ماذا عساي أن أكتب وما الحروف التي ستسعفني للحديث عن ذلك الإنسان العظيم في خلقه وفي حب شعبه له يعجز القلم واللسان عن التعبير عن تلك الصفات وتلك المشاعر الفياضة لأمير هو ملء السمع والبصر.. ملك قلوب الناس وأسرها بخلقه وتواضعه وكرمه وطيب نفسه وجميل عطاياه ولين جانبه وصفاء سريرته وبشاشة وجهه بابتسامته المعهودة وحبه لقضاء حوائج المحتاجين وتلبية طلباتهم كلما أمكنه ذلك.. تتجلى تلك الصفات الحميدة وأخلاقه الفاضلة في إجماع الناس كل الناس على حبه فجعلته من نوادر الرجال الأفاضل في هذا الزمان الذين يندر وجودهم فيه. إنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. الذي له من اسمه أوفى نصيب فكان ولايزال سلطان زمانه فكان وأيم الله سلطاناً للقلوب بحب هذا الكم الهائل من البشر القريب منهم والبعيد في الداخل والخارج من بلادنا الطاهرة. فهو بحق من الذين يعطرون المجالس بحسن سيرتهم وكريم سجاياهم وشمائلهم ولو سجلت تلك الصفات الرائعة وتلك السيرة العطرة لتضمنت عشرات المجلدات ولعجزت عن ذكرها الألسن ولتعبت من تدوينها الأقلام والأنامل ولكانت أكبر من أن تذكر فتدون ولا نزكي على الله أحداً ولكن موجز القول في ذلك أن من أحبه الله أحبه خلقه. فكان بفضل الله هذا الانسجام التام بين الراعي والرعية مظهره ذلك الحب الصادق والإخلاص المتبادل بين أبناء هذا الشعب السعودي الوفي وسلطان ابن عبدالعزيز القريب من كل قلب ومن كل بيت سعودي حاضرة وبادية وضح ذلك جلياً في تبادل التهاني والتبريكات والاستبشار بنبأ نجاح العملية الجراحية التي أجريت لسموه الكريم وأعلن عنها الديوان الملكي يوم الاثنين 28/2/1430ه ثم تطمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية للمواطنين عبر القنوات الفضائية حيث طمأن الشعب السعودي وبكل ثقة بالله سبحانه وتعالى بأن سلطان الخير بخير وعافية وأن العملية كانت ناجحة تماماً بحمد الله وأنه بفضل الله يتمتع بصحة جيدة ولله الحمد.. فغمرت الفرحة قلوب الملايين من المواطنين الذين يدعون لسموه في ظهر الغيب بأن يمن الله عليه بالشفاء العاجل وهم جميعاً بقلب واحد ولسان واحد يقولون اللهم اشف عبدك سلطان فامتلأت نفوسهم سروراً وابتهاجاً بتلك البشرى الغالية وذرفت العيون دموع الفرح وحمدوا الله وشكروه على ما أنعم به على سمو الأمير سلطان من صحة وعافية فلله الحمد من قبل ومن بعد وصدق الشاعر حين قال: لعمرك ما الرزية فَقْد مال ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد حر تموت بموته خلق كثير حفظ الله سموه من كل سوء ومكروه وأمد في عمره على طاعته فكم جادت يمينه بالصدقات وكم اعتقت من رقاب وكم بذلت يده الكريمة من سداد دين أو اطلاق معسر.. حبيبنا سلطان: لقد طوقت الأعناق بخصال أفعالك وحسن أخلاقك وعملت طوقاً من أبناء أمتك وشعبك يلتفون حولك بجميل صنائعك اسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يجعل ما فعلت من خير وإحسان وبر ومعروف وبذل وعطاء في ميزان حسناتك يوم تلقاه بعد عمر طويل وعمل صالح مقبول فكم بنيت لله من مسجد وعمرت للأيتام والأرامل من دور وأدخلت السرور على قلوب الكثير من الضعفاء والمساكين وتسببت في شفاء الكثير من المرضى