ساهمت مبادرة معالي وزير الصحة د.عبدالله الربيعة في الحصول على لقاح أنفلونزا الخنازير مع ابنته في طمأنة جميع المواطنين حول مستوى أمان اللقاح، واعتماده، إلى جانب أن هذه الخطوة أخرست الشائعات التي تناولت اللقاح بمعلومات خاطئة، ولا تستند على حقائق علمية. وأكد المشاركون في ندوة «الرياض» المتزامنة مع حملة وزارة الصحة على أن لقاح أنفلونزا الخنازير الخيارالأمثل للوقاية من المرض، وهو آمِن باعتراف المنظمات الصحية الدولية و«هيئة الغذاء والدواء»، مستغربين ظهور شائعات على «النت» عن علاقة اللقاح بالإصابة بالزهايمر، أو الشلل عند الأطفال، أو التوحد، وقالوا: هذه معلومات غير صحيحة ومبالغ فيها، مشيرين إلى أن اللقاحات عادة ما يكون فيها بعض الآثار البسيطة مثل الحرارة والانتفاخ والاحمرار والحساسية في موضع اللقاح، وحدثت هذه الآثار في اللقاحات السابقة، مؤكدين على أن الفائدة من اللقاحات أكثر بكثير من أي آثار بسيطة قد تحدث، وهي آثار محددة ومرصودة بدقة من قبل الشركات المصنعة، والمنظمات الصحية الرقابية. وطالب المشاركون أولياء أمور الطلاب والطالبات أن يفكروا كثيراً قبل أن يحرموا أطفالهم من اللقاح، وقالوا:إن هناك فارقاً كبيراً بين تردد بعض المواطنين و»طوابير الغربيين» للحصول على اللقاح!، موضحين أن»الوباء» سوف يستمر إلى نهاية عام 2010م وستكون «موجة الشتاء» المقبلة هي الأخطر!. ومن المقرر أن تبدأ وزارة الصحة في المرحلة الثانية بعد موسم الحج تطعيم الأطفال فوق الستة أشهر والحوامل بعد الشهر الرابع، كما ستبدأ وزارة التربية تطعيم 2,5 مليون طالب وطالبة في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية وذوي الاحتياجات الخاصة كمرحلة أولى، تليها المرحلتان المتوسطة والثانوية. مكونات اللقاح ومراحل اعتماده في البداية قدم "د.باوزير" مدخلاً عن أهمية اللقاحات في تاريخ البشرية، إلى جانب تعريف لقاح انفلونزا الخنازير ومراحل اعتماده في المملكة، والمنظمات الدولية التي اعترفت به، وقال: من الأشياء التي ساهمت في حماية المجتمعات من الكوارث والأوبئة هي التطعيمات، وطبعاً لو ألقينا نظرة سريعة جداً على ما أصاب البشرية من الوفيات نجدها بالملايين من خلال أمراض الجدري، الطاعون وإلى آخره من الأمراض التي تم التخلص منها عن طريق اللقاحات، مشيراً إلى أن اللقاح الجديد لأنفلونزا الخنازير عبارة عن مستحضر صيدلاني صنع بطريقة معينة لكي يحمي الجسم من مرض معين، وفلسفة اللقاح العلمية بسيطة جداً، وهو أنك تستطيع ان تستخلص الميكروب وتقتله وتأخذ الجزئية الجينية فيه التي تحضنها في الجسم ليقوم الجسم بإنتاج أجسام مضادة، وهذه الأجسام المضادة مثل السلاح في جسم الإنسان، فأول ما يدخل الفيروس أو البكتيريا في هذا الجسم تقضي عليه حسب مناعة الجسم. وأضاف أنه من خلال متابعتنا ومفهومنا لطريقة إنتاج اللقاح وسلامته نجد ان اللقاحات من الأدوية الصيدلانية التي تتمتع بمستوى عال جداً من السلامة مقارنة بالفائدة التي تحققها في القضاء على الأمراض أو الحد من انتشارها. واشار إلى أن