تبدأ خلال أسبوعين حملة تحصين طلاب وطالبات التعليم العام في مدارس مناطق ومحافظات المملكة ضد إنفلونزا الخنازير (H1N1)؛ وسط تردد بعض أولياء الأمور في اتخاذ قرار التطعيم، رغم تطمينات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء بسلامة اللقاح، إلى جانب استمرار نهج وزارة التربية والتعليم في إبقاء التطعيم اختيارياً، حيث تم توزيع استمارات التطعيم في المدارس؛ واشتملت على خانتين، إما الموافقة على التطعيم أو الرفض. اللقاح آمن وقال د.سليمان بن ناصر الشهري مدير عام الصحة المدرسية في تعليم البنات ورئيس اللجنة التنفيذية للتوعية بوباء إنفلونزا الخنازير إن حملة التطعيم بعد وصول 5 ملايين جرعة من اللقاح ستكون على مرحلتين، الأولى لرياض الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والمرحلة الابتدائية ولمن يعانون من أمراض مزمنة مثل مرضى الربو والسكري والقلب، والثانية للمرحلة المتوسطة والثانوية، ثم المعلمين والمعلمات، مشدداً على أهمية دور الأسرة في تهيئة أطفالها وأبنائها بأهمية أخذ اللقاح،لأن التطعيم هو الوسيلة الوحيدة التي تضمن بإذن الله الوقاية من المرض. وأضاف أن الحملة الإعلامية التي تقوم بها وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم مبنية على أسس علمية موثقة؛ صادرة عن الهيئات العلمية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية ومراكز التحكم في الأمراض الأمريكية والأوروبية، إلى جانب ما صدر عن اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية، وخير دليل على مأمونية اللقاح وأهمية أخذه قيام معالي وزير الصحة بأخذ اللقاح وإعطائه لابنته أمام وسائل الإعلام المختلفة، كما أخذ التطعيم كبار مسئولي وزارة الصحة، ويبقى قرار إعطاء اللقاح للطالب أو الطالبة بيد ولي الأمر اختياريا، وسيتم توزيع استمارات خاصة بموافقة ولي الأمر في بداية الحملة عن طريق المدرسة، مؤكداً على أن الأسرة شريك في التصدي لهذا المرض بتعليم أبنائهم طرق الوقاية والنظافة الشخصية وتعويدهم عليها، حيث رأينا تغيرا إيجابيا في هذا الاتجاه خلال الفترة الماضية من بداية حملة التوعية، وهذه إحدى الفوائد المهمة التي تحققت، وسيكون لاقتناعهم بأهمية أخذ اللقاح دور محوري في نجاح الحملة، موضحا أن التطعيم اختياري ويحتاج لموافقة ولي الأمر. رفض غير مبرر! وكشف استبيان وزعته "الرياض" على عدد من المعلمات في مدارس مرحلة التعليم العام رفض أغلبهن الموافقة على تطعيم ابنائهن لأسباب لم تبن على حقائق علمية، بل بسبب ما تردد من شائعات سلبية حول مأمونية اللقاح، إلى جانب عدم تكثيف الحملة قبل بدء التطعيم. وقالت المراقبة في إحدى مدارس المرحلة الابتدائية منيرة التمامي إننا نرفض التطعيم لكثرة ما سمعنا من أن له مضارا مستقبلية، وليس هناك منطق علمي مؤكد ينفي هذه المضار، ولن نعطي ابناءنا هذه الجرعات حتى نحس بالإطمئنان لها، كما رفضت المعلمة أم محمد الحسين التطعيم بسبب عدم اتضاح آثارها الجانبية، وشددت نداء العبدان (معلمة) على أهمية التأكد من سلامة اللقاح قبل تطعيم أبنائها لكثرة ما سمعته من تحذيرات. وقالت