من مظاهر التمسك بالتراث والعادات الذي لا يزال يلبسه كثير من المواطنين في الجنوب حتى هذا اليوم الجنابى والخناجر، وعلى الرغم من أن كثيرا من الناس هجرها ولم يعد يستخدمها في الحياة العامة إلا قليل من كبار السن. إلا أننا نجدها حاضرة بقوة عند أداء الفنون الشعبية التراثية في المناسبات المختلفة كمناسبات الزواج واستقبال الضيوف، ويلبس الرجل في الجنوب وفي مناطق أخرى من المملكة الجنابى والخناجر بعد أن تكون متصلة بسبتة خاصة ومتلائمة معها حيث يتمنطق بها الرجال في وسطهم، وقديما لا تكاد الجنبية تفارق الرجل الجنوبي في عمله وفي زياراته ومجالسه، وكان الناس قديما يعيبون على من لا يتمنطق بجنبيته في وسطه ويصفونه بالمسربل، ويستفيد الرجل من الجنبية أو الخنجر في استخدامات متعددة مثل عملية ذبح المواشي والصيد وقطع الخيوط واستخدامها في أداء الألوان الشعبية بإخراج شفرتها أحيانا في يده والتلويح واللعب بها. كما أن من أهم الحرص على لبسها الدفاع عن النفس خصوصا في الأزمنة الغابرة نظرا لتدني الأمن وعدم وجود من يحميهم في تلك الأزمنة البعيدة، وعن أهمية الجنابى والخناجر يقول الأستاذ عبدالرحمن بن متعب: كان ولا زال للجنبية والخنجر الدور البارز في زينة الرجال في اغلب مناطق المملكة لكن لها الحضور الأكبر في المنطقة الجنوبية من المملكة العربية السعودية. وعن أنواعها يقول إن لها أكثر من نوع وبعضها يصل سعره إلى 50 الف ريال فأكثر ويعتمد سعرها على صايغها ونوع السلة ونوع المقبض من أنواع قرون بعض الحيوانات وأغلاها قرن الزراف أما المشهور منها في بلاد رجال الحجر فأشهرها النافعي والأشبيل والمرود وقد كان من أشهر صايغيها رجل يسمى شنبر في قرى الخاضرة شمال محافظة النماص، وعن بعض الأشعار التي قيلت فيها يقول الأستاذ عبدالرحمن: هناك كثير من الأشعار الشعبية ومنها هذا البيت الذي قاله أحد الشعراء في لون اللعب الجنوبي: سلة النافعي من بين الجنابى شوقتني شغلها طيب جانا من ارض الدمشقية ويقول آخر في لون العرضة: اسمع العلم من سيف (ن) اذا ماهوى حده سنين سلة البرق بوحدين ذي حدها دايم سنينا حدها يثلم الاشبيل ويقص حد النافعي حدها من طعم الموت وأسرع منه وأمر وأحد.