مراحل اعتماد اللقاح من قبل هيئة الغذاء والدواء مرت بعدة خطوات، فأول ما يكتشف اللقاح نحتاج إلى ان نتعرف على الفيروس أو البكتيريا الموجودة فيه، مثل الانفلونزا الموسمية، وتجربتنا تحتاج إلى ان يستوعبها الإنسان في إنتاج اللقاحات، وتعزل منظمة الصحة العالمية ومركز الأمراض الأمريكي وبعض المراكز الأوروبية الفصائل الفيروسية التي تنتشر خلال الموسم، وهي الانفلونزا وترى كم فصيلة موجودة لتنقيها وتعطيها للشركات لكي تصنع منها اللقاحات، وهذه المرحلة تمر بفصل تنقية الفيروس ثم يتم إعطاؤه للشركات، وتبدأ الشركات تكاثر هذا الفيروس وبعد ذلك يقتل الفيروس وتؤخذ المادة الجينية الموجودة فيه ونستخدمها في عملية التصنيع، وهي عملية معقدة قليلاً، وبعد ان يتأكد من هذا الشيء نجري بعض التجارب على الحيوانات للتأكد من إنتاج أجسام مضادة وبصورة تكفي لهذا الأمر، وإذا كان اللقاح جديداً كلياً وليس لدينا خلفية عن هذا الأمر، وبالتالي يدخل في مرحلة التجارب السريرية ونبدأ نحدد من هو الشخص الذي يريد ان يستفيد منه، كما نحدد الاعمار حتى يتم التجريب، وبعد ذلك يستنتج منه مدى سلامة اللقاح. وقال قبل ان يأتينا فيروس الخنازير حدث انفلونزا الطيور (H5N1) وقد حضر اللقاح وجرب ولكنه لم يستخدم على نطاق واسع لسبب أنه لم ينتشر إلى مستوى وباء عالمي، ولكن أخذه الكثير من الناس فتوفرت لنا من فصيلة (HIN1) معلومات عن المأمونية من حيث تعامل الجسم مع هذا الفيروس الجديد، مما سهل سرعة مراحل اقرار اللقاح (HIN1). وأضاف أن هناك كثيراً من الجهات العالمية أقرت هذا اللقاح، وأولها الهيئات الرقابية الأمريكية وإدارة تقييم الأدوية الأوروبية، إضافة إلى المنظمات الكندية والاسترالية والصينية، وطبعاً "الايمياء" تمثل كل دول الاتحاد الأوروبي وهي هيئة الرقابة الأوروبية وإذا أقرت مستحضراً مركزياً فهو يعتبر مسجلاً في كل الدول الأوروبية، فالكثيرمن دول العالم أقرت اللقاح تبعاً لهذه الدول الأوروبية واستراليا وكندا والصين إضافة إلى أمريكا. استمرار التطعيمات وعلق "د. أمين" قائلاً إن اللقاحات والتطعيمات تعتبر أعظم إنجاز في تاريخ الصحة العامة وهي موثقة عالمياً، وقال لقد شاركت خلال الثلاث سنوات الماضية في عمل مستمر على مستوى العالم لإنتاج اللقاح، وكان التفكير الأول عن كيفية إنتاج كميات كافية في بلاد الوباء تكفي لجزء كبير من البشرية خلال الثلاثة أشهر الأولى، وقدرنا ذلك في حينه بمليار، وطرحت عدة اقتراحات منها الاقتراح الذي اقترح في انفلونزا الطيور وطبق وهو مادة الأجفن وهي المادة المضافة، وتزيد المناعة وتقلل كمية الفيروسات، مؤكداً على أن العالم لعدة سنوات كان يحضر نفسه للوباء لأن هناك دورة للأوبئة، وهناك ثلاثة أوبئة شهيرة حصلت في القرن العشرين وهي الوباء الأسباني عام 1918م واستمر إلى 1919م، وهذا ربما حصد حوالي 50-100 مليون حالة وفاة، بعد ذلك الوباء الآسيوي 1956م وحصد نحو 4 ملايين، ثم وباء هونج كونج عام 1968م، ونحن كمختصين في علوم الأوبئة انتظرنا فترة طويلة نراقب موضوع وباء الانفلونزا، والذي