والمقعدين بفضل الله وتلطفت بعطفك وحنانك على المعوقين وحفرت بيدك الطاهرة الآبار لتروي العطاشى وكم أغثت من ملهوف وما ذاك إلا فضل من الله عليك وتوفيق إذ جعل على يديك الخير والإحسان وبذل المعروف للقريب والبعيد. وجعلك ملاذاً لكل محتاج فسخرت المال لوجه الله يوم بخل أصحاب الأموال بأموالهم وشحت به نفوسهم «فخير الناس أنفعهم للناس» «أفضل الناس ما بين الورى رجل.. تقضى على يده للناس حاجات». فجزاك الله عن أمتك خير الجزاء. لقد كانت الناس هنا في المملكة العربية السعودية عامة الكبير والصغير الرجل والمرأة على حد سواء يتابعون أخبار رحلة سموه الكريم العلاجية وألسنتهم تلهج بالدعاء وأكفهم رافعينها تضرعاً لله عزَّ وجلّ بأن يعجل شفاءه وعودته إلى أرض الوطن سالما غانماً ومعافى وقلوبهم تتلهف للقائه وعيونهم تشتاق لرؤيته بخير وعافية وهم موقنون بحول الله وقوته بأن الله سبحانه وتعالى سيكلأ عبده سلطان بعنايته ورعايته وأنه برحمته الرحمن الرحيم لن يحرمه من دعاء أولئك الأيتام والأرامل والعجزة والمساكين والمرضى والفقراء والمسلمين عامة الذين شملهم سلطان بن عبدالعزيز بعطفه وحبه وحنانه ومواساته لكل من لجأ إليه بعد الله لأن الله عز وجل لن يضيع أجر من أحسن عملاً.. لم يكن حب الناس لسلطان نزوة عابرة أو للحظة برزت لحدث معين بل انه حب قديم تأصل في قلوبهم ونفوسهم فلقد برز ذلك الحب ووضحت معالمه في كثير من المواقف فعندما كان في إحدى علاجاته لأعراض مرت به منذ سنوات كانت الناس كلها في قلق شديد خوفاً على صحته وسلامته حتى منّ الله عليه بالشفاء والعافية وعاد بفضل الله إلى ممارسة مهامه في الدولة وخدمة الشعب. فمن منا لا يعرف سلطان بن عبدالعزيز صاحب الأيادي البيضاء والسخية في كل مجال سواء في الخدمات الإنسانية التي تمثلها مؤسسته الخيرية أو في مساهماته الخيرة في دعم الجمعيات الخيرية المتعددة في داخل المملكة وخارجها أو في دعمه للبرامج الصحية ومعالجة المرضى في الداخل والخارج أو في مؤازرته اللامحدودة في نشر العقيدة الإسلامية في أصقاع الأرض وبنائه للمساجد ومساكن للمحتاجين من أبناء الشعب السعودي وتقديمها مجاناً. إن صورته التي شاهدناها على شاشة التلفزيون وهو يحتضن ويقبل ذلك الطفل المعاق ويأمر بعلاجه في أي مكان في العالم أو تلك الصورة الرائعة وهو يبتسم لطفل بريء ويكافئه تشجيعاً لفطنته وذكائه أو هو يمسك بيد ذلك الرجل المسن ويقبل رأسه ويكرمه أو بين تلك الحشود بين المواطنين ويقابلهم بكل الحب والابتسام كل ذلك أسر قلوب مواطنيه حباً واعجاباً وتقديراً لهذا الرجل الرائع ولا غرو في ذلك فهو خريج مدرسة المربي العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه والمربية الفاضلة حصة بنت احمد السديري رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وهي التي قال فيها الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق نعم لقد كانت قلوب أبناء الشعب السعودي قاطبة مع ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكانوا جميعهم في نيويورك وتحديداً في المستشفى الذي أجريت لسموه العملية فيه بشغف وحب مع محبوبهم لأنه في مهجة قلوبهم ووسط عيونم فهم كلهم في وجدان