أم عدنان (مراقبة صفوف أولية): لقد بدأنا بتوزيع الأوراق على الطالبات، ولكن هناك رفض كبير من جانب البعض ولكن ليس الأغلبية، وقد عمدنا إلى الاحتفاظ بالأوراق الخاصة بالتطعيم، والتي تحمل تواقيع أولياء الأمور، كي لا تكون هناك حجة لبعض الأسر التي رفضت التطعيم في حال إصابة بناتهم بالفيروس. تأييد للحملة من جهة أخرى قال يوسف الملحم إن حجج المعارضين لحملة التطعيم لا تستند على علم، لذا أرى أن يتم تثقيف الناس أولا بأهمية التطعيم وخصوصا في د.سليمان الشهري المدارس من قبل الهيئة التعليمية ومن يقومون أيضا بتنفيذ حملة التطعيم، فإذا كانوا هم غير مقتنعين بأهمية التطعيم فكيف يقنعون غيرهم، ولابد أن تقوم وزارة التربية والتعليم بحملة واسعة وسريعة لجميع منسوبي التعليم في هذا الخصوص وتعريفهم بأهمية التطعيم وأنه خطوة ضرورية، خصوصا بالنسبة لمن لا يتمتعون بمناعة كبيرة ضد الأمراض، كالأطفال والحوامل والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة، ويجب أن يقتصر أخذ اللقاح في البداية على من يعانون من ضعف الجهاز المناعي. وأكد خالد العنزان على أن الخوف من اللقاح لا مبرر له، وللأسف أن الإعلام ساهم كثيراً في بث الخوف من اللقاح، وهذا انعكس سلباً على حملة التطعيم ضد هذا الوباء، وعلق مبارك الدوسري على ذلك بأن الغالبية العظمى من المواطنين قد تميل إلى الرفض بسبب أن التطعيم جعل اختياريا، ولو كان إجبارياً كباقي التطعيمات الأساسية لكان افضل، فوزارة الصحة مثلا هي المسئولة عن صحة الناس والأعرف بما ينفعهم بإذن الله. ورحب سليمان العواجي بحملة التطعيم، خصوصا أنها بدأت مع دخول فصل الشتاء الذي تقل فيه المناعة، وقال:سمعت من مدير عام الخدمات الصحية بوزارة التربية والتعليم د.الشهري في مقابلة تلفزيونية أنه في حالة ان ثبت وجود أعراض جانبية للقاح فإنه على استعداد لتقديم استقالته، وهذا مما يؤكد على أن العقار مأمون الجوانب بإذن الله. ورصدت "الرياض" العديد من رسائل الجوال تحمل الشائعات التي تندد باللقاح وتزعم وجود بعض أنواع من الأعشاب لمعالجة الوباء، مما جعل هذه الأعشاب تنفد من الاسواق بعد تهافت المواطنين على شرائه اعتقادا منهم انه يقاوم انفلونزا الخنازير، وكانت مثل هذه الرسائل سببا رئيسا في إثارة البلبلة لدى الناس، وصدتهم عن اللقاح الذي اعتمدت نتاجه طبيا. تأكيد سلامة اللقاح وقلل المشرف على كرسي أبحاث الأمان الدوائي أستاذ مساعد بكلية الصيدلة جامعة الملك سعود د.هشام بن سعد الجضعي من شأن هذه الرسائل، مؤكدا على أن تطعيم انفلونزا الخنازير ثبت علميا أنه لا يسبب مرض التوحد، وتمنى أن لا يكترث الناس لهذه الشائعات التي تأتي من مصادر غير معروفة وغير علمية، وأن يعتمد الناس على المعلومات التي تبثها الجهات الرسمية والمتخصصين في هذا المجال بخصوص أمان الدواء. خالد العنزان وقال: استقبلت كغيري من القراء هذه الشائعات التي تحذر من استخدام تطعيم الإنفلونزا خصوصا لدى الأطفال، وتضع هذه الرسائل والشائعات مستخدم الدواء في حيرة من أمره وتضعف من قدرته على اتخاذ القرار المناسب بخصوص استخدام التطعيم. وأضاف: من خلال تخصصي