يعكف خبراء في لجان علمية مختصة حالياًعلى نقاش إلكتروني ساخن مع أكثر من (20) شخصاً ممن يتعاطفون مع أفكار تنظيم القاعدة وتنظيمات تكفيرية أخرى بهدف تصحيح أفكارهم والتصدي لشبهاتهم. وكشف مدير حملة السكينة الشيخ عبدالمنعم المشوح ل"الرياض"عن رصد الحملة كذلك لنشاط إلكتروني ومشاركات لعدد من عناصر قائمة ال(85) الذين تلاحقهم أجهزة الأمن مشيراً إلى أن هذه القائمة التي بدأت تتساقط وتفلس على أرض الواقع لدى بعض عناصرها مشاركات في إصدارات التنظيم وعبر الإنترنت الذي يمثل ساحة كبيرة لهذه التنظيمات المنحرفة لبث مالديها واستقطاب أتباع جدد لها. وأكد مدير حملة السكينة الذراع الإلكتروني الفاعل لوزارة الشؤون الإسلامية في حربها الإلكترونية لشبهات وأفكار القاعدة على الإنترنت أن الحوار مع عناصر هذه القائمة الذين صنفهم من الصف الثالث للقاعدة أكثر"حدّة"من عناصر الصف الأول والثاني موضحاً أن غالبية هؤلاء من صغار السن وأعمارهم أقل من 30 سنة وتجاوبهم مع الأسف أقل ممن قبلهم رغم أن نفسهم في الحوار قصير ودائماً مايعجزون عن الاستمرار فيه ويبحثون عن المكاسب السريعة بوقت قصيربعكس عناصر الصف الأول الذين يسمحون بمساحة من الحوار ويستمر النقاش معهم أحياناً لشهر أو شهرين. ولم يخف مدير"السكينة"الذي لم يشأ في تصريحه الإفصاح عن الأسماء التي قد تكون الحملة قامت بمحاورتها سابقا من قائمة ال(85)..لم يخف ضعف القدرات القتالية والشرعية للصف الثالث للقاعدة بعكس أصحابهم السابقين، موضحاً ان عملياتهم الأخيرة ساذجة وضعيفة وهدفهم (دموي) لذا يختلف بالتأكيد من يكون هدفه دمويا عمن لديه هدف شرعي أو سياسي حتى لو كان هذا الهدف مغلوطا، مشيرا إلى أن موقع الحملة ضمّن مقالات وموضوعات دقيقة ومنوعة في الرد على شبهات التنظيمات المنحرفة وهو يفتح بذلك المجال للجميع في المشاركة في محاصرة هذا الفكر المنحرف وتحصين الشباب من آفاتهم،كما أعلن مدير"السكينة"في هذاالصدد عن إعدادهم لحقائب تدريبية استعدادا لنقل تجربة الحملة إلى الراغبين في المشاركة ضد التطرف والغلو بحيث تركز على التأصيل العلمي للمسائل العلمية التي يستغلها المنحرفون فكريا وبيان الحق فيها وحقيقة الشبهات التي يعتمدون عليها كثيرافي بياناتهم وعملياتهم. وعن أبرز أفكار عناصر القائمة الأخيرة من المطلوبين أبلغ المشوح "الرياض"أن لدى هؤلاء فكرة أساسية مسيطرة على عقولهم وهي مسألة الهجوم العشوائي والتخريب للتخريب فقط في حين أن عناصر الصف الأول الذين كان يتزعمهم عبدالعزيز المقرن قائد القاعدة آنذاك وبقية العناصر الأخرى كان لديهم أهداف واضحة ومحددة منها على سبيل المثال قولهم بإخراج المشركين من جزيرة العرب كمايقولون وإقامة خلافة راشدة ويستخدمون للوصول إلى هذه الأهداف وسائل غير مشروعة وأًصالة الفكرة والهدف غير صحيح من جهة شرعية. وأفاد المشوح أن لجان الحملة خصوصاً النفسية منها والشرعية تواصل مناقشاتها الطويلة مع هؤلاء لتبيان الشبهات لديهم والجوانب الشرعية فيما يؤمنون به من أفكار على رغم توزعهم على مجموعات متفرقة بعد إغلاق أغلب منتدياتهم الإلكترونية وتشتت"القاعدة"التي لم يعد لأفرادها قاعدة هرمية في الاتصال بأسامة بن لادن أو الظواهري وكبار قيادييهم،لافتاً إلى أن جميع هذه العناصر مطاردة وليس أمامها إلا تسليم أنفسهم والتوبة أوالانتحار كما حدث للأشخاص الذين انتحروا في حادثة الحمراء بجازان مؤخراً. وفي ختام تصريحه شدد المشوح على تركيز الحملة على البناء والتأصيل مؤكداً أن العمليات الأمنية الناجحة والاستباقية ضد التنظيم المنحرف قذفت بهؤلاء خارج الحدود إضافة إلى البرامج الفكرية الضخمة كبرنامج المناصحة الذي لمس الجميع نتائجه وأصبح أنموذجا عالميا للحوار الفكري ورعاية المنحرفين والعائدين وغيره من برامج ومشاركات ولجان حاصرت الفكر المنحرف في زمن قياسي الأمر الذي يجعلنا نفكر أكثر في عملية التأصيل والبناء الصحيح.