سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حملة السكينة من محاورة المنحرفين فكرياً إلى أروقة الجامعات مساحة حرة
8 رسائل علمية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه استلهمت تجربتها في المناصحة الإلكترونية
أسهمت النجاحات العديدة لحملة السكينة لمكافحة الفكر الضال التابعة لوزارة الشؤون الاسلامية في تحويلها لمرجعية موثقة للباحثين والدراسين في الجامعات السعودية حول مكافحة الارهاب وتعزيز الوسطية ودرء الفتن في المجتمع. فقد استطاعت الحملة أن تقنع 1500 شخص عن التراجع عن الافكار المنحرفة خلال السنوات الثمان الاولى من عمر الحملة من أصل 3250 تمت محاورتهم ومناقشتهم عبر المنتديات والمواقع وبرامج المحادثة المباشرة. وكان 50% من المحاورين في منطقة الخليج، و30% من الدول العربية، و20% من أوروبا وأمريكا. وبلغت نسبة المتراجعين تراجعا تاما عن كل أو أغلب الافكار المنحرفة 40%، بينما تراجع 60% عن أخطر الأفكار الإرهابية وأكثرها ضررا. هذه النجاحات كانت ثمرتها 8 دراسات علمية في الجامعات قامت على وثائق وأبحاث ودراسات وإحصائيات حملة السكينة. وهنا يؤكد ل«عكاظ» مدير الحملة الشيخ عبدالمنعم المشوح أنهم أتاحوا وثائقهم للباحثين والدارسين الأكاديميين المتقدمين للحصول على درجات علمية في الدراسات العليا، حيث تحتفظ (حملة السكينة) بجميع حواراتها على مدار 10 سنوات منذ انطلاقها، كما تحتفظ بأرشيف شامل لإنتاج الجماعات المتطرفة سواء كان الإنتاج المقروء أو المسموع أو حتى المرئي، مشيرا إلى أن موقع السكينة على الشبكة العالمية ساهم بتوفير مادة فكرية وعلمية ومكتبة إلكترونية للإنتاج الفكري والعلمي الإيجابي المواجه لتيارات وأفكار الغلو والتطرف. وشدد على أن هذه الخطوة الاولى للحملة اكتسبت مصداقية كبيرة بفضل قوة حوارتها العلمية وغزارتها حيث أسهمت جميع هذه المكونات في تقديم (حملة السكينة) كمصدر علمي موثوق يستحق الدراسة والعناية للإفادة منها في الأبحاث الأكاديمية المحكمة في جامعات المملكة. أهداف الحملة وأفاد مدير حملة السكينة أن من أهدافهم نشر المنهج المعتدل وتكريس قواعده وضوابطه ومفاهيمه، والتصدي للأفكار والمناهج المنحرفة المؤدية إلى العنف والغلو، وبناء شخصية إسلامية متوازنة منتجة وإيجابية وواعية، وفتح الحوار والنقاش في القضايا المشكلة، بأساليب شرعية وأخلاقية، وتعميق مبادئ الولاء والانتماء، إضافة لرصد الحركة الفكرية وتحليلها ودراستها. وحول الطريقة التي يستدلون بها على تراجع المناصحين على الشبكة العنكبوتية أبان المشوح أن ذلك يتضح أثناء الحوار حيث يبدي الطرف الآخر تراجعا وعبارات تنم عن وضوح الحقيقة لديه، أو يصرح بالتراجع عن بعض المسائل. وأكد وصول عدة رسائل إيميل يقر أصحابها بالتراجع، ويطلبون الحوار في مسائل أخرى، مبينا أن «جميع التراجعات والرسائل مرصودة لدينا ومسجلة للإفادة منها في مركز الدراسات والأبحاث في الموقع الإلكتروني». وتطرق المشوح إلى عدد أعضاء حملة السكينة مبينا أن عددهم يبلغ 66 منهم 13 امرأة، بينما يبلغ عدد المتطوعين والمتطوعات في برنامج التجنيد الحميد 400. وأوضح أن أعضاء الحملة يتكونون من دعاة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومجموعة متطوعين من الجنسين، إضافة لمتخصصين في العلوم الشرعية والاجتماعية والسلوكية. وبين أنه تم تدريب الفريق على فن الحوار وفهم النفسيات، وطريقة إدارة النقاشات بأساليب علمية، حيث أجريت لهم دورات علمية متخصصة وبعضهم حصل على رخصة تدريب عالمية. إنجازات الحملة وأوضح المشوح أن عدد المواقع والمنتديات التي تغطيها الحملة 800، مشيرا إلى أن الحملة أنشأت موقعا باللغتين العربية والإنجليزية. وذكر أن (موقع السكينة) فاز ب(جائزة أبها 1430 ه، فرع تقنية المعلومات)، تتويجا للجهود التي يقوم بها الموقع كموقع ثقافي حواري، كما تم تقديم