في عالم الثورة الإلكترونية وتقنية المعلومات انتشرت مؤخراً ظاهرة الصحف الإلكترونية على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي وحتى على مستوى المناطق، وقد جاءت هذه الصحف كمرآة عاكسة للحياة اليومية ومايدور بها وبسرعة نشر تواكب الحدث أثناء وقوعه. فلم يعد القارئ ينتظرللغد لاستقاء المعلومة وقراءة الخبرمن الصحف المحلية (الورقية)، بل أصبح القارئ بإمكانه مواكبة الحدث خطوة بخطوة وبسرعة ربما تفوق الإعلام المرئي في النقل للأحداث على مدار (24ساعة )، من خلال مراسلين متطوعين وأقلام صحفية موهوبة وعدسات هواة، إضافة الى مشاركة عدد من الإعلاميين البارزين والمراسلين المتميزين في تلك الصحف الإلكترونية بأخبارهم المنشورة في الوسائل الإعلامية الرسمية التي يعملون بها . وعلى الرغم من وجود كم هائل من الإيجابيات لهذه الصحف الإلكترونية إلا أن هناك سلبيات لعل من أهمها عدم وجود ضوابط للنشر في بعض تلك الصحف والتي قد تأخذ في بعض الأحيان طابع (المنتديات) التي تحمل في طياتها التعليقات اللاأخلاقية أو الأخبار التي تصنف ضمن (الممنوع من النشر) . وقد طالب في وقت سابق بهذا الصدد أمين هيئة الصحفيين ورئيس تحرير مجلة (اليمامة) الدكتورعبدالله الجحلان, بضمّ الصحف الإلكترونية إلى هيئة الصحفيين , وقال في ندوة محمد المشوح بالرياض: إن الهيئة رفعت إلى وزارة الإعلام مطالبة بضمّ الصحف الإلكترونية والإشراف عليها, لأن بعض هذه الصحف يحتاج إلى الضبط. وأوضح أن الصحف الإلكترونية هي التي فتحت مجالاً للصحف التقليدية للحاق والمنافسة, خاصة في جرأتها بالطرح، مشيرا إلى تفاؤله بمستقبلها الواعد. وعلى المستوى المحلي وفي منطقة جازان شهدت الصحافة الإلكترونة نمواً ملفتاً بالمنطقة فقد أصبح هناك أكثر من (15) موقع صحيفة إلكترونية لعدد من المحافظات والمراكز بالمنطقة بخلاف المنتديات وجميعها تسعى الى الإعلام المحلي داخل المنطقة والإشارة الى بعض الأخبار المحلية والعربية والعالمية (المنقولة) من الوسائل الإعلامية الأخرى . ولكن تعتبر الصحيفتان اللتان تأخذان موقع صحيفة جازان الإلكترونية طابع الرسمية بالمنطقة وتمثلان الإعلام الإلكتروني بجازان هي (صحيفة جازان و صحيفة جازان نيوز)وتحظيان بمتابعة في المنطقة وخارجها . ولكن في ظل هذه المتغيرات الإعلامية نجد أن الإعلام الإلكتروني في المنطقة بحاجة الى جهة ضابطة ومنظمة لهذا التدفق والتكرار الذي لايخدم الإعلام فالتنوع على مستوى المناطق للصحف الإلكترونية مطلوب لمواكبة الأحداث والإطلاع المستمر على الجديد والمفيد من أوجه التنمية بكل منطقة ولكن تعدد الصحف بالمنطقة الواحدة ليس له من نتائج إيجابية بقدرما ينتج عنه من تكرار للأحداث وضياع المصداقية في ظل عدم الرقابة.