حدث أنه حينما ظهرت انفلونزا الطيور كان لديك تخوف بأن الفيروس إما يتحور أو يصبح شيئاً آخر بحيث ينتقل بين البشر، ونحن لا يهمنا ان ينتقل من الطيور إلى الإنسان أم من الحيوانات إلى الإنسان لأنه عندما ينتقل بين البشر فسيكون سريع الانتشار خاصة مع العولة ووجود الطائرات النفاثة، وفي الجانب الثاني كان عندنا شيء لم يكن موجوداً في الأوبئة السابقة حيث هناك تقدم في الخدمات الصحية على مستوى العالم. الموجه الثالثة أخطر! وأضاف نحن دخلنا في الموجة الثانية، حيث يوجد ازدياد في الحالات وحالات الوفاة على مستوى العالم، فالولايات المتحدةالأمريكية أعلنت قبل أيام حالة طوارئ ونحن حقيقة متخوفون على مستوى العالم من موسم الشتاء المقبل ومن الموجة الثالثة تحديداً، لأن الموجة الثالثة قد يكون فيها المرض أشد بكثير من الآن وعدد الحالات أكثر والوفيات أكثر، وقد يضطر إلى أخذ إجراءات أشد على مستوى العالم وقد تؤثر على الحركة والسفر الدولي والداخلي في الدول وعلى التجمعات عامة، فكل الدول تضع سيناريوهات مختلفة بنفس الطريقة لتصعيد خطتها، والموضوع لن ينتهي فقط مع انتهاء الموسم إنما سيستمر على جميع الفصول وإلى عام 2010م، ولكنه يزداد في موسم الشتاء. الوقاية والتطعيم ويرى "د.الشهري" أن الفيروس منتشر في كل مكان، ومهما اتخذ من احتياطات فإن انتقاله بين البشر متوقع، وقال:التخوف من ان تأتي موجات يتغير فيها الفيروس ويتحور ويصبح شديد الضراوة، وقد يسبب وفيات أكثر لا قدر الله، لهذا يجب تعزيز موضوع النظافة والوقاية والتوعية، وهذه العناصر الثلاثة ستحد من عملية انتشار الوباء -إن شاء الله-. وعلق "د.أمين" على حديث "د.الشهري" من أن الوسيلة الرئيسية للوقاية من الوباء هو التطعيم أولاً لحماية المجتمع. علاقة العمر والجنس وعن علاقة العمر والجنس في اعتماد اللقاح، أوضح "د.باوزير" إن تقرير أي دواء أو مستحضر يعتمد على تحديد الجنس أو العمر، سواء كان للمرأة الحامل أو الأطفال، وفي الوقت نفسه فإن العمر يحدد الجرعة واللقاح الذي يحتاجه، وبناء على الدراسات التي تجري أو المعلومات المتوفرة لدى الشركة المنتجة يحدد العمر المناسب للقاح الذي تصنعه لكي يعطي للمجموعة العمرية المستهدفة. وقال إن اللقاح الذي أقرته الهيئة العامة للدواء للمناعة ضد انفلونزا الخنازير مقر للاستخدام للأطفال فوق الستة أشهر، وإذا استخدم للحوامل فبداية من الشهر الرابع. شائعات النت! وقال للأسف الشديد هناك اشاعات كثيرة ظهرت عن اللقاح في وسائل متعددة ومن أشهرها النت، مثل الإصابة بالزهايمر، أو الشلل عند الأطفال، أو التوحد، وهذه غير صحيحة ومبالغ فيها، مشيراً إلى أن اللقاحات عادة ما يكون فيها بعض الآثار البسيطة مثل الحرارة والانتفاخ والاحمرار والحساسية في موضع اللقاح، وحدثت هذه الآثار في اللقاحات السابقة، مؤكداً على أن الفائدة من اللقاحات أكثر بكثير من أي آثار تحدث بسيطة، وهي آثار محددة ومرصودة بدقة من قبل الشركات المصنعة، والمنظمات الرقابية، ولذا نأمل من المواطنين والمقيمين الا يستمعوا مطلقاً للاشاعات التي تقال بدون علم، ويجب ان يأخذوا المعلومات من مصادرها، فهناك وزارة الصحة، وهيئة الغذاء والدواء، واللجنة العلمية، واللجنة الوطنية، ومنظمة الصحية العالمية، ومراكز مكافحة الأمراض في أمريكا، مؤكداً على أن اللقاح آمن ومطمئن للجميع. ونبه "د.