حملة السكينة كأنموذج لجهود المملكة في التعامل مع الأفكار المتطرفة في بيان المملكة لحقوق الإنسان في جنيف 1430 ه. وحول موقع الحملة أبان المشوح أن رؤيتهم تتلخص في أن يكون الموقع مرجعا في موضوعات التوعية الفكرية وتصحيح المنهج وتعزيز الوسطية وذلك من خلال توفير مواد علمية وتربوية وفكرية وإعلامية متنوعة ودراسات ومتابعات تساعد المصلحين والمهتمين بالأمن الفكري في مسارهم وتحقيق أهدافهم النبيلة. وأبان المشوح ان الموقع يخاطب الباحثين والمتخصصين وكذلك عامة الجمهور على اختلاف مستوياتهم، مشددا على أنهم يحاولون طرح خطاب بناء يعكس الصورة المشرقة للإسلام. أقسام الموقع وأبان مدير الحملة ان الموقع يتكون من عدة أقسام منها (التأصيل الشرعي) لقضايا الفتن والنوازل والأحداث على غرار قواعد في التكفير، موانع تكفير المعين، الراية وإذن الإمام في الجهاد، حكم الاستعانة بغير المسلمين، عواقب الخروج على الحكام عبر التاريخ، مفاسد العنف والتفجيرات، وجوب لزوم الجماعة، الانتحار ليس استشهادا وقتل المعاهد ليس جهادا. وأشار إلى أن (الركن الإعلامي) في الموقع يرصد بمنهجية إعلامية الأخبار والأحداث والتغطيات لقضايا التكفير والتفجير والمراجعات في العالم الإسلامي وفي المنطقة بشكل خاص، مبينا أن (الركن الإعلامي) يجمع ما بين المتابعة الخبرية لكل قضايا الفكر التكفيري والهيئات والمؤسسات العاملة في مجال التصدي له وتحصين المجتمع من شروره، والتقارير الصحفية عن تطورات الفكر التكفيري محليا وعربيا وإسلاميا وعالميا. ولفت إلى أن الموقع يحوي قسم السياسة الشرعية للأقليات المسلمة والذي يعنى بالتعامل مع غير المسلم، وفقه تعامل الأقليات المسلمة مع واقعهم، واحترام المعاهدات والمواثيق. وأشار إلى أن الموقع يشمل أيضا قسم (الفتاوى) الصادرة عن هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية والعلمية في قضايا التكفير والتفجير والشبهات التي يثيرها دعاة هذا الفكر، وهي فتاوى صادرة من مرجعيات الأمة، وكذلك (المكتبة الصوتية) التي تضم خطب ومحاضرات ولقاءات كبار العلماء وطلبة العلم والمشايخ الموجهة ضد فكر التكفير والتفجير، إضافة للمكتبة الرقميةالمتخصصة في تعزيز الوسطية والحوار ومحاربة الفكر المنحرف ويحتوي على مجموعات من المؤلفات العلمية. زيارات متنوعة ولم يغفل الموقع بحسب المشوح إنشاء مركز للدرسات والابحاث يعنى برصد وإصدار الدراسات العلمية والأبحاث العلمية المتخصصة في موضوعات الإرهاب والفكر وتعزيز الوسطية ودراسة الجماعات والحركات الإسلامية، ودراسات تربوية وسلوكية، إضافة لقسم لمناقشة أشهر الشبهات التي يعتمد عليها المنتمون للجماعات المتطرفة، وبيان الموقف الشرعي الصحيح منها وتفنيدها. ونظرا لتنوع الموقع وقوته فإن عدد زواره قارب 100 ألف زيارة من 132 دولة حول العالم، مبينا أن أعلى 10 دول دخولا للموقع هي المملكة، مصر، المغرب، الجزائر، الكويت، تونس، الأردن، الامارات، امريكا، والعراق. وأفاد أن أكثر الاقسام زيارة بالترتيب هي الركن الاعلامي، مركز البحوث والدراسات، التأصيل الشرعي، الخطب، الفتاوى، الشبهات، السياسة الشرعية، المكتبة الرقمية. ولفت المشوح إلى أن معدل الخروج من الموقع من أول زيارة 6% (وهو معدل ممتاز جدا) يعني أن 94% يعودون للزيارة مرة اخرى. ولاحظ المشوح ارتفاع نسبة الزيارة من الدول التي حصلت فيها ثورات؛ مصر، تونس، ليبيا، واليمن في الشهرين الاخيرين. وحرصا من القائمين على الحملة للوصول الى اكبر شريحة ممكنة فقد ركزوا بشكل كبير على تأسيس شبكة ضخمة في الفيسبوك ونجحوا حيث وصل عدد المعجبين والمشتركين في صفحة (فيسبوك السكينة) 62 ألفا، بينما بلغ أصدقاء المعجبين أكثر من 7 ملايين، وبلغ عدد الواصلين إلى الصفحة شهريا 11 مليون شخص. دراسات علمية واستدل المشوح بعدد ممن حصلوا على الدراسات العلمية مما يدل على نجاح الحملة