك قلب الرجل إلا أن هناك من النساء من يحاولن للحظات أن يقسن الأمور بمنطق العقل فتجد الزوجة بأنها لاتستطيع أن تلبي احتياجات الزوج النفسية أو الفسيولوجية فتفضل اختيار الزوجة لتضمن وجود إنسانة تحمل ذلك الجميل لها فتعاملها بالحسنى والمودة وربما وجدت بعض الزوجات بأن في ذلك الاختيار للزوجة الثانية شيئاً من كسرها، وإبداء الثقة المطلقة في النفس بأنها تختار لزوجها دون أن يضرها شيء وفي النهاية لن تستطيع أن تأمن من الخلافات بين الزوجتين لأن الزوجة الأولى لن تتحمل من يقاسمها زوجها حتى إن أبدت الموافقة والرضا.