يشتهر أهالي منطقة نجران بلبس الجنبية وهي عبارة عن خنجر عربي يربط بحزام يلف حول خاصرة الرجل، كان الناس يرتدونها قديما دفاعا عن النفس باعتبارها سلاحا قاطعا كالسيف، فيما تستخدم حاليا للزينة، ويرتديها الناس في المناسبات كرمز للأصالة ومصدر للفخر، ولها قيمة اجتماعية عالية يتفاخر بها الناس فيما بينهم إلى درجة أنها تعتبر أغلى هدية يقدمها أهالي نجران إلى من يحبون، فيما يتوارثها البعض جيلا بعد جيل، من الأجداد إلى الآباء ثم إلى الأبناء، ويرثها الابن الأكبر بين أخوته كنوع من «الكبارة»، ويحتفظ الكثيرون بالجنبية ذات الجودة العالية كذكرى لعشرات السنين. اعتاد عشاق هذا النوع من الخناجر ارتياد سوق الجنابي الشعبية التراثية الواقعة في حي البلد القديم، ويحرص أي سائح أو زائر للمنطقة على أن يزور هذه السوق.يقول صالح آل همام «عرفت الجنبية منذ عهد الحميريين وسبأ، والدليل على ذلك النقوش الأثرية على جبال نجران التي توضح أن الجنبية كانت تستخدم في ذلك الحين».أما عبدالله الزبيدي أحد الباعة في سوق الجنابي فقال «تتكون الجنبية من أجزاء منها المقبض أو الرأس، وأجود نوع منها يعرف بمقبضها، وهو يتحكم في سعرها، ومن أبرز أنواع الرؤوس الزراف، الصيفاني، والقرن وتصنع من قرن وحيد القرن، وتستخدم القطع الذهبية والفضية في تزيين المقبض، وتساهم دقة الصنع وقدم الجنبية في رفع سعرها، ومن الأجزاء الأخرى للجنبية النصل أو السلة، وهي قطعة معدنية حديدية مائلة إلى اليمين بالغة الحدة، فكلما ثقل وزن الحديد المصنوع منه النصل زاد وزنها وقوتها، والجزء الثالث الغمد ويصنع من الخشب وشجر العشر، وهو مجوف الشكل، توضع الجنبية داخله لحمايتها من التلف، والجزء الرابع الحزام ويصنع من الجلود ويستخدم لربط الجنبية حول الخاصرة بعرض 2 3 بوصة». من جانبه، قال محمد آل شيبان اليامي أحد الباعة في سوق الجنابي في نجران «إن الإقبال على سوق الجنابي يزداد في الأعياد وفصل الصيف، حيث تكثر المناسبات». وأضاف اليامي أن أسعار الجنابي تتفاوت بين 1000 و150 ألف ريال، مشيرا إلى أنهم يشترون رأس الجنبية جاهزا ويجهزون له النصل، الغمد والحزام في ظرف أسبوع، ومن ثم يبيعونها، مشيرا إلى أن أصحاب الخبرة يستطيعون التعرف على الجنابي المقلدة، مؤكدا أن السوق تضم آلاف الأنواع من الجنابي، وأغلب المشترين يأتون للسوق ومعهم ذوو الخبرة في الجنابي كي لا يشتروا إلا الأنواع الجيدة.وزاد أن الجنبية كانت تستخدم للدفاع عن النفس في السابق، وفي الآونة الأخيرة تحولت إلى زينة، وأغلى هدية تقدم في نجران.