سبق أن كتبتُ عن ثماني عشرة فتاة يعملن خادمات في البيوت، وقلت إننا لا نملك أن نلومهن، ولكن اللوم إن كان ثمة لوم يقع علينا، إذ لم نوفر لهن فرص عمل أخرى، كما أنهن لا يستطعن العيش براتب الضمان الاجتماعي، وهو فيما أعرف 833 ريالا، وهو مرتب لا يغني ولايسمن من جوع، في حين أن الخادمة تتقاضى 1500 ريال، وتتمتع بالسكن والأكل والسائق. وقاد هاجمني البعض وخاصة كاتبة في صحيفة المدينة فاتها قطار الزمن بتهمة أنني اشجع السعوديات على العمل في البيوت وهذا من الفهم السقيم وهو جزء من بيت المتنبي وتمامه : وكم من قائل قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم وقد قرات اليوم خبرا في أحد المواقع الالكترونية مفاده أن 30 امرأة سعودية يعملن خادمات في البيوت، وأن هناك 100 امراة أخرى على قائمة الانتظار، وهذا حدا بالسيدة موزة المالكي وهي مفكرة قطرية بارزة في علم النفس إلى أن تقول: "ينكسر قلبي أن أعلم أن المرأة السعودية تخرج (من بلدها) وتتورط في هذا المسعى، وتخيل (والكلام ما زال لها) أن ذلك يحدث في الوقت الذي تشهد دول مجلس التعاون الازدهار الاقتصادي الهائل "واضافت" من حيث المبدأ لا مانع من موافقة امرأة للقيام بعمل طالما أنه لا ينتهك تعاليم الاسلام "وأضافت" لكن في النهاية هي وظيفة خادمة، والنساء يتعرضن لكافة أنواع الإذلال "والكرة الآن في ملعب وزارتيْ العمل والشؤون الاجتماعية إذ إنهما المسؤولتان عما حدث لهؤلاء النسوة.