باوزير" من استخدام الخلطات العشبية والشعبية كبديل عن اللقاح، ومن ذلك المواد التي تحوي مادة الصوديوم في مكوناتها، وقال: إن من الشائعات المتكررة هي أنك إذا حولت إلى جسمك حمضاً قاعدياً ستقتل الفيروسات، وهذا الكلام ليس موثقاً علمياً، لأن الصوديوم يزيد الضغط، وربما يصل يدخل الإنسان في حالات حرجة. وأضاف أن ما يثار حول مادة الأجفنت وهي المادة المحفزة في اللقاح، وهذه المادة تملك براءتها شركتان أوروبيتان وأنتجت واستخدمت في الكثير من اللقاحات، وهذه المادة هدفها هو تحضير الجهاز المناعي للافراز، واستخدمت هذه المادة في الكثير من التطعيمات ولم يكن هناك سلبيات، مشيراً إلى أن ما يثار حول "متلازمة قاريال" يعد استجابة طبيعية عند بعض الناس وليس فقط من اللقاح، وإنما حتى من بعض الإصابات البكتيرية، حيث تحدث لديهم ردة فعل شديدة ضد شيء معين، فهي يمكن ان تحدث مع التطعيم ومع الدواء ومع أشياء كثيرة، وقد درست هذه بدقة في بريطانيا لكي يعرفوا مدى تأثير "قاريال" مع اللقاحات وقد وجدوا أنها نادرة جداً. ويشير "د.أمين" إلى أن هذه المتلازمة يوجد عليها مراقبة على مستوى العالم في برنامج شلل الأطفال، وهناك معدل عالمي معروف فيها، وهذا الفيروس يمكن ان يصيب واحداً من كل 100 ألف من السكان في عمر أقل من 15 سنة، وهذه المتلازمة موجودة في كل الدول وتصيب بعض الأشخاص، وبعض المجموعات الذين نسميهم "اللوبي" ضد التطعيمات رفضوا اللقاح في هولندا وجاءهم الفيروس من الهند، فإذا رفض التطعيمات يؤدي إلى نتائج عكسية. لماذا التطعيم اختياري؟ وعن الحديث الذي يدور بين أولياء أمور بعض الطلاب والطالبات حول التطعيم الاختياري وليس الإلزامي، أوضح"د.الشهري": ان الاختيار من منطلق ان هذا اللقاح ضد الانفلونزا الموسمية فهو ليس من اللقاحات الأساسية للأطفال التي قررت عالمياً في السن المبكرة، مؤكداً على أن اللقاح يعد أقل الضررين، ففوائد اللقاح كبيرة جداً، وقد يعرض الإنسان نفسه لمرض شديد بالأحجام عن أخذ اللقاح، ومن ذلك دخول المستشفى أو دخول العناية المركزة ويمكن ان تنتهي الحالة بالوفاة لا قدر الله، فأعتقد أنه لا يجب ان نعرض أطفالنا لهذه المخاطر والاحتمالات. حملة وزارة الصحة وقال "د.أمين" إن الهدف الرئيس لانطلاق حملة التوعية بالتطعيم هو طمأنة المواطنين بمأمونية اللقاح، وعلى أساسها بدأ معالي وزير الصحه بنفسه وأبنته، بهدف طمأنة المجتمع، مشيراً إلى أن الوعي هو الأهم في هذه المرحلة لأنه لا خيار أفضل أمام المواطن سوى أخذ اللقاح، مشيداً بالسياسة الفنية التي اتبعتها وزارة الصحة في طريقة إعطاء اللقاح وآلية حفظه ونقله وتوزيعه على المناطق. واضاف ان هناك دورة تدريبية ستكون للعاملين في المناطق بعد انتهاء موسم الحج، وهذه الدورة ستفصل كل الجوانب الفنية وسيكون هذه الفرق تحت إشراف طبي، كذلك تم طباعة عشرة ملايين "كرت تطعيم" بحيث يدون في كل كرت معلومات عن الشخص الذي أخذ جرعة اللقاح، ويبقى هذا الكرت وثيقة مع الشخص في حال حدوث أي مضاعفات لا قدر الله، لمعرفة كافة البيانات اللازمة عن رقم الجرعة، ومن قام بها. خطة وزارة التربية وأوضح "د.