في أمان وسلامة الأدوية بحثت عن صحة هذه التحذيرات التي انتشرت بين أفراد المجتمع، ووددت أن أوضح أن أي دواء يصرح لتصنيعه وتسويقه من قبل الجهات الرقابية الدوائية يكون قد مر بأبحاث وتجارب معملية على الحيوان وإكلينيكية على الإنسان للتأكد من فعاليته وأمانه، وهذا بالفعل ما حدث للقاح انفلونزا الخنازير، حيث لم يظهر من خلال هذه الأبحاث أي من التحذيرات الخطيرة التي انتشرت بين أفراد المجتمع، إذن ما هو المصدر العلمي لهذه التحذيرات؟ وأشار إلى أن هناك مادة حافظة تضاف في بعض التطعيمات ضد انفلونزا الخنازير تسمى الثايمروسول، وقبل سنوات كان هناك شكوك بأن هناك علاقة بين هذه المادة والإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال، وأجريت العديد من الأبحاث منذ ذلك الوقت على أعداد كبيرة من المرضى حول العالم، وتشير نتائج هذه الأبحاث أنه هذه المادة لاتسبب مرض التوحد، وفي عام 2004 أوصى معهد الطب بأمريكا بعد مراجعة شاملة لجميع الأبحاث التي أجريت على مستوى العالم، وخصوصا الوبائية منها، إلى أن التطعيم المحتوي على مادة الثايمروسول لايسبب التوحد، ونتائج هذه الأبحاث تبعث الطمأنينة لدى المستهلك بخصوص أمان وسلامة التطعيم، مبينا بأنه قد تظهر بعض الآثار الجانبية بعد تسويق أي دواء و استخدامه من قبل عدد أكبر من المرضى وهذا أمر طبيعي حدث ويحدث مع كثير من الأدوية الموجودة في السوق حاليا، ومن ذلك تنبع أهمية التبليغ عن أي أثر جانبي يشعر به المريض للهيئة العامة للغذاء والدواء والتي بدورها تجري أبحاث للتأكد من وجود هذا الأثر الجانبي. دراسة اللقاح وانطلاقاً من دور الهيئة العامة للغذاء والدواء الرقابي على الأدوية، فقد تابع قطاع الدواء بالهيئة من خلال إداراته ومراكزه جميع مراحل إنتاج اللقاح من قبل العديد من الشركات العالمية المتخصصة، حيث تم التأكد من أن اللقاح يسوق بنفس التركيب في 17 دولة من الدول الاوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والسويد والدنمارك واسبانيا وهولندا، وان جميع الدراسات والتحاليل تؤكد على أن الفوائد العلاجية المتحققة من اللقاح تفوق الآثار الجانبية المحتملة التي يمكن أن يسببها اللقاح، والتي لا تختلف في مجملها عن تأثيرات لقاح الإنفلونزا الموسمية الذي يستخدم منذ أكثر من عشرين عاما، ويمكن الإطلاع على هذه الآثار بزيارة موقع الهيئة، وأوصت اللجنة العلمية بالهيئة بتسجيل اللقاح وفقاً للمواصفات التالية: الاسم التجاري (بانديمركس Pandemrix®). وتأمل الهيئة من المواطنين والمقيمين عدم الانسياق وراء ما ينشر عن اللقاح من معلومات غير صحيحة، كما تحث الهيئة العاملين في القطاع الصحي والمواطنين والمقيمين بالإبلاغ عن أي ملاحظات على اللقاح من خلال تعبئة النموذج الخاص برصد الآثار الجانبية، حيث يمثل إبلاغ المركز الوطني للتيقظ الدوائي بالآثار الجانبية للأدوية واللقاحات أفضل طريقة تساهم في رصد مأمونة الأدوية وسلامتها، ويمكن الحصول على نموذج رصد الآثار الجانبية للقاح من المراكز الصحية او من موقع الهيئة www.sfda.gov.sa/npc، أوالاتصال بالمركز الوطني للتيقظ والسلامة الدوائية.