أعربت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية لدى وصولها الى بروكسل أمس لحضور اجتماع لحلف شمال الاطلسي عن ثقتها من ان الحلفاء سيستجيبون لدعوة واشنطن لهم للمساهمة بمزيد من القوات في أفغانستان لكنها أقرت بأن البعض قد يكون غير مستعد سياسيا بعد للكشف عن ذلك علانية. وقالت كلينتون للصحفيين على متن طائرتها لبروكسل "الاستجابة كانت ايجابية". وتشرح وزيرة الخارجية الامريكية للحلفاء خطة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتصعيد الحملة التي تقودها بلادها ضد تمرد طالبان المتصاعد في أفغانستان. وقرر أوباما ارسال 30 الف جندي أمريكي اضافي لافغانستان ليرتفع بذلك اجمالي القوات الامريكية هناك الى نحو 100 الف في مسعى للقضاء على تمرد طالبان واعداد قوات الامن الافغانية للبدء في تسلم المسؤولية في منتصف عام 2011 بما يسمح ببدء الانسحاب الامريكي من البلاد. وتأمل واشنطن ان ترفع دول الحلف الاخرى التي لديها بالفعل نحو 40 ألف جندي في أفغانستان مساهمتها بنحو 7000 جندي اضافي وهو ما يوفر لاوباما غطاء سياسيا في الوقت الذي يستعد فيه حزبه الديمقراطي للدخول الى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2010 مع اهتزاز موقف الناخبين بسبب الازمة الاقتصادية وخطط الحرب الافغانية المكلفة. وصرحت كلينتون بأنها بدأت "اتصالات مكثفة" مع وزراء خارجية الدول المتحالفة وتنتظر الاعلان خلال الايام القليلة القادمة عن المساهمات بقوات ومساعدات جديدة لافغانستان. وقالت كلينتون عن مباحثاتها مع الحلفاء "هناك تفهم لاهمية المهمة التي وصفها الرئيس (أوباما) وهناك رغبة في القدرة على شرحها للرأي العام في مختلف الدول". وأضافت وزيرة الخارجية الامريكية ان بلادها تسعى للحصول على مساعدات في مجالات عدة منها المساعدات المدنية والتدريب العسكري لاعداد أفغانستان لتحمل مسؤولية نفسها وقالت "علينا ان نشرك قوات الامن الافغانية في المعركة". من جهة أخرى، قال روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي ان الجيش الامريكي قد يسلم المسؤولية الامنية في بعض المناطق الافغانية الى الزعماء المحليين وميليشياتهم لا الى الجيش الافغاني التابع للرئيس حامد كرزاي الذي دربته الولاياتالمتحدة. وتبرز هذه الاستراتيجية الشكوك الامريكية في كرزاي وأيضا في امكانية تدريب قوات كافية للجيش الوطني في بعض مناطق أفغانستان بما يسمح بانتقال سلس للمسؤولية الامنية في اطار الجدول الزمني الامريكي الجديد. وتضررت مكانة كرزاي الدولية بعمليات التزوير التي حدثت في انتخابات الرئاسة وتفشي الفساد في حكومته. وتدار معظم المناطق في أفغانستان من خلال السلطات المحلية لا الحكومة المركزية لكرزاي في العاصمة كابول ويعتقد المسؤولون الامريكيون ان التحالف مع زعماء القبائل المحلية قد يكون مفتاحا لتوسيع نطاق الامن وتهميش طالبان. وتتصور وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان يجري نقل السلطة في أفغانستان على غرار النموذج العراقي حيث سلم الجيش الامريكي المسؤولية الى قوات الامن العراقية ثم بدأ الانسحاب تدريجيا.