الشهري" أن خطة التطعيم التي ستنتهجها وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع وزارة الصحة، تعتمد على نشر فرق من الوحدات الصحية تساعدهم أيضاً فرق من وزارة الصحة لإجراء التطعيم داخل المدارس، كما أن كل مركز صحي سيغطي المدارس في الحي، وحسب وصول اللقاح ستكون الأولوية لرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية وذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد المستهدفين في هذه المرحلة مليونين وخمسمائة ألف طالب وطالبة، ثم تليها مرحلة المتوسطة والثانوية، كما سيتم خلال الخطة تنفيذ حملة توعوية لأولياء الأمور والإجابة على تساؤلاتهم. مقارنة مختلفة! وقارن "د.باوزير" بين تردد بعض المواطنين من أخذ اللقاح وبين مواطني عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية، ممن ينتظرون في طوابير طويلة ولساعات طويلة للأخذ اللقاح. وقال نريد المواطن ان يشعر بالدور الكبير الذي تبذله حكومته في الحغاظ على صحته، دون أن يكون "صيداً سهلاً" لمروجي الشائعات، مشيراً إلى أن أي دواء يحتاج إلى متابعة ومراقبة، لأن الدواء يجرب على 5 آلاف شخص، فلابد ان يتابع لكي نكتشف الأعراض الجانبية، ولذلك نجد ان الدول لديها نظام يسمى نظام الرصد بعد التسويق، ونحن في المملكة لدينا مركز يسمى مركز التيقن والسلامة الدولية، وهذا المركز يقوم برصد الحالات، وهيئة منظمة الصحة العالمية لديها أكثر من ثلاثة ملايين حالة رصد للأمراض الجانبية، والآن الكرت الذي سيعطى للطالب فيه اسم التطعيم ورقم التشغيل، وحينما يشتكي الطالب بحدوث أثر جانبي وثم يشرع في معالجة هذه القضية، وإذا جاءت 4 حالات شك أو عشر حالات شك، هذه بالنسبة لي ينتج عن إشارة لوجود خلل أسعى إلى علاجه. اتخاذ القرار ويرى د.الشهري أننا الآن في عصر المعلومات، وهناك مواقع حكومية وعلمية موثوقة ومعتمدة للمعلومات عن اللقاح باللغة العربية والإنجليزية، ولكن في النهاية على المواطن أن يقرر هل يأخذ اللقاح أم لا؟، ولكن كما قلت قبل أن يقرر يجب ان يكون لديه معلومات صحيحة عن هذا اللقاح وعن المرض، ويوازن بين الفوائد وبين المخاطر، محذراً في الوقت نفسه من انتشار الفيروس في الأسابيع والأشهر المقبلة في موسم الشتاء.. وبعض الدراسات تقول ان معظم الاصابات بالانفلونزا سبيها هو (H1N1)، بمعني أنه طغى على كل الفيروسات الأخرى. واكد "د.أمين" على أن برنامج تحصينات وزارة الصحة منذ سنوات هو رصد لكل الآثار السلبية، وهو رصيد شهري لكل مناطق المملكة، وهي قليلة ونادرة واللقاحات آمنة بشكل كبير وأهميتها تكمن في استئصال الأمراض، والرسالة التي نوجها للآباء والأمهات هي أننا نطمئنم على سلامة اللقاح، لأنه مر بكل الهيئات الدولية سواء في أوروبا أو امريكا أو في الدول العربية الأخرى أو هيئة الغذاء والدواء في المملكة، ومن خلال متابعتنا لمنظمة الصحة العالمية طوال السنوات الماضية نؤكد على أهمية التطعيم للحماية من هذا الوباء، فاذا اشتد المرض والوباء فالخيار الرئيس هو اللقاح، أما الأدوية فهي فقط للعلاج، لكن الحماية بعد الله سبحانه وتعالى تأتي من أخذ اللقاح. مقترحات وتوصيات - د. أمين: التأكيد على مأمونية اللقاح -بإذن الله-، وطمأنة المواطنين بسلامة التطعيم وعدم حدوث مضاغفات مقلقة، إلى جانب دعوة المجموعات الأكثر عرضة للأمراض ومنهم مرضى السكر والقلب أن يسارعوا لأخذ التطعيمات واللقاح عند توفرها، وذلك في المراكز الصحية والمرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة، كذلك الأسراع من قبل الآباء لتطعيم أطفالهم بعد افتتاح المدارس في المرحلة الثانية، إضافة إلى تحري الدقة في المعلومات والرجوع إلى المصادر المتخصصة، كما نؤكد على أن اللقاحات هي أهم وسيلة للوقاية من الأمراض وتاريخ البشرية يثبت فعالية اللقاح في القضاء على العديد من الأمراض. - د. با وزير: أؤكد على مأمونية اللقاح التي تفوق بمراحل مخاطره، كما نشجع المواطنين الذين لديهم أمراض مزمنة وخاصة الأمراض الصدرية أن يأخذوا لقاح الانفلونزا الموسمية المتوفر حالياً، كذلك التعاون مع هيئة الغذاء والدواء في الابلاغ عن مضاعفات اللقاح، والاتصال بالهيئة للاستفسار عن المعلومات والتساؤلات التي يحتاجون التثبت منها أو الاستفسار عنها. - د.الشهري: التأكيد على اتباع السلوكيات الصحية والحفاظ عليها للوقاية من الأمراض المعدية بعمومها، ومن ضمنها التأكيد على غسل الأيدي بالماء والصابون ما أمكن ذلك، كما أن التوعية تبدأ من الأسرة لتحصين وحماية أبنائنا وبناتنا -إن شاء الله-من هذا الفيروس، كذلك التأكيد على ان اللقاح هو أساس الحماية من الفيروس، وهو أفضل خيار متاح ويجب أن يفكر كل ولي أمر قبل أن يحرم طفلة من هذا اللقاح. المشاركون في الندوة د. صالح باوزير نائب رئيس هيئة الغذاء والدواء لشؤون الدواء د.سليمان الشهري مدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم د.أمين مشخص مساعد مدير إدارة الأمراض الطفيلية والمعدية بوزارة الصحة مداخلة الرد على الشبهات الثلاث! د. مقبل عبدالله الحديثي*أود هنا أن أوضح الحقائق العلمية حول هذا اللقاح بأسلوب مبسط أرجو أن يكون مفهوماً للجميع، وذلك بالرد على الشبهات التي أثيرت حوله والتي تروج لها جماعات مناهضة للتطعيم بشكل عام وهذه الجماعات معروفة في أمريكا وغيرها. الشبهة الأولى: أن اللقاح الجديد لم تجر عليه دراسات كافية للتأكد من فعاليته وآثاره الجانبية: إن اللقاحات الخاصة بالانفلونزا الموسمية معروفة وتستخدم منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً ويتم تصنيع هذه اللقاحات سنوياً باستخدام فيروسات جديدة، حيث إن فيروسات الانفلونزا تتغير سنوياً، وهناك مراكز متخصصة حول العالم متعاونة مع منظمة الصحة العالمية تقوم بعمل مستمر حول العالم لمتابعة هذه