وقلب وعيون سلطان. إن حب الناس لسلطان حب إلهي فالنفس مع من أحسن إليها وليس كل الناس قد أحسن إليهم سلطان ولكن محبته أسكنها الله في قلوب الناس يودعها لمن يحب من عباده وكما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم «ان الكريم قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس قريب من النار بعيد عن الجنة» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. إن سلطان بن عبدالعزيز في حد ذاته مؤسسة إنسانية عظيمة وهبت الكثير ودعمت الكثير من المشاريع الخيرية فاستحق محبة الناس ودعواتهم الصادقة بأن يحفظ الله سموه من كل سوء ومكروه، فكان بحق سلطانا في قلوبنا وعقولنا. وختاماً لا يفوتني هنا أن أشيد بالوقفة الأخوية النبيلة التي أثلجت صدور كل المواطنين انها تلك المؤازرة العظيمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبالعزيز أمير منطقة الرياض حفظهما الله ورعاهما اللذين آثرا ألا يتركا مرافقة أخيهما صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز شفاه الله وعافاه والوقوف إلى جانب أخيهما الكبير وإحاطته برعايتهما الاخوية حتى يطمئنا عليه ويكونا قريباً منه وفي خدمته.. إنها الاخوة الصادقة والوفية وهما يجسدان بذلك صلة الرحم في أسمى معانيها ويضربان المثل الأعلى لمعنى الاخوة وترسيخ مفاهيم العائلة الواحدة ووشائج القربى وصلة الرحم التي أمر الله بها أن توصل وهي ولله الحمد متأصلة في المجتمع السعودي المسلم فتجد يداً تمتد إلى الفقراء والمحتاجين واليتامى فتمتد إليهم وتمنحهم بسخاء وتشد من أزرهم فكانت يد سلطان الخير والمعروف وهذه سجية أبناء عبدالعزيز - طيب الله ثراه - فيما بينهم فالصغير وليس فيهم صغير يجل ويقدر الكبير والكبير منهم يعطف على الصغير ويحترمه فهم جميعاً أبناء ذلك الرجل الفذ قدس الله روحه فكان التلاحم القوي بين أفراد الأسرة الواحدة وليس ذلك بمستغرب من سموهما الكريمين فإن البيت السعودي وخاصة بيت آل سعود جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر فكانا عضداً أيمن لأخيهما سمو ولي العهد وإذ أشيد بذلك فإن سموهما ليسا في حاجة لأن يذكر ذلك الصنيع الجميل فهما يعتبرانه من أوجب واجباتهما الأخوية ولكن يعلم الله أن له الأثر الكبير في نفس كل مواطن فوجب تقديم الشكر لسموهما وكذلك ليقتدي بهما* كل أخ مع أخيه مهما عظمت مسؤولياته وكثرت واجباته أسأل الله تعالى أن يديم هذا التآلف وهذه المحبة وهذا الاحترام بين أفراد أسرتنا الكبيرة آل سعود وأن يجمع قلوبهم على الخير وأن لا يفرق شملهم وأن لا يفرح عليهم عدواً. كما أسأله جلت قدرته أن يديم على والدنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نعمة الصحة والعافية وأن يعيده إلى أهله ووطنه وأبناء شعبه عن قريب وعلى أحسن حال ليواصل المسيرة مع إخوانه في خدمة دينه ومليكه ووطنه وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من كل سوء ويسعدني بهذه المناسبة أن أزف إلى مقامه الكريم والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل أسمى التبريكات والتهاني بنجاح العملية الجراحية لسمو ولي العهد - حفظه الله ورعاه - والحمد لله رب العالمين.