ومنهم الباحث شاكر بن مقبل العصيمي الدارس في مرحلة الماجستير في تخصص العدالة الجنائية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والذي حملت رسالته عنوان (شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورها في تحقيق الأمن الفكري دراسة تأصيلية تطبيقية على ظاهرة الغلو)، مبينا أنه بنى بحثه على تطبيقات وملخصات لحوارات مع من تأثروا بأفكار منحرفة متعلقة بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانحرافهم في مفهوم الاحتساب وأدى الحوار معهم إلى تراجعهم وتوبتهم وإدراكهم للطريقة الصحيحة والسليمة لممارسة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأشار إلى أن النتائج التي خرج بها الباحث عن أهمية الاحتساب على الفئة الضالة ومعالجة أفكارهم وكشف شبهاتهم. ولفت المشوح إلى ان الباحث الدكتور حامد بن مدة الجدعاني ضمن تجربة حملة السكينة ضمن بحثه (جهود المؤسسات الشرعية بالمملكة العربية السعودية في تأصيل منهج الاعتدال) وذلك ضمن برنامج علمي يطرحه كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي. وأضاف: استعان الباحث مشبب بن ناصر آل زبران بنتاج حملة السكينة الإيجابي وطرحهم الفكري والعلمي في تأصيل مسائل النوازل ومناقشة الشبهات، وذلك ضمن بحثه (المواقع الإلكترونية ودورها في نشر الغلو الديني وطرق مواجهتها من وجهة نظر المختصين) لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في العلوم الإدارية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وأشار المشوح إلى قيام الباحث المتقدم للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية شبيب بن حسن الحقباني بتغطية الجانب الميداني من دراسته على حملة السكينة، وحملت دراسته عنوان (الاحتساب على الغلو في التكفير في شبكة المعلومات الدولية) المقدمة في كلية الدعوة والإعلام. فائدة الباحثين كما أطلقت الباحثة منال عبدالعزيز الصفيان عنوانا لبحثها للحصول على درجة الماجستير (الجهود الوطنية لمعالجة الفكر التكفيري في المملكة العربية السعودية حملة السكينة نموذجا) واشتملت الدراسة على استبيان يصف الجهود المباركة التي تقوم بها حملة السكينة ويوضح كيفية عمل أعضاء الحملة والصعوبات التي واجهتهم، وقدمت بحثها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم علم الاجتماع. وأفاد المشوح أن الباحث عبدالله بن محمد الفارس من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يعد رسالة تحمل عنوان (حملة السكينة وآثارها في الوقاية من الإرهاب) والتي تقوم بدراسة وتحليل عمل حملة السكينة عن كثب بطريقة علمية ووفق وسائل تحليل أكاديمية. وأشار إلى إفادة الباحثين من نتاج حملة السكينة تنوعت ما بين استبانات تم توزيعها على بعض التائبين والعائدين ومقابلتهم للحصول على تفاصيل تفيد في عملية تحليل أسباب الانحراف الفكري وأهم الوسائل لمواجهته، وقسم من الدراسات اعتمد على دراسة أداء العاملين في حملة السكينة وقراءة أهم المؤثرات عليهم وكيفية المساهمة في تطوير عملهم. وأفاد المشوح أن أهمية مثل هذه الدراسات تبرز في سبيل معرفة وإدراك خريطة المتطرفين الفكرية والنفسية والاجتماعية، ومعرفة مفاتيح العلاج النافعة والمؤثرة. وأوضح المشوح أن فكرة الحملة تقوم على الانتشار في مواقع ومنتديات ومجموعات الإنترنت، وذلك عبر فريق عمل مختلف التخصصات، يحقق بتكامله أهداف الحملة عبر الوسائل والأساليب المناسبة والمؤثرة، مشيرا إلى أن صفة الانتشار والتعامل مع الجمهور يجب أن تكون صفة شخصية ودية. وأضاف المشوح: من خلال هذه المواقع والمنتديات يتم بث المفاهيم الصحيحة ومناقشة الأفكار المنحرفة، قد يكون هذا النقاش علنا أو عبر الرسائل الخاصة أو برامج المحادثة الثنائية، ونركز على المضمون الشرعي بالإضافة إلى الأدب في الحوار ومراعاة التفاوت في ثقافة المخاطبين.