الفيروسات ودراستها وتحديد الأنواع التي يتوقع أن تكون سائدة في العام المقبل ولذلك عندما ظهر فيروس الانفلونزا (H1N1) وتم تحديد الفيروس من قبل منظمة الصحة العالمية واعتماده كفيروس مناسب للتطعيم أعطي للشركات المصنعة المختصة وبدأت بتصنيع اللقاح بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الجائحة أصبحت في المستوى السادس وتم إنتاج اللقاح من قبل هذه الشركات وعملت عليه دراسات وتبين أن اللقاح آمن ومفيد في التحكيم بانتشار المرض وأهم مضاعفاته هي ألم وتورم في محل الحقنة عند نسبة حوالي 50٪ وارتفاع في درجة الحرارة والخمول عند نسبة أقل وعادة تستمر لمدة يوم أو يومين. د. مقبل عبدالله الحديثي* الشبهة الثانية: وجود مادة السكوالين في التطعيم وما تسببه من مضاعفات مثل إنتاج أجسام مضادة لخلايا الجسم وظهور أعراض أمراض الروماتيزم والأمراض العصبية ويعزى ذلك إلى أنها سبب للأعراض التي يعاني منها الجنود الأمريكان الذين شاركوا في حرب الخليج الأولى أو ما يعرف بمتلازمة حرب الخليج: والجواب على هذه الشبهة أن هناك مواد مساعدة تُضاف للقاحات لزيادة فعاليتها بحيث تكون استجابة الجسم بإنتاج الأجسام المضادة للجرثومة المقصودة عالية، وباستخدام كميات أقل من مادة اللقاح وتستخدم هذه المواد في عدد من اللقاحات خاصة التي تكون فعاليتها غير كافية، ومن ذلك لقاحات الانفلونزا وهناك عدد من المواد المساعدة التي تحتوي على مركب السكوالين وهي مادة زيتية موجودة بشكل طبيعي في خلايا الجسم، وتستخدم هذه المادة في اللقاحات منذ أكثر من 10 سنوات، وهناك العديد من الدراسات التي أثبتت أنها آمنة ولا تسبب مضاعفات. الشبهة الثالثة: أن اللقاح يحتوي على الزئبق كمادة حافظة والمعروف أن الزئبق مادة سامة للأطفال وتؤدي إلى مرض التوحد: والجواب على هذه الشبهة: إن اللقاحات عندما يتم تجهيزها للتسويق والاستخدام تكون عادة إما على شكل عبوات أحادية الجرعة، أي أن كل جرعة في عبوة مستقلة لتكون جاهزة لحقنها بالإنسان، أو تكون عبوات متعددة الجرعات، أي أن العبوة الواحدة تحتوي على كمية من اللقاح يكفي لعدة جرعات عادة بين 10 - 20 جرعة يتم سحب الكمية المطلوبة بواسطة المحقن لإعطاء الحقنة للشخص المراد تطعيمه وبعضها يحتاج إلى التحضير والخلط بين مادة التطعيم والسائل المذيب كما هو الحال في بعض الأدوية. وفي هذه الحالات التي تكون العبوة متعددة الجرعات تضاف إليها مواد حافظة لقتل البكتيريا أو أي جراثيم ملوثة قد تختلط بالتطعيم أثناء تحضير الجرعات في العيادة وهذه المواد تحتوي على الزئبق كأحد مكوناتها، ولكن الكمية التي توجد في الجرعة الواحدة من اللقاح الذي يعطى للشخص لا تزيد عن 25 مايكروجرام (25 بالألف من الجرام) يتخلص منها الجسم بسرعة لا تصل إلى الحد الذي يكون ساماً حتى بالنسبة للأطفال علماً بأن الزئبق يوجد في عدد من الأطعمة كالأسماك والمأكولات البحرية بكميات أكبر من ذلك بكثير. * أستاذ مشارك واستشاري الأمراض المعدية كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي - جامعة الملك سعود