} يعد التعليم محور أي تقدم ينشده أي مجتمع لأنه يصنع الإنسان الذي تقوم عليه التنمية، لقد تعرضت مناهجنا التعليمية لهجوم البعيد والقريب متهمة إياها بصناعة الإرهاب وقليل من تلك الأصوات المهاجمة طالب بتطوير المناهج تطويرا متوازنا بين المحافظة على الثوابت والقيم وبين تحصيل العلوم التطبيقية والتقنية الحديثة، وفي الحقيقة أن مناهجنا لم تصنع الإرهاب الذي يدعون ولا حققت التطور المنشود . لابد أن يكون محور إهتمام التعليم صناعة الإنسان المتوازن بين الحفاظ على الهوية وتحصيل العلوم فلا تعارض البتة بينهما، بل هما صنوان متلازمان نحو التنمية الوطنية الحقة والحقيقة أن مناهجنا رغم ما تحتويه من مضامين إيجابية، إلا أنه وبسبب ضعف بعض جوانبها ومع وجود عوائق مصاحبة من مدرسين وبيئة مدرسية لم تلب الطموح المعرفي المطلوب فهي بالكاد تمحو الأمية المعرفية للطالب إلا من وفّق لتطوير ذاته بعد إنهاء التعليم النظامي أنظر للطلاب والطالبات ومستواهم المعرفي والثقافي بل مستوى تعليمهم الديني ستجد أنه يعاني من ضعف مخل لا يتناسب مع تلك السنين التي قضاها الشاب في تلقي التعليم . إن مشروع تطوير التعليم لا يقتصر على المناهج فحسب بل لابد أن يشمل مع المناهج المعلمين والسياسة التعليمية برمتها، إن طريقة إيصال المعلومات في مدارسنا لا تلبي تحقيق الحراك العقلي الإبداعي، بل هي للخمول العقلي أقرب، ثم إن المعلمين والمعلمات يعانون من ضعف معرفي لا يمكنهم من أداء رسالتهم وفق متطلبات المرحلة ففاقد الشيء لا يعطيه ثم إن البيئة المدرسية مع تلك المباني المكتظة بالطلاب ستكون أكبر عائق أمام إيجاد بيئة صالحة للتعليم المطلوب. شبابنا يتخرجون من الجامعة حتى في التخصصات العلمية ومستواهم المعرفي وتهيئهم للبحث العلمي يفتقر للتحفيز وإعمال العقل والإجتهاد التجديدي في شتى العلوم قد تكون هناك رغبة صادقة للتطوير لكنها تحتاج خطة شاملة ومنهجية تراعي التوازن الذي أشرت إليه بين الحفاظ على القيم والثوابت وتعزيزها وتحصيل العلوم الحديثة وفق مناهج ووسائل تعليمية فعالة في تحفيز العقل على البحث والإبداع بعيداً عن الحشو والتلقين الذي لم ننفك منه حتى في العلوم التطبيقية ثم إن تهيئة سوق العمل لاحتواء تلك المخرجات التعليمية الجديدة يحتاج إلى تصحيح لسياسة التوظيف في القطاع الخاص والقطاع الحكومي شبه الخاص في المؤسسات العامة مع تحفيز السياسة الإقتصادية على توسيع نطاق النشاطات التصنيعية وفتح مراكز أبحاث حكومية وخاصة تعنى بالبحث العلمي الدقيق لتحفيز العقول الشابة المتوثبة للبحث والإبداع. هذه نظرة سريعة أحسب أنها تشكل خطوطا عريضة لنهضتنا التعليمية والتنموية بالشكل الصحيح، الجهل يصنع التخلف والتخلف يصنع الإرهاب إمنحونا طلابا واعين دينياً وعلمياً وأضمن لكم تفوقهم وبعدهم عن أي نوع من